أعربت عدد من القوى السياسية عن تأييدها للمشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس محمد مرسى للحوار حول الموقف الراهن وتحديد محاوره وآلياته، مؤكدين أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد . وشددوا على أن مشاركتهم فى الحوار لا بد أن تتضمن الالتزام من كافة الأطراف بما يسفر عنه؛ حتى لا يكون حوارًا من أجل الحوار فقط، كما أنهم يهدفون من خلاله إلى نزع الغطاء السياسى عن البلطجية والمجرمين الذين يخربون فى الدولة ويعتدون على مؤسساتها ويعطلون مصالح المواطنين. يذكر أن من ضمن الأحزاب والقوى السياسية التى لبَّت دعوة الرئيس للحوار كلا من أحزاب "الحرية والعدالة، والوسط، والنور، ومصر القوية، والجماعة الإسلامية، وغد الثورة، والبناء والتنمية"، إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة، من بينهم الدكتور محمد سليم العوا، والدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن. فى البداية يقول د. أحمد دياب -عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة- إن الوضع الطبيعى فى ظل الأزمة التى تمر بها البلاد، ومع إعطاء البعض غطاء سياسيا للجرائم من حرق وقطع للطرق وغيرها، كان لا بد من المشاركة والحوار بين الأحزاب المختلفة من أجل نزع هذا الغطاء السياسى عن هؤلاء البلطجية والمجرمين الذين يخربون فى الدولة. وأضاف دياب أن الدعوة للحوار كانت مفتوحة للجميع، وأن من حضروا الحوار هم من استشعروا وتحملوا المسئولية الوطنية والتاريخية، وأن من تخلف ويفرض شروطه قبل بدء الحوار لم يتحمل مسئوليته ولم يقدم رؤيته لحل الأزمة، موضحًا أن كل شخص يتحمل نتيجة قراره، كما أن الشعب ذكى ويعلم من يقف بجواره ويسعى لحل الأزمة ومن يريد إشعالها. أما د. يحيى أبو الحسن -عضو مجلس الشورى عن حزب الوسط- فيشير إلى أن حزب الوسط شارك فى الحوار مع الرئيس لأنه لم ينسحب من الأساس من أى حوار، موضحًا أن الحوار هو السبيل لإنقاذ مصر مما هى فيه الآن. وأضاف أن الحوار مع الرئيس لا يعنى فى الوقت ذاته التسليم بما يقول، ولكن يتم فيه أيضًا إيصال أصواتنا إليه والتعبير عن آرائنا، موضحا أن الغياب عن الحوار والابتعاد يأتى فى كل مرة قبل أى انتخابات أو استفتاء أو أى شىء يتعلق بالجماهير؛ من أجل إلقاء الاتهامات وتوفير غطاء سياسى للفوضى، مشيرًا إلى أن كل من يشارك فى الحوار يغلب المصلحة الوطنية. ولفت أبو الحسن إلى أن الحوار مفتوح للجميع وكل شخص لديه رأى فليشارك ويقول رأيه فى أى شىء، سواء فى المشهد السياسى أو الحكومة أو قانون الانتخابات أو فى الدستور، مشيرًا إلى أنه ليس معنى الاختلاف مع أحد هو عدم حضور الحوار؛ لأن البلد ليست ملكًا لأحد. وأوضح د. خالد سعيد -المتحدث باسم الجبهة السلفية- أن الأحزاب التى لم تشارك تظن أن البلطجية الذين أطلقوهم فى الشارع سيجعلون لهم ميزة تفاوضية، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ الوطنى التى لم يحضر منها أحد للحوار هى التى تأجج الأحداث وتدفع المتواجدين فى الشارع لمزيد من العنف، وذلك من خلال الشروط التعجيزية التى يضعونها لإسقاط النظام والدستور وإعادة تشكيل الحكومة. وقال إننا نريد تحركا من جانب الدولة بشكل استباقى لمنع الكوارث قبل وقوعها بدلا من المعالجات المتأخرة، لافتا إلى أن الأحزاب التى تحرك الشارع وتدشن للعنف والإجرام فى البلد لا بد من إيجاد حلول معهم حتى لا يزيدوا من أعمال العنف التى يحركونها. من جانبه أكد محمد محيى -عضو مجلس الشورى عن حزب غد الثورة المشارك فى الحوار- أن مشاركتهم فى الحوار ليست من أجل الحوار الشكلى فقط، وعلى الأطراف المشاركة أن تلتزم بما تم الاتفاق عليه فيه؛ لأن بعض الأطراف تعتد برأيها فقط ولا تأخذ برأى الآخرين. وأوضح محيى أن حزب غد الثورة طرح العديد من الملفات خلال الحوار، منها على سبيل المثال: تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتشكيل لجنة تقصى حقائق وقضاة تحقيق حول الأحداث الأخيرة، مع تعهد الرئيس بتنفيذ ما سيتم فى الحوار واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف نزيف الدم.