أكد سياسيون وخبراء أن انتخابات مجلس النواب القادم ستشهد بعض المفاجآت والتغييرات عن انتخابات مجلس الشعب السابق، سواء كانت على مستوى التحالفات الانتخابية أو قوائم المرشحين أو نسب الأحزاب ذاتها، فهناك بعض الأحزاب دخلت فى تحالفات سابقا ستخوض الانتخابات القادمة بشكل منفرد، والعكس صحيح، وأيضا أحزاب كانت متحالفة ستخوض تحالفات أخرى جديدة. وأشاروا إلى أن البرلمان القادم سيشهد تمثيلا جيدا للشباب والنساء، وأنه قد يتم الدفع بالمرأة أو الشباب على رءوس بعض قوائم الانتخابات، أو قد يتم الدفع بهم للمنافسة على المقاعد الفردية. فمن جهته، أكد محمد زيدان -المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة- أن انتخابات مجلس النواب القادمة ستشهد تغيرات كبيرة عن انتخابات مجلس الشعب السابق، الذى لم يتضح خلاله المشهد بالقدر الكافى، فهناك أحزاب تراجعت بشدة فى الشارع وأخرى ظلت كما هى، وأخرى زاد وجودها مثل حزب الحرية والعدالة؛ بعد حملة "معا نبنى مصر"، فى الوقت الذى تقوم فيها أحزاب وقوى سياسية بالهدم والعمل على إشاعة الفوضى فى البلاد، مثل جبهة الإنقاذ التى تآكلت شعبيتها فى الشارع، خاصة بالنسبة للتحالفات الانتخابية التى سوف تقل حدتها بشكل غير مسبوق، فالتحالفات الانتخابية سوف تكون فى أضيق نطاق، بينما سيكون هناك تنسيق مع شخصيات وطنية أخرى مستقلة لنصل لمرشحين على مستوى عال من الكفاءة والخبرة والشعبية. وأوضح أن حزب "الحرية والعدالة" ينتهج الدفع بالكوادر والكفاءات القادرة بحق على تمثيل الشعب المصرى العظيم والدفاع عن حقوقه والتعبير عن تطلعاته، خاصة أن البرلمان القادم يعتبر من أهم وأقوى البرلمانات فى تاريخ مصر، فهو المنوط به تشكيل الحكومة وسن قوانين غاية فى الأهمية، ومن ثم فمرشحونا سيكون هناك توافق كبير عليهم. وأضاف، المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة، أن الشباب سيكون لهم نصيب وافر من نسب الترشيح، وكذلك النساء سينافسن بزخم، وأن نسب ترشحهن لن تقل عن 30%، وهذا ما طالبنا به أمانات الحزب فى المحافظات المختلفة فى أثناء تجهيز القوائم، كما أنه قد يتم الدفع بشباب ونساء للمنافسة على المقاعد الفردية، لافتا إلى أن "الحرية والعدالة" حاز على أكبر عدد من مقاعد المرأة فى المجلس السابق، على الرغم من أنها لم تكن النسبة الطموحة التى نسعى إليها، لكن انتخابات "النواب" ستراعى ذلك. وتوقع زيدان أن يكون على رأس بعض القوائم الانتخابية شباب أو نساء، للمرة الأولى، فى ظل الاهتمام بالكوادر الشبابية والنسائية، وهناك قناعات بدأت تتولد بضرورة تصدر الشباب، وامتلاكنا لعناصر نسائية مؤهلات سياسيا وفى التخصصات كافة، ليكونوا قوة دفع وزخم للقائمة بأكملها. وذكر أن "المشهد السياسى الآن أصبح أكثر وضوحا للناخب على مدار العامين السابقين، بغض النظر عن التشويه الذى كانت تقوم به معظم وسائل الإعلام التى قامت ببث الشائعات واختلاق الأكاذيب لمحاولة خداع الشعب، ومن ثم أتوقع أن يحصل حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات القادمة على نسبة أكبر من النسبة التى حصل عليها فى انتخابات مجلس الشعب سابقا، ليحصل على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل حكومة موسعة تضم أطيافا سياسية مختلفة، ومن ثم فنحن نرسم مسارا جديدا بعدما يجدد الناخبون الثقة فينا". وأوضح زيدان أن أمانات الحزب فى المحافظات فى حال انعقاد دائم للانتهاء تماما من قوائمهم الانتخابية، خاصة بعد التعديلات الأخيرة التى جرت على قانون الانتخاب، وأن المكتب التنفيذى للحزب سيحسم القوائم بشكل نهائى وإقرارها خلال ساعات قليلة، وبمجرد الانتهاء منها سيتم إعلانها، خاصة أن فتح باب الترشح للانتخابات سيكون يوم السبت المقبل. وقال عمرو فاروق -المتحدث الرسمى باسم حزب الوسط، عضو مجلس الشورى-: إن الانتخابات القادمة لن تشهد تغيرات كثيرة، فالتيار الإسلامى سيحصل على نسبة مقاربة للنسبة التى حصل عليها سابقا، لكن خريطة التحالفات ستكون مختلفة، فمثلا حزب الوسط خاض الانتخابات السابقة بشكل منفرد، فى حين أنه قد يخوض الانتخابات القادمة متحالفا، وأن النسب الخاصة بالأحزاب ستختلف بشكل ما أو بآخر. وأشار إلى أن الأمانة العامة للحزب ستجتمع يوم الثلاثاء المقبل لحسم القرار النهائى الخاص بتحالفات الانتخابات بعد طرح الرؤى والتصورات كافة، مضيفا أن "الوسط" جاهز بقوائمه وكأنه سيخوض الانتخابات منفردا. وقرر حزب غد الثورة برئاسة الدكتور أيمن نور بأغلبية أعضاء الهيئة العليا للحزب، خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، فيما لم تحدد الهيئة العليا هل سيدخل الانتخابات متحالفا أو منفردا؟ وأعلن قرار خوض الانتخابات الدكتور أيمن نور خلال اجتماع للهيئة العليا للحزب، حيث وافق 48 عضوا من أعضاء الهيئة العليا بخوض الانتخابات، بينما رفض 12 عضوا خوض الانتخابات. وقال نور -بعد حسم قرار خوض الانتخابات-: "نحن كأمة نحتاج إلى المشاركة، وليس صحيحا أن هناك مفاضلة بين الشارع والبرلمان"، مضيفا "سنخوض الانتخابات البرلمانية بكل قوة، وندعو كافة المدنيين أن يتحالفوا مع الحزب كى نخوض معركة مدنية حقيقية، لافتا إلى أن التغيير سيأتى من خلال البرلمان القادم، ولذلك فحزبه يمد يده لأى تحالف مع المرشحين المستقلين، سواء فى قوائم كاملة للمستقلين باسم الحزب، أو تكوين قوائم مختلطة بين المستقلين ومرشحى الحزب. بدوره، قرر حزب مصر القوية، تأجيل المؤتمر الصحفى الذى كان مقررا عقده أمس الأول، الاثنين، لإعلان موقف الحزب من المشاركة فى انتخابات مجلس النواب، إلى اليوم الثلاثاء، بعد استكمال استعراض آراء الأمانات المختلفة للحزب، إضافة إلى التواصل مع كل القوى المؤيدة للمشاركة والمقاطعة. وأكدت مصادر قيادية فى الحزب أن قرار "مصر القوية" سيكون المشاركة فى الانتخابات؛ لأن خيار المقاطعة لا يصب إلا فى صالح المنافس، وأن الحزب انتهى من 70% من قوائمه التى سيطرحها فى الانتخابات، إضافة إلى عدد كبير من المرشحين على المقاعد الفردية. ويقول د. يسرى العزباوى -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية-: إن الانتخابات القادمة سيكون بها تغييرات عن السابق، فسابقا كان عدد المرشحين على المقاعد الفردية والمستقلين أكثر من 11 ألف مرشح، وهو رقم كبير جدا، سوف يقل خلال الانتخابات القادمة، وخريطة التحالفات الانتخابية ستختلف كثيرا عما كانت فى السابق. وأضاف: هناك أحزاب كانت متحالفة سابقا ستخوض الانتخابات بشكل منفرد، وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة والنور، والعكس صحيح مثل حزب الوسط، وأحزاب أخرى دخلت تحالفات غير التى دخلتها فى السابقة. وتوقع أن تشهد الانتخابات مفاجآت غير متوقعة، فحزب "الراية" الذى يؤسسه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل قد يكون هو الحصان الأسود فى البرلمان بدلا من حزب النور، الذى تراجع بشكل ملموس بعدما خرجت منه مجموعة حزب الوطن. وأوضح العزباوى، أن حزب الحرية والعدالة سيرشح نسبة كبيرة من المرأة والشباب -كما أعلن- باعتبارهما الفئات الأكثر تهميشا بعد الثورة، وباعتباره حزب الأغلبية، ومن ثم فهو يتحمل مسئوليته الأخلاقية تجاه هذه الفئات، ومن ثم فقد تزيد نسب النساء والشباب فى البرلمان الجديد، مشيرا إلى أن انتخابات "النواب" به قدر أكبر من الضمانات التى تضمن نزاهة وشفافية الانتخابات.