يقول الله تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 60]؛ ثلاثة أصناف من الناس تتضمنهم الآية الكريمة؛ وهم: أولا "المنافقون"، وثانيا "الذين فى قلوبهم مرض"، وثالثا "المرجفون فى المدينة". فالنفاق هو المُفرّخ الطبيعى للمرض القلبى الذى يصيب المنافقين.. ومتى مرض المنافق بذلك المرض القلبى.. وكلما تدهورت حالة المنافق وتحول إلى المرض (النفسى).. تأتيه نوبات من الرجفة.. والقشعريرة.. ومن ثم يصبح مرجِفا فتصيبه الرجفة الجسدية.. كما تصيبه الرجفة العقلية؛ بمعنى أن عقله لا يستقر على عقيدة معينة أو قيمة أخلاقية دينية معينة. ولقد وجد "مرجفو هذا العصر" فى وسائل الإعلام ضالتهم فى إحباط الشعب ونشر الفوضى؛ فالمرجف يستخدم ما تكون أداته "الشائعات" الموجهة ضد شخص، أو جماعة، أو حزب، أو مجتمع، أو رمز، أو أمة بأسرها، وقد تكون هذه الشائعات مختلقة مكذوبة، أو مبالغًا فيها.. وسوف أكتفى هنا بالإشارة لبعض المرجفين فى الإعلام، ولنبدأ بالكاتب الكبير جدا محمد حسنين هيكل، الذى يستحق أن يكون إماما للمرجفين، وهذه بعض عناوين تصريحاته الأخيرة لإحدى القنوات الممولة من الخارج، حيث يقول هيكل: - "مرسى يخالف قوانينه ودستوره.. وشعوره بالتربص يدفعه للعناد والمكابرة وفرض ما يريد بالقوة"، يبدو أن هيكل يصف سيده عبد الناصر. - "لا أرى سببًا لزيارة مرسى للسودان دون هدف واضح.."، طبيعى أن يهاجم هيكل زيارة الرئيس للسودان، أليس سيده هو الذى تنازل عن السودان كاملة بعد أن كانت مصر والسودان دولة واحدة؟ - "الإعلام هو شماعة فشل الإخوان فى تقديم الحلول.." هيكل باعتباره كان وزيرا لإعلام عبد الناصر يعرف جيدا كيف يقلب إعلام الفرد الهزيمة لانتصار وهمى، كما فعل المذيع الناصرى أحمد سعيد خلال تغطية أكبر هزيمة فى التاريخ، الذى أطلق عليها هيكل نكسة..". - صورة تركيا اهتزت كثيرًا بتصرفات الإخوان فى مصر، "بدليل اعتذار الكيان الصهيونى لها الذى يظهر النفوذ الإقليمى المتزايد لتركيا". - "ملاحقته "شفيق" لا تصون كرامة مرسى قبل كرامة من يطارد".. من الطبيعى أن يدافع هيكل عن فساد شفيق، خاصة أن له أقارب من المفسدين عليهم الدور. كنت أتمنى أن يكون صحفى كبير بقيمة "هيكل" ناصحا أمينا لأول رئيس مدنى منتخب بعد الثورة، ولكنه اختار أن يكون فى طليعة "المرجفين فى الإعلام"، لدرجة أن قناة الفلول تستدعيه ليشكل غطاء إعلاميا لأكاذيبهم التى لا تنتهى.. مرجف آخر من زمن مبارك، وهو الكاتب الساخر أحمد رجب، حرص منذ تولى الرئيس مرسى أن يجعل "نصف كلمة" كبسولات لليأس والإحباط والتبشير بالفوضى والخراب، نذكر منها آخر "نصف كلمة" له يوم الأحد الماضى؛ حيث يقول فيها: "لا حكومة ولا إدارة، ولا دولار ولا اقتصاد، ولا وقود ولا سياحة، ولا استيراد ولا تصدير، ولا استثمارات.. ولا.. ولا.. ماذا بقى من مصر؟". الغريب أن هذا الكلام المرجف من الكاتب الساخر جدا نشر فى اليوم التالى لوصول خمسة مليارات دولار من قطر وليبيا، ومع بدء تراجع الدولار فى مواجهة الجنيه وانخفاض سعر الذهب، وتزويد مصر بالغاز من قطر والجزائر.. مرجف ثالث معروف بتقلبه من النقيض للنقيض، وكان يصف المخلوع مبارك بأنه حكيم الأمة، يخاطب الجيش يوم الجمعة الماضى، قائلا: ننتظر لحظة نزولكم الشارع لمواجهة "الأخونة"، فالكاتب مصطفى بكرى يفضل العودة للحكم العسكرى عن ديمقراطية جاءت بالإسلاميين!!