لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث، تم انتخاب مفتى الجمهورية الاثنين الماضى، دون تدخل من جهات سياسية أو أمنية، وإنما بالاختيار الحر والاقتراع من قبل هيئة علمية متخصصة، حيث تم انتخاب الدكتور "شوقى عبد الكريم" -أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر فرع طنطا- مفتيا جديدا، خلفا للدكتور على جمعة، والذى تنتهى فترة شغله المنصب نهاية الشهر الحالى، وفقًا لتعديلات قانون الأزهر، التى أقرها المجلس العسكرى وقت إدارته للبلاد، وصدّق عليها الرئيس محمد مرسى بعد انتخابه. الإفتاء -حسب موقع دار الإفتاء على الإنترنت- وظيفة قديمة، ترجع إلى بداية الفتح الإسلامى، مارسها بشكل تطوعى بعض الصحابة فى مصر مثل عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص، وتحولت إلى وظيفة رسمية فى العصر المملوكى، وارتبطت بالنظام القضائى، وكان قاضى قضاة كل مذهب هو الذى يختار مفتى المذهب ويعرضه على السلطان ليقوم بتعيينه فى المنصب. وعندما دخل العثمانيون مصر غيروا النظام القضائى وتغير نظام الفتوى، فأصبحت هناك وظيفة واحدة للإفتاء هى "مفتى السلطنة الشريفة بمصر"، وكان يعين بمعرفة مفتى إسطنبول، وكان مفتى مصر شافعيا فى أغلب الأحوال رغم أن الدولة العثمانية كانت حنفية المذهب. وفى عصر "محمد على" أصبح هناك أربعة مفتين للمذاهب الأربعة، لكن الزعامة كانت للمفتى الحنفى، وكان الباشا والى مصر هو الذى يعين المفتى بعد ترشيح العلماء له. وتأسست دار الإفتاء الحديثة منذ عصر الخديوى إسماعيل وَسمى المفتى ب"مفتى الديار المصرية"، وكان هناك خلافات حول ضم مشيخة الأزهر أو فصلها عنها، وتولى منصب مفتى الديار منذ إنشاء الدار حتى الآن 18 مفتيًا.