يقوم المبعوث الشخصى للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس، بجولة فى بلدان مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لبدء المباحثات من جديد فى أقدم قضية تؤرق القارة السمراء. وكان روس قد التقى فى مدريد كاتب الدولة الإسبانى فى الشئون الخارجية جونثالو دى بينيتو لبحث الوضع الحالى لمسار تسوية هذه القضية، خاصة وأن إسبانيا عضو فى مجموعة أصدقاء الصحراء. واستهل روس هذه الزيارة بعدة مباحثات وزيارات إلى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية (تضم روسيا والولايات المتحدةالأمريكيةوفرنساوإسبانيا وبريطانيا)، بدأها بزيارة روسيا، من أجل إيجاد دعم دولى للمفاوضات التى من شأنها أن تفضى إلى حل النزاع فى الصحراء الغربية. وذكر الموقع الرسمى للأمم المتحدة أن روس أجرى عدة لقاءات مع مسئولين فى وزارة الخارجية الأمريكية، أكد خلالها أن الهدف من هذه المشاورات هو بناء دعم ومساندة دولية من أجل التحضير لمفاوضات الصحراء الغربية شهر مارس المقبل. وتأتى سلسلة المباحثات التى تجريها الأممالمتحدة بين جبهة البوليساريو والمغرب وبحضور كل من الجزائر وموريتانيا، فى إطار البحث عن حل عادل يرضى جميع الأطراف لتسوية هذا النزاع الذى امتد أكثر من ثلاثة عقود. دبلوماسية مكوكية وتعليقا على الزيارة، رأى مراقبون أن المقترح الجديد للمبعوث الأممى سيعيد القضية إلى المربع الأول، خاصة أن المقترح الجديد يقوم على ما يسمى ب"الدبلوماسية المكوكية"، بديلا عن المفاوضات المباشرة التى استغرقت أكثر من خمس سنوات دون أن تفضى إلى نتيجة ملموسة. والبعض اعتبر المبادرة الجديدة فرصة لتحريك الماء الراكد، لكنها تعنى أيضا فشل كل المحاولات السابقة والبدء من نقطة الصفر بعدما فشلت الجولات التفاوضية فى وضع حل للنزاع، بعد تمسك كل طرف بموقفه ورفض تقديم تنازلات، وهو ما يؤكد أن فرص نجاح هذه المقارنة الجديدة ضئيلة. حرب مالى وظهرت حرب مالى لتكون لاعبا جديدا فى قضية الصحراء، ففى حين يرى البعض أنها ذات تأثير مباشر على القضية وإنهاء الأزمة سيأتى بنتائج إيجابية على المباحثات الجدية، رأى آخرون أنه لا تأثير لها يذكر، وهى عبارة عن حرب بين فريقين ينتظر فقط أن تعلن فرنسا خسارتها- حسب أصحاب هذا الرأى. ومن جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران «لا بد أن يكون للأحداث فى مالى تأثير على قضية الصحراء»، مضيفا فى حواره للشرق الأوسط: «لا يمكن أن نتخيل أن دولا جديدة سوف تخلق». وتابع: «لا مكان لدول هشة وقابلة للاختراق، ولا بد أن يكون لهذا الأمر تأثير إيجابى على قضية الصحراء».