إخوانى وأخواتى الأعزاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. وبعد.. أكتب إليكم رسالتى هذه من وحى إحساس مفعم بالحب لكل فرد منكم وبالحرص على مصلحة كل واحد فيكم وبالثقة برشادة عقولكم وكمال ذكائكم، كيف لا وقد خلقنا الله جميعا من طين هذه الأرض المباركة وشربنا من نيلها الخالد، وعشنا على ظهرها نتمتع بمناخها الرائع ونستفيد بموقعها الفريد ونفخر بتاريخها المجيد، وتراثها التليد، فقد عاش فيها الأنبياء وانتصر فيها القادة والزعماء، وكانت منارة للثقافة والعلم والحضارة والنور. وكان حريّا بنا أن نحافظ على كل هذا المجد، وأن نشيد عليه ونبنى فوقه، لا سيما بعد ثورتنا العظيمة فى 25 يناير 2011، حتى نكون قدوة للأمم حولنا، ونبراسا للشعوب المتطلعة إلى الحرية والعزة والكرامة، وكانت الفرصة رائعة والآمال كبيرة، ولقد خطونا خطوات حميدة على طريق الحرية والديمقراطية، إلا أن قوى الشر المتربصة بمصر وأهلها وثورتها تكالبت عليها لإجهاض الثورة، وحرف المسار؛ تحقيقا لمصالح قوى خارجية وأخرى داخلية فقدت سلطانها ومكاسبها الحرام، فراحت تقود الثورة المضادة وتستخدم وسائل العنف والتخريب والهدم على المستوى المادى، وتستخدم عددا من وسائل الإعلام لتضليل العقول، واعتمدت أسلوب الكذب والكذب والكذب حتى يصدق الناس، وتتحول الأكاذيب فى الأذهان إلى حقائق، فمن ثم تتشوه صورة المصلحين، وتتحسن صورة البلطجية والمخربين والمفسدين، كل ذلك من أجل إسقاط النظام، وإقصاء الإسلاميين والإخوان المسلمين خاصة، والانقلاب على الشرعية والديمقراطية، ومن أجل ذلك ارتفعت أجور من يسايرهم من الإعلاميين حتى بلغت ملايين الجنيهات دون نظر إلى علم أو فكر أو ثقافة أو كفاءة، المهم أن يكونوا مدمنين للكذب، شديدى الكراهية والعداوة للمشروع الإسلامى والإسلاميين، والإخوان على وجه الخصوص. ورغم أن كذبهم مفضوح ويسهل اكتشافه، إلا أن تكراره من صاحبه أو زملائه فى نفس القناة الفضائية أو الصحيفة أو تكراره فى عديد من القنوات والصحف يوهم الناس بأنه صدق، على الرغم من عدم معقولية بعضه للوهلة الأولى. لذلك، فإنى سأعرض مجموعة من هذه المفتريات، راجيا من إخوانى وأخواتى فى الوطن أن يُعملوا عقولهم ويستخلصوا الحقيقة ويضعوا وسائل الإعلام هذه فى المكان الذى تستحقه، ثم تمحص بعد ذلك كل خبر يأتيهم عن طريقها مستنيرين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرا : 6). - من ذلك أن بعض وسائل الإعلام ذكرت منذ فترة أن الفريق عبد الفتاح السيسى إخوانى متخف، وأنه سوف يقوم بأخونة الجيش، ثم قالت بعد ذلك: إن العلاقة بينه وبين الرئيس متوترة، ثم قالت: إن هناك خطة وضعها الإخوان بالتعاون مع الأمريكان للإطاحة بالفريق السيسى. - ومن ذلك أنهم كانوا يهتفون بسقوط حكم العسكر إبّان وجود المجلس العسكرى فى السلطة وبحياة الحكم المدنى، وإذا بهم ينقلبون لدعوة الجيش للسيطرة على السلطة، وإزاحة الرئيس المدنى المنتخب، والإشادة بعملية جمع توكيلات للسيسى لإدارة البلاد . - من ذلك قولهم: إن الإخوان سيبيعون قناة السويس لقطر وسيؤجرون الآثار المصرية لها أيضا وسوف يبيعون مبنى ماسبيرو لها، ورغم أن الإخوان لا شأن لهم بهذه الأمور، ورغم أن الرئاسة والحكومة وأمير قطر ورئيس وزرائه نفوا جميعا ذلك، كما أن الواقع يكذب هذه الأخبار، إلا أن أولئك المغرضين ما زالوا يكررون هذه الأكاذيب دون حياء . - من ذلك أنهم يقولون: إن الإخوان سيتخلون عن سيناء لأهل غزة وللفلسطينيين لتكون وطنا بديلا لهم، ورغم أن الإخوان لا يفرطون فى حبة رمل من أرض سيناء أو غيرها، ورغم أن الرئاسة والحكومة وكذلك أهل غزة نفوا جميعا ذلك، إلا أنهم ما زالوا يكررونه. - ومن ذلك قول بعضهم: إن الإخوان كانوا خلف تسميم طلاب الأزهر، أو أنهم استغلوا هذه الحادثة للإطاحة بالإمام الأكبر وتعيين الدكتور عبد الرحمن البر أو الدكتور يوسف القرضاوى مكانه، وهذا كل إفك مبين . - من ذلك أن بعض الأصوات ذهبت إلى أن حريق محكمة جنوبالقاهرة وراءه الإخوان المسلمون، ويعلم الله عظم الفِرية عليهم، فهم يبنون ولا يهدمون يعمرون ولا يخربون. - ومن ذلك أيضا زعم بعضهم أن اللواء محمد إبراهيم إخوانى، وأنه يساعد فى أخونة الشرطة، وهذا كذب محض، فلا يوجد شخص واحد فى الشرطة ينتمى إلى الإخوان المسلمين. - كذلك قول بعضهم: إن المستشارين مكى والغريانى والخضيرى من الإخوان، ولقد نفوا جميعا هذه المقولة. - من ذلك افتراؤهم على عمر ابن الرئيس أنه تولى وظيفة أجرها 38 ألف جنيه شهريا مجاملة لأبيه، وحكمت محكمة القضاء الإدارى بأن الوظيفة تم الإعلان عنها وتقدم لها 119 شابا، وأجريت لهم الاختبارات ونجح منهم عشرة، ابن الرئيس واحد منهم، وقال رئيس الشركة: إن أجرها الشهرى لا يتعدى 900 جنيه، والغريب أن عددا من هؤلاء الإعلاميين كانوا يسيرون فى ركاب جمال مبارك الذى نهب كثيرا من ثروات مصر، وكانوا يهيئون عقول الناس لتقبل وراثته للحكم، وأصابهم الغم الشديد عندما أطاحت به ثورة الشعب، واليوم يستنكرون وظيفة أجرها 900 جنيه بالحلال على ابن الرئيس، حتى اضطر الشاب تحت ضغط الإرهاب الفكرى الذى صنعه هؤلاء إلى سحب أوراقه وترك الوظيفة؛ حتى لا يصيبه وأباه القصف الإعلامى الفاسد. - من ذلك أن ابن الرئيس تزوج ابنة د. هشام قنديل رئيس الوزراء، وهو ما لم يحدث . - من ذلك أن زوجة الرئيس أمرت بإنشاء حمام سباحة يتكلف 15 مليون جنيه فى القصر، فى حين أنهم يسكنون حتى الآن فى شقة بالإيجار، وأنها تتدرب على ركوب الخيل والكل يعلم أنها امرأة مصرية بسيطة لا تتطلع للترف، ولا تهوى الحياة الباذخة المرفهة . - من ذلك زعمهم أن الرئيس أرسل لابنه فى السعودية مبلغ 2.3 مليون دولار من البنك المركزى، وثبت كذب الخبر، وتزوير الورقة . - من ذلك أن الرئيس يتقاضى عشرات الآلاف من الدولارات كبدل سفر، فى حين أنه كذّب هذا الخبر، وأكد أنه لم يتقاض مليما واحدا كبدل للسفر . - ومن ذلك أن السيد الرئيس التقى أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة عند زيارته لباكستان، ومطلوب من الناس أن يكونوا بلا عقول حتى يصدقوا هذا الإفك . - من ذلك الافتراءات الكثيرة التى افتروها على الدستور، وأنه سيجيز زواج البنات عند سن 9 سنوات، وأن صلاحيات الرئيس فيه تجعله ديكتاتورا، وأن الفقير الذى يحتاج للعلاج فى مستشفيات الحكومة عليه أن يقدم شهادة فقر، وافتراءات أخرى كثيرة، وخرج الدستور ليس فيه من هذه الأكاذيب شىء . - من ذلك قولهم: إن أحد المشرفين على إحدى لجان الاستفتاء على الدستور فى المنوفية يعمل (منجدا) وليس قاضيا، وظهر الرجل بعد ذلك يبكى؛ لأنه مستشار، وأن الإهانة له كانت بالغة . - من ذلك زعمهم أن 12 ألف مسلح فلسطينى من حماس دخلوا إلى مصر لحماية الرئيس وحتى الآن لم يُعثر على أحد منهم. - من ذلك زعمهم أن التحرش الجنسى الذى مارسه البلطجية والمجرمون ضد النساء والفتيات فى ميدان التحرير فى 25،26 يناير 2013م كان بتحريض من الإخوان، وتجاهلوا أن الإخوان يلتزمون ويأمرون الناس بما يأمرهم القرآن بغض البصر، فضلا عما يزيد على ذلك . - من ذلك أن الإخوان عينوا 13 ألف شخص منهم فى وظائف مهمة، تمثل مفاصل الدولة، وتحدينا أن ينشر مَن يزعم ذلك الأسماء والمواقع والمحافظات التى عينوا فيها، ولم يستجب أحد لهذا التحدى، وما زلنا ننتظر! - من ذلك أيضا أن للإخوان ميليشيات عسكرية تتدرب فى غزة، ولو كان لهم واحد فقط لظهر فى أحداث الاتحادية أو المقطم أو الدفاع عن المقار . أما بالنسبة للمهندس خيرت الشاطر فالأكاذيب التى نسجت حوله ونسبت إليه تفوق الخيال.. وتحتاج إلى رسالة مستقلة. لعلى قد أطلت فى ضرب الأمثلة، ولكنى كنت أهدف إلى التأكيد الذى لا يشوبه شك فى أن هؤلاء القوم غير صادقين، وأن لهم أجندة لا تبتغى مصلحة الوطن، ولا تحترم آداب المهنة، ولا قواعد الأخلاق والسلوك، ولا حتى مبادئ الأديان، كل ذلك من أجل المال المنهمر، وإشباعا للكراهية للإسلاميين والإخوان.. والذى يعنينى من هذه الرسالة هو أن ينتبه إخوانى وأخواتى المواطنين إلى الحقيقة، وألا يتأثروا بالأكاذيب مهما تكررت، وأن يعملوا العقل والتفكير فى كل خبر، وأن يسألوا أصحاب الشأن لمعرفة حقيقته، وصدق الله العظيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة : 119)، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول "إن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته