* بدوى: الخدمة تعود لطبيعتها الأيام القادمة... ومصر لا تتحمل تعويضات * وسيم أرسانى: أولوية للبنوك والبورصة وهيئات الحكومة خلال الأزمات وتعويض العملاء حسب حجم الضرر * رئيس شركة لينك: الخدمة عادت بطاقة 100% بعد التحويل للمسارات شهد قطاع الاتصالات خلال الأسبوع الماضى انقطاع الكابلات البحرية للإنترنت، مما أدى إلى تباطؤ وضعف خدمة الإنترنت على مستوى الأفراد أكثر من الشركات، خاصة فى ساعات الذروة، وتأثرت الخدمة بنسبة 60% بعد قطع كابلين الجمعة قبل الماضية، كما تأثرت بنسبة 30% بعد قطع الكابل الثالث الأربعاء الماضى. التأثير لم يقتصر على الترفيه والتصفح التقليدى لمواقع الإنترنت، وإنما امتد إلى نشاط الشركات العاملة فى التجارة الإلكترونية، والتى كانت الأكثر تأثرا؛ حيث تراجعت معدلات زيارة العملاء وانخفضت المبيعات. ورغم ذلك لم تتأثر بعض شركات الدفع الإلكترونى، وبعض شركات المحمول المقدمة للخدمة سواء من خلال الخط الأرضى الثابت أو من خلال المحمول “USB”. وأكد البعض عودة الخدمة بمجرد نقلها إلى مسارات بديلة، فى حين قال آخرون إن الخدمة لم تعد بنفس السرعة والكفاءة التى أعلنت عنها الشركة المقدمة للخدمة. يذكر أن الشركة المصرية للاتصالات أعلنت يوم الجمعة قبل الماضية عن حدوث قطعين فى الكابلين البحريينEIG و TE North بالبحر المتوسط على مسافة 91 كيلو مترا شمال نقطة إنزال الكابلات البحرية بأبو تلات غرب مدينة الإسكندرية، مما أدى إلى تأثر خدمة الإنترنت على مستوى الاستهلاك الحقيقى فى ساعة الذروة بنسبة 30%، وأشارت إلى أنه من المتوقع الانتهاء من إصلاح الكابلين خلال الأسبوع الأول من إبريل الجارى. كان كابل IMEWE على مسافة 971 كيلو متر غرب الهند قد تعرض لقطع فى الثامن من مارس الماضى، لكن لم يتأثر استخدام شبكة الإنترنت فى مصر نتيجة هذا القطع، بسبب ما تقوم به المصرية للاتصالات من تأمين لشبكتها عن طريق مسارات بديلة . كما أعلنت الشركة عن قطع فى كابل WE4-SEA-ME صباح الأربعاء الماضى وهو أحد الكابلات البحرية الرئيسية التى تعتمد عليها الشركة فى تقديم خدمات الإنترنت. من جانبه قال الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات: إنه رغم تأمين الكابلات البحرية وخضوعها لمواصفات عالمية إلا أنها معرضة للقطع، لأنها تمتد آلاف الأميال، وبالتالى تأمينها بشكل كامل صعب، مؤكدا أنه لم تصدر أى شكاوى من ضعف الخدمة على تعاملات البورصة أو البنوك. أما بالنسبة للتعامل بين شركات مقدمى الخدمة وشركات الكابلات فهناك اتفاقيات تجارية بينهم ليس الجهاز طرفا فيها لكنه يهتم بوجود الخدمة وهو ما يحاسب عليه الشركات المعنية. وأضاف أنه يتم حاليا تحليل أسباب قطع الكابلات الثلاثة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التى نتحرك على أساسها، مؤكدا أن تكاليف إصلاح القطع تتحمله شركات التأمين طبقا للتعاقدات المبرمة مع شركات الكابلات. وأكد بدوى أن مصر لا تتحمل أية تعويضات للدول التى تأثرت خدمة الإنترنت بها نتيجة قطع الكابلات البحرية التى تمر بمصر، لأن الكابلات معرضة للقطع باستمرار، موضحا أنه يمكن لهذه الدول والشركات المصرية المقدمة للخدمة التى تأثرت طلب التعويض من الشركات التى تملك الكابلات، أو من المتسبب فى القطع. وأشار إلى أن أشهر حوادث قطع الكابلات كانت نتيجة إلقاء "الهِلب" الخاص بها والذى قد يصيب الكابل بالقطع. وكشف بدوى أنه بمجرد الانتهاء من الإصلاحات وتحديد الأضرار التى وقعت على المشتركين سيتم مخاطبة الشركات المقدمة للخدمة لتعويضهم حسب حجم الضرر، متوقعا إنهاء إصلاحات الكابلات الثلاثة خلال إبريل الجارى. من جانبه قال وسيم أرسانى -الرئيس التنفيذى لشركة Link Dot Net-: إن القراءات الموجودة لعملاء الشركة أفادت بأن السعات الخاصة بالإنترنت التى انقطعت أو تأثرت بحادث قطع الكابلات البحرية التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى عادت بكاملها بنسبة 100%، بعد تحويل الخدمة للمسارات البديلة، موضحا أن كفاءة الخدمة يتم رصدها عندما يتصل العميل بمركز الخدمة الخاص بالدعم الفنى للشركة ويشكو من بطء الإنترنت أو صعوبة التصفح على بعض المواقع التى تأثرت بالقطع، ويتم متابعة ذلك وحل المشكلة. وأضاف أن معدلات المكالمات لقسم الدعم الفنى انخفضت، كما أن متوسط استخدام الإنترنت فى مصر 7 ساعات يوميا، والتحول للكابلات البديلة يستغرق وقتا لتعود الخدمة عند كل عميل بنسبة 100%. وأوضح أرسانى أن الشركات التى تقدم خدمة الإنترنت تراعى عند حدوث ظرف طارئ توجه السعة المتاحة لبعض الجهات التى لها أولوية لاستمرار كفاءة تشغيلها، مثل البنوك والبورصة وشركات البترول والهيئات الحكومية. وأشار إلى أن تعويض العملاء الذين تأثروا بقطع أو بطء الخدمة يتم تقديره بناء على حجم الضرر وفترة التأثر، موضحا أنها إذا امتدت إلى أسبوع أو أكثر يتم تعويض العميل كما حدث عند انقطاع الخدمة خلال ثورة يناير. يشار إلى أن عملاء شركة TE Data لخدمات الإنترنت والتى تستحوذ على 70% من سعة الإنترنت فى مصر كانوا الأكثر تأثرا بضعف الخدمة خلال الأسبوع الماضى بعد قطع الكابلات الثلاثة، رغم أنها أعلنت تحول الخدمة لمسارات بديلة وعودتها خلال ساعات من القطع، إلا أن العديد من المشتركين أكدوا أنهم رغم اتصالهم بمركز الدعم الفنى للشركة وتقديم شكوى والرد عليهم بأنه خلال ساعتين تعود الخدمة إلا أنها لم تعد، واتسمت بالبطء. وقالت إحدى الصحف التى تعد عميلا للشركة أنها استخدمت "الكوتة" المقدمة من إحدى شركات المحمول نظرا لضعف الخدمة من شركة “TE Data”. التجارة الإلكترونية وقال مصطفى عثمان -مدير تسويق موقع Dare`n`Deal للتجارة الإلكترونية: إن قطع الكابلات البحرية أثر على نشاط الشركة بتراجع متوسط الزيارات ليصل إلى 10 آلاف زائر يوميا مقارنة بمتوسط من 50 إلى 70 ألف زائر فى الأيام العادية، مما كان له أثر كبير على انخفاض المبيعات مشيرا إلى أن عدد الزيارات الحالية تحسن ووصل إلى 40 ألف زائر يوميا بعد عودة الخدمة والتحول لمسارات بديلة، ولم يتأثر حجم المنتجات التى تعرض يوميا. وأوضح أنه رغم عدم تأثر الموبايل إنترنت أو استخدام USB إلا أن ثقافة التعامل التجارى من خلال الحالة الأولى لم يظهر بشكل واضح بعد، كما أنه يركز على التصفح أو الترفيه، أما فى الحالة الثانية فبسبب تحديد سرعات وأحجام محددة من التحميل والتصفح تستغل فى الضرورات أو الترفيه أيضا وليس التسوق الذى يحتاج إنترنت أكثر سرعة وسعة أكبر، والتى تتناسب مع طبيعة الإنترنت الثابت من خط التليفون الأرضى. وأكد شريف نصار المؤسس والرئيس التنفيذى لموقع “nefsak.com” للتجارة الإلكترونية أن نشاط الشركة تراجع بعد قطع الكابلات البحرية إلى 50% فى حجم الزيارات، وهو ما أثر سلبا على المبيعات، مشيرا إلى أن زيارة مواقع التسوق انخفضت، وضعف الخدمة يجعل العميل لا يتصفح المواقع الإعلانية لأنها تحتاج إلى تحميل العديد من الصفحات لتعدد الأقسام والمنتجات المعروضة، وبالتالى يعطى أولوية أكثر لأنشطة أخرى. وقال إن ضخ المنتجات على الموقع لم يتأثر، وبدأت معدلات الزيارة تعود تدريجيا إلى طبيعتها موضحا أن الخدمة لم تعد بالسرعة التى أعلنت عنها الشركة المصرية للاتصالات بعد قطع الأربعاء الماضى، كما حدث فى الكابلين اللذين تم قطعها الجمعة قبل الماضية، وكان تأثيرهما أكبر من القطع الثالث. وفى سياق متصل قال إيهاب سعيد -رئيس شركة "خدماتى" للدفع الإلكترونى-: إن الأسبوع الماضى شهد تباطؤا فى الخدمة، مشيرا إلى أن الشركات كانت أجازة يوم الجمعة عندما حدث القطع الأول للكابلين، وبالتالى لم نشعر بالتأثر فى تعاملات الشركة إلكترونيا إلا بعد قطع الكابل الثالث الأربعاء الماضى ولكن بصورة طفيفة. شركات المحمول وأكد خالد حجازى -رئيس قطاع الشئون الخارجية بشركة فودافون مصر- أن قطع كابلات الإنترنت لم يؤثر على كافة الشركات التى تقدم الخدمة، نافيا تأثر المسارات التى تقدم الشركة خدماتها من خلالها سواء الثابت من خلال الخط الأرضى أو المحمول USB. السياحة الإلكترونية بخير وأوضح الدكتور يحيى أبو الحسن -رئيس المنظمة الدولية لصناعة السياحة الإلكترونية- أن قطاع السياحة تأثر مثل القطاعات والأنشطة التى تعتمد على الإنترنت، ولكن لم يتوقف الحجز الإلكترونى بل كان هناك تباطؤ فقط فى الخدمة، وقال إن ذلك لم يؤثر على التعاقدات والحجوزات السياحية على الإنترنت، مشيرا إلى أن التأثير على كفاءة الحجوزات ظهر بعد قطع الكابلين يوم الجمعة، لأن الحجوزات تتم بكثافة فى نهاية الأسبوع.