أكد الإعلامى حازم غراب -رئيس قناة مصر 25- أن المشهد الإعلامى اتسم بنوع من الفوضوية بعد الثورة فى ظل غياب المعايير المهنية وبروز سطوة رأس المال الفاسد فى المشهد الإعلامى ما أثر كثيرا على ثقة المشاهد المصرى فى الإعلام الخاص، بينما إعلام الدولة لا يزال أسير البيروقراطية الحكومية التى أرهقت جميع المؤسسات. وأضاف أنه على الإعلامى أن يخلع رداءه الحزبى على عتبة العمل الإعلامى، ويتجرد لنقل الحقائق لجمهوره دون تلوينها بلون الوسيلة، وأشار إلى أن تجربته الطويلة فى الإعلام العربى والدولى فى التليفزيون اليابانى وقناة الجزيرة جعلته يقدس الخبر، وأكسبته قدرا كبيرا من المهنية استفاد منها فى وضع عدد من المحددات فى مشروع قناة مصر 25، لتكون مرآة للمجتمع، وقررنا أن نسهم بشكل كبير فى بناء منظومة ديمقراطية. جاء ذلك خلال المناظرة، التى حملت عنوان "دور الإعلام المصرى وتأثيره فى تطور المجتمع المصرى"، التى عقدت على هامش البرنامج الثقافى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب بمشاركة كل من الإعلامى حافظ الميرازى والدكتور محمود خليل رئيس إذاعة القرآن الكريم، وأدارها الإعلامى محمود شرف. بينما قال حافظ الميرازى -مدير مركز أدهم للدراسات بالجامعة الأمريكية-: إنه عمل كثيرا فى عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية، وخلاصة التجربة تؤكد أنه لا بد من وجود عدد من القيم المهنية التى تنظم العمل الإعلامى؛ أهمها الموضوعية، والفصل بين الرأى والخبر، واحترام الخلاف مع بعض الزملاء فى أى وسيلة أخرى، وأن يقوم الإعلاميون بالتنابز على الفضائيات، مع ضرورة الفصل بين ما هو شخصى وما هو عام. وأضاف الميرازى أن الدفاع عن معايير المهنة والترفع فوق تأثر رأى المال على المحتوى الإعلامى، وتوجيه سياسات القناة والدفاع عن مالكها أو توجهها السياسى قيم عليا يجب أن تستقر كميثاق شرف ينظم الفضاء المصرى فى ظل الحرية الواسعة لوسائل الإعلام. وطالب الميرازى بإعادة النظر فى نمط ملكية الإعلام الحكومى؛ لأن أغلب الدول استغنت بصورة كبيرة عن تملكه لوسائل الإعلام، وأصبح دورها فقط تنظيم العمل فى القطاع الإعلامى، مؤكدا أن الإعلاميين يجب عليهم أن يسعوا للوصول إلى التنظيم الذاتى للإعلام بعيدا عن يد الدولة. وأبدى قلقه الشديد من حالة عدم الثقة المتبادلة بين الإعلاميين ومؤسسة الرئاسة والحكومة، فالاتهامات المتبادلة ليست فى صالح أى من الطرفين، مؤكدا أن إلغاء وزارة الإعلام وتشكيل المجلس الوطنى للإعلام بعد الدستور الجديد قد يفض جزءا من هذه الإشكالية. أما الدكتور محمود خليل -رئيس إذاعة القرآن الكريم- فأشار إلى أن حكم مبارك الذى قامت الثورة ضده جعل الثقافة بلا غاية أو هدف أو ماهية، وكمم الأفواه حتى انتهى الأمر بالشعب إلى الخروج للمطالبة بالحرية، لكن قطاعا كبيرا من الإعلاميين استغل المساحة الواسعة من الحرية فى ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب وتهديد السلم العام وإثارة الفتن. وطالب خليل المؤسسة التشريعية بسرعة إصدار التشريعات المتعلقة بتشكيل المجلس الوطنى للإعلام ليبدأ فى تنظيم العمل فى الساحة الإعلامية ويأطر الحرية وينظم البث الفضائى بعيدا عن مصادرة الحريات أو المساس بأى من مكتسبات الثورة على الصعيد الإعلامى. وأشار خليل إلى أن التحريض الدائم من قبل بعض وسائل الإعلام على حزب معين أو تيار بعينه أمر مرفوض، ولا تقره مواثيق الشرف، مطالبا كافة القوى السياسية بالحوار البناء؛ لأن تحقيق التنمية الشاملة لا يملكه فصيل واحد، أى كانت قوته، ولا بد أن يتكاتف الجميع لإحداث النهضة المنشودة.