* البرامج الساخرة المخالفة لأخلاق المجتمع وقتية.. وتختفى سريعا * الإسفاف وهدم المنظومة القيمية ليس نقدا مباحا أو حرية تعبير استنكر خبراء إعلاميون وسياسيون تنامى ظاهرة السب والقذف، واستهداف المنظومة الأخلاقية والسخرية من القيم والرموز الإسلامية تحت دعاوى الإعلام الساخر أو النقد المباح، مؤكدين أن هذه البرامج سرعان ما ستختفى، وتبقى الأزمة الحقيقية وهى تحرير الإعلام من سيطرة رأس المال واحتكار رجال الأعمال. فمن جانبه، حذر د. سليمان صالح -أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة- من أن الأزمة الحقيقية ليست فى برنامج فقط، ولكن فى خطورة ظاهرة احتكار بعض رجال الأعمال لوسائل إعلام تكرس إعادة إنتاج النظام السابق وإشعال الفتن، لافتا إلى أن برنامج باسم يوسف برنامج تسلية للسخرية من رموز الدولة والإسلام، ويأتى بمجموعة متفرجين يضحكون طوال الوقت، وهو نمط سيختفى وليس له أية قيمة إعلامية حقيقية، ولكن الأهم هو تحرير الإعلام من سيطرة رأس المال ومن احتكار رجال الأعمال. ويرى أن هذا النمط حول الإعلام الساخر لإعلام سب وقذف وإهانة الرئيس، وإهانة لشعب مصر الذى انتخبه حين يتحدث عنه بهذه الطريقة المهينة، ويعد إهانة للثورة، حيث يقوم على السخرية والضحك ويعاونه طاقم يصنع فيديويهات بشكل يزيف الحقيقة والرأى العام، ويتم فيه السخرية من الرموز الإسلامية. وشدد "صالح" على ضرورة التعامل مع هذا النمط من إعلام السب بالطرق القانونية، فلا بد ألا ننجر لمعركة جانبية حول ما تضمنه برنامج باسم يوسف، ويجب ألا ننجر خلفها رغم ما تتضمنه من استفزازات، ولا يجب الانسياق وراءها بأى حال، وترك الأمر للقانون والقضاء بالكامل، ونركز على خطورة ملكية رجال الأعمال لفضائيات تضعف المنظومة القيمية. بدوره، قال أحمد خلف -الباحث بمركز الحضارة للدراسات السياسية-: إن ظاهرة إسفاف اللغة والأسلوب ببعض وسائل الإعلام شملت انتقادات حادة فيها مبالغة وتهويل على غير الحقيقة بهدف تحقيق أهداف سياسية، من ضمنها ما وصلنا له بتلفظ بألفاظ خارجة وإيحاءات جنسية ببرامج عامة يشاهدها الجميع، ولا يبررها التلويح ببدايته أنه سيشتمل عليها بالمقدمة، والنموذج الصارخ لهذه الظاهرة برنامج باسم يوسف، مؤكدا أننا بعد الثورة مع حرية تعبير الإعلام، وهو قادر على تصحيح نفسه بنفسه، ولكن هذا الأسلوب لا يتفق مع المنظومة القيمية والأخلاقية بمصر، ودور الإعلام تصحيح هذه المنظومة وليس هدمها. ويرى أن لدينا أزمة بالأخلاق، بينما نحن نحتاجها حتى نوفر مناخا إيجابيا للعمل العام، وهذا الأسلوب المتردى فى الحوار والانتقاد والسخرية يتجاوز -للأسف- الحدود المتعارف عليها، أو التى يمكن احتمالها إلى مساحات تمثل نمطا من أنماط الجرائم الأخلاقية. وقال "خلف": إن الحديث بأسلوب ساخر وإيحاءات غير مبرر تحت أى ظرف أو أى صورة من الصور، كما أن أسلوب التجريح والإساءات اللفظية والأدبية والإيحاءات المبتذلة أسلوب غير مبرر أيضا، والانتقاد المباح هو المتعلق بالموضوع ولا يتعدى للإساءة الشخصية أو التعدى باللفظ على الشخص المنتقد، حتى أصبحنا لا نجد نقدا ولكن إسفافا كبيرا، وغابت الموضوعية وحضرت الشخصنة. حقائق - واجه المستشار محمد السيد خليفة المتهم باسم يوسف الذى صاحبه المحامى منتصر الزيات، بحلقات برنامجه رقم "6 -12- 14 و15"، الذى تلقى بهم 4 بلاغات تم الاستماع لأقوال مقدميها وهم محامى مقدم البلاغ عن الحلقة رقم 6، وثلاثة محامين مبلغين عن الحلقة رقم 12، و12 محاميا آخرين عن الحلقة رقم 14، و12 مواطنا تقدموا ببلاغ جماعى عن الحلقة رقم 15. - كشفت التحقيقات وإجراءات الفحص التى قام بها مستشار التحقيق أن الحلقة التى تتضمن ازدراء الدين الإسلامى هى الحلقة رقم 14.. ويعكف المحامى العام على فحص عدد من البلاغات الأخرى ضد باسم، كل على حدة، وتفريغ الأسطوانات المدمجة "CD" المرفقة بالشكاوى، للوقوف على المقاطع المسجلة للحلقات موضع الشكوى، ومن ثم إعداد تقرير بمحتواها تمهيدا لاستدعاء مقدميها والاستماع لأقوالهم؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التى قد يكون من بينها استدعاء "باسم يوسف" للتحقيق مجددا. - تهمة ازدراء الأديان نصت عليها المادة 161 من قانون العقوبات، وهى جنح تختص بنظرها محكمة الجنايات وتصل عقوبتها إلى الحبس لمدة 3 سنوات.