توفيت فجر اليوم، الأحد، أم الشهداء خنساء فلسطين، مريم محمد يوسف فرحات الشهيرة ب"أم نضال" أو "أم المجاهدين"، عن عمر يناهز 64 عاماً بعد صراع مع المرض دام لأشهر طويلة. ولقت خنساء فلسطين ربها بعد ساعات من دخولها قطاع غزة وتركها الأراضي المصرية التي كانت تعالج فيها، حيث أكد الأطباء إصابتها بتليف شديد في الكبد والتهاب في الأمعاء، إلا أن حالتها ازدادت سوءاً مع مساء أمس وتم نقلها إلى مستشفى الشفاء بغزة، وإدخالها غرفة العناية المكثفة لخطورة حالتها الصحية، إلى أن وفاتها المنية فجر أمس. وولدت أم نضال بحي الشجاعية بمدينة غزة في 24/12/1949م, لأسرة بسيطة, ولديها من الإخوة10 ومن الأخوات 5، تفوقت في دراستها, وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات (أبو نضال), وكان ذلك في بداية الثانوية العامة, وقدمت الامتحانات الثانوية وهي حامل بمولودها الأول, وحصلت على 80%. وأنجبت- رحمها الله- 6 أبناء و4 بنات, وكانت الوحيدة في عائلتها بل في الحي كله المتحجبة التي تصلي وتحتشم, وجاهدت في ذلك أشد الجهاد, وعانت أكبر المعاناة لأن الناس حينها كانو لا يتقبلون فكرة الإلتزام, بل وطالما نعتت بألفاظ استهزائية لما كان عليه التزامها. وتحكي أم نضال عن تضحياتها فتقول: "بداية لم تكن أولى تضحياتي وسام، فمن قبل اعتقال وسام ودعت أبنائي الشهداء القادة (محمد دخان وإبراهيم عاشور ومحمد صيام وعماد عقل وعبد الرحمن حمدان)، حيث اتخذت منزلها ملجأ آمنا للمقاومين والمطاردين في الانتفاضة الاولى وتعرف عليهم عماد عقل وكان يجلس فى غرفة ببيتها ومعه عدد من افراد الخلايا الاولى لكتائب القسام ويخطط للعمليات، واستشهد في منزلها. كل أبناء أم نضال في كتائب القسام، استُشهد منهم ثلاثة، "نضال" و"محمد" و"رواد"، وأم لأسير منذ 11 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي يدعي "وسام" والأم الروحية للشباب المجاهدين، قصف منزلها أربع مرات. وتعتبر "أم نضال" هي الأم الروحية للشباب المجاهدين من كتائب القسام حيث كانت تتفقدهم كل ليلة وهم مرابطين على الثغور وتقدم لهم الطعام والشراب وتدعو لهم بالخير، فيما قامت الطائرات الحربية الصهيونية بقصف منزلها لأكثر من أربع مرات منفصلة. وفي مطلع العام 2002 ظهرت أم نضال فرحات كأول أم فلسطينية عربية في شريط فيديو وهي تودع نجلها الشهيد القسامي "محمد" لتنفيذ عملية في مغتصبة "عتصمونا"، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة. واغتالت قوات الاحتلال نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة. كما اغتالت طائرات الاحتلال في العام 2005 ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة. وتعتبر "خنساء فلسطين" أحد أعلام الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين، كما تتقلد منصب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني لتتنقل فى عدد من الدول العربية لجلب التأييد للمقاومة ودعم صمود الشعب الفلسطيني.