"قمة فارقة للعرب.. ليس هناك مجال للفشل.. تفاؤل كبير فى حلحلة الملفات".. هذه أبرز ملامح القمة العربية القادمة التى تمثل القمة ال24 والتى تعقد فى العاصمة القطرية "الدوحة" والتى تنطلق اجتماعاتها التحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين غدا الخميس، بهدف إعداد مشروعات جدول الأعمال للقمة التى تعقد يومى 26 و27 مارس الجارى برئاسة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن حمد الثانى، الذى يتسلمها من الرئيس العراقى رئيس الدورة المنتهية. وتأتى هذه القمة فى مرحلة حساسة وفارقة فى تاريخ الوطن العربى الذى مر على ثورات ربيعه عامان شهدا عدة تغييرات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يجعل نجاح هذه القمة لا بديل عنه ولا مفر منه بل يصبح هذا النجاح رهان القادة العرب خلال القمة فى هذه المرحلة الفارقة، فلا مجال للعتب أو الغضب أو الإخفاق. ملفات المرحلة ومن المقرر أن تتصدر الملفات الشائكة والعالقة فى الوطن العربى جدول أعمال القمة وأبرزها القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة، خاصة بعد حصول فلسطين على صفة عضو مراقب فى الأممالمتحدة والذى ربما يساعدها دوليا فى الحصول على حقوقها وإجبار إسرائيل على قبول شروطها، لكن هذا السند الدولى يحتاج إلى سند أقوى متمثل فى الدعم العربى المنتظر خلال هذه القمة، خاصة فى ظل حالة الاستيطان التى تجرى على قدم وساق، بالإضافة إلى عملية تهويد القدس وتدنيسه التى تكررت كثيرا خلال الأيام الماضية. وحول أهمية القمة وتناول الملف الفلسطينى، قال سفير مصر لدى قطر محمد مرسى إن القمة العربية ستسهم بشكل كبير فى توحيد الصف العربى ومعالجة التحديات الكبيرة التى تشهدها الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى، مؤكدا أن الملف الفلسطينى سيكون من أهم الأمور التى ستناقش، خاصة أن الملف يمر الآن بمرحلة غاية فى الدقة والحساسية نتيجة التوسع الاستيطانى، مشيرا إلى أن هناك عدة برامج طرحت فى هذا الشأن -الاستيطان- منها شبكة الأمان المالية العربية التى تتضمن تحويل مبلغ مالى بقيمة 100 مليون دولار نقديا بصفة شهرية لدعم الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة. من جانبه، أكد سفير الكويت لدى قطر، على سلمان الهيفى، أن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا، ويوليها القادة العرب أهمية خاصة، ويحرصون على تقديم كل أشكال الدعم لهذه القضية المركزية. سوريا فى القلب ويأتى الملف السورى المشتعل حاليا ليحتل الصدارة أيضا فى جدول القمة التى يرى منظموها ضرورة اتخاذ قرارات تمنع إراقة الدم السورى بعد التطورات الأخيرة وبحث ملف اللاجئين والمآسى التى يتعرضون لها، خاصة أن الملف تم خذلانه دوليا ويحتاج إلى مزيد من الجهد العربى العملى. وفى خطوة لدعم الثورة ورجالاتها، كشف مسئول دبلوماسى عربى أن هناك مساعى تجرى ليشغل زعيم الائتلاف السورى المعارض أحمد معاذ الخطيب مقعد الرئيس السورى بشار الأسد الممنوع من الحضور بقرار من الدول العربية. ونقلت صحيفة "الرأى" الكويتية عن مصدر أن السيناريو الذى سيعرض على القمة، هو أن دعوة الخطيب للتواجد أثناء بدء فعاليات القمة فى انتظار إشارة موافقة الملوك والرؤساء، مشيرا إلى أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذى عقد فى القاهرة كان هو التمهيد لشغل الخطيب مقعد الأسد فى القمة، وقال إنه بعد مشاركة الخطيب سيتم شغل المعارضة للسفارات السورية فى الدول العربية، متوقعا أن تنفذ 5 دول قرار تسليم السفارات إلى المعارضة، وهى: قطر والسعودية ومصر والسودان وتونس. ملفات أخرى ومن المقرر أن تزدحم أجندة القمة الممتدة ليومين بعدة ملفات أخرى، منها ما هو مشتعل بطبيعته ومنها ما هو طارئ خلال المرحلة الحالية، ومن الملفات المقرر مناقشتها الوضع فى السودان، خاصة بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة بين جوبا والخرطوم والتى تحتاج إلى رعاية دولية وعربية حتى تصمد أكثر فى حل الأزمة بين السودانيين. أضف إلى ذلك ملفات معتادة ومطروحة دائما للنقاش، منها الملف النووى الإيرانى والنشاط النووى الإسرائيلى، وأزمة الجزر المحتلة، والوضع فى الصومال، واليمن، والمؤتمر الدولى لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.