في الوقت الذي تصر فيه المعارضة التي تسمي نفسها ب " جبهة الإنقاذ" على الغطاء السياسي لأعمال البلطجة الممنهجة في عدد من محافظات مصر وعلى رأسها العاصمة خاصة في محيط ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه، أصبح مسرح العمليات في هذه المنطقة ثكنة عسكرية بعد غلق جميع منافذ الميدان نظرا لأعمال العنف المستمرة والتي سطرها عدد من المليشيات المسلحة التي تسمى نفسها بالبلاك بلوك بحرق مدرعتين لجهاز الأمن الأمركزي بوزارة الداخلية وإصابة عدد كبير من جنود الشرطة بسبب استخدام الخرطوش وقنابل المولوتوف. جنود الأمن المركزي في شارع القصر العيني والشوارع المؤدية لمجلس الشعب والسفارة الأمريكية يترقبون بين الحين والأخر الاستفزازات المستمرة من قبل البلطجية في ميدان التحرير بسب هؤلاء الجنود بأسوء الشتائم والألفاظ البذيئة والحجارة وقنابل المولوتوف واستخدام الخرطوش من وراء ساتر الجدار الخرساني في شارع القصر العيني وميدان سيمون بوليفار، الأمر الذي يقابله الجنود بضبط النفس والصبر على هذه الألفاظ البذيئة في حق أعراضهم وأهليهم إيمان بتحمل المسئولية والدفاع عن منشآت الوطن وأملاكه الخاصة والعامة. الاشتباكات تبدأ دائما في وقت غروب الشمس حيث يعتبر المتخفون وراء أقنعتهم أن هذا الوقت هو الأفضل بالنسبة لهم حتى لا تستطيع أو تتمكن كاميرات الصحفيين أو بعض المنشأت الحكومية الموجودة في هذه الأماكن من رصدهم وتستمر حتى الساعات الأولى من الفجر، وتتركز هذه الاشتباكات في محيط مجلس شارع القصر العيني من ناحية وعلى الجانب الأخر من ناحية سيمون بوليفار وفندق سميراميس، وذلك بهدف استهداف المنشآت الحيوية الهامة في هذه المنطقة وعلى رأسها مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء وبعض البنوك الهامة في هذه المنطقة والتي يجعل عدد من البلطجية منها هدفا منشودا كمحاولة للاستيلاء على هذه الأماكان والتي كان أول المحاولات إزاءها ماتم بمحاولة اقتحام فندق سميراميس ونهبه، إلا أن قوات الأمن المركزي بمساعدة بعض الأهالي وعدد من المتظاهرين أفشلوا هذه المحاولة وتم القبض على هؤلاء البلطجية. في غضون هذه الأحداث تؤكد القيادات الأمنية في مسرح العمليات ارتفاع حدة الاشتباكات بين قوات الأمن وبين هؤلاء البلطجية خاصة مع إصرارهم على اقتحام هذه المنشآت الهامة، وهو ما يضع قوات الأمن في ضغط نفسي وعصبي شديدين بسبب ندرة الإمكانات المستخدمة في صد هؤلاء عن أعمال العنف التي يقومون بها خاصة في ظل الغطاء الشرعي التي يحيط بهم من المتظاهرين والذي يعمل على حمايتهم. وتشير القيادات في حديثها للحرية والعدالة أنه يصعب في ظل كثرة هذا العدد من المتظاهرين تحديد الجناة والبلطجية الذين يقومون بأعمال العنف والتخريب، نظرا لعدم إمكانية استخدام أية أسلحة ضدهم سوى الغاز المسيل للدموع والذي أصبح بمثابة الإدمان لهؤلاء البلطجية لدرجة أنهم أصبحوا يقفون وسط دخان هذا الغاز دون أي تأثير عليهم وكأنهم يستنشقون هواء عيد الربيع، وهو ما يزيد من عناء قوات الأمن المرابطة لحماية هذه المنشآت، فضلا عن فشل أستخدام الجدر الخرسانية في الفصل بين الأمن وبين المتظاهرين بعد أن قاموا بهدمها بأدوات حديثة أصبحت مثل لعبة الأطفال بالنسبة لهم. في حين أكد أحد قيادات وزارة الداخلية في محيط شارع القصر العيني أنه في ظل حالة الكر والفر بين البلطجية وبين الأمن وإصرارهم على العنف في رشقهم لجنود الأمن المركزي بالحجارة، لا يستطيع الأمن سوى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، والتي تخيم بدخانها على شوارع هذه الميادين مما يسبب الضرر الأكبر على سكان هذه المنطقة وأصحاب المحلات فيها فضلا عن تأثيرها على جنود الأمن المركزي أنفسهم وإصابتهم بالاختناق مع اختلاف تجاه الرياح وهو ما يصعب المهمة أكثر. وأكد القيادي الأمني أنه لا يستطيع أفراد الشرطة استخدام أي وسيلة أخرى سوى الغاز رغم عدم فاعليته في الوقت الحاضر، وذلك لأنه حتى وإن قام البلطجية بما يقومون به فإنه من الخطر إطلاق الرصاص على أقدامهم مثلا بالرغم من إمكانية هذا قانونيا في وقت الضرورة بسبب حالة الاتزان النفسي التي من الممكن أن يفقدها فرد الأمن الذي يطلق الرصاص، موضحا أنه في حال إحداث حالة من الهجوم من قبل البلطجية والمتظاهرين فقد يفزع مطلق الرصاص ويوجه بندقيته بشكل عشوائي فيدفع الثمن بعض الأبرياء. وأضاف أن عمل المباحث أصعب صعبا للغاية في الوصول لهذه المجموعات المنظمة في نشر الفوضى، خاصة وأنه إذا تم القبض على أي مخبر سري داخل التحرير وعرف انه من الداخلية سيعدم في الحال، فضلا عن أن المجموعات التي تسمي نفسها بالبلاك بلوك هي مجموعات مكونة من تيارات كثيرة وأصبت موضة يستخدمها الشباب دون وعي فضلا عن استغلالها من قبل البلطجية للنهب والسرقة. في الوقت الذي أكد فيه عدد من الضباط الصغار لم يردوا ذكر اسمهم أنهم يدفعون إلى نهايتهم في مواجهة بلطجية يتسلحون بكل أنواع الأسلحة وفي المقابل لا يتم مواجهتهم إلا بقنابل الغاز، مؤكدين أنهم لا يحتملون هذا الضغط النفسي والعصبي فضلا عن التعب والارهاق في مواجهة اعمال الشغب التي لا اخر لها طالما أن البلطجية لا يجدون رادعا يردعهم وأنهم في امان من المساس بهم. وتتركز الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين بشارع كورنيش النيل وكوبرى قصر النيل بعدما كثفت قوات الأمن المركزى من إلقاء القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت ويرد عليهم المتظاهرون بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف. ويقوم المتظاهرون بزيادة الضغط على الأمن من عدة جهات بشارع كورنيش النيل وذلك عن طريق تنظيم المسيرات من ميدان التحرير لمساندة المتظاهرين على كورنيش النيل وشارع عبد القادر حمزة بجوار فندق سميراميس.