عرفت بلادنا منذ سنوات منظمات لحماية المستهلك من جشع بعض التجار وبعض رجال الأعمال وغياب ضميرهم. ولا شك أن العقل العربى يستحق الحماية من سوء استخدام بعض الساسة والإعلاميين وسائل الإعلام. الفكرة التى أطرحها تتلخص فى تأسيس كيان تقويمى، يستعرض ما تبثه وتنشره أهم الفضائيات والمواقع الإعلامية والصحف المؤثرة فى الرأى العام العربى. وبعد الرصد والفحص الدقيق يقوم فريق من الخبراء وحكماء المهنة الإعلامية بإعداد تقييمات للمواد المنشورة والمبثوثة، طبقا لمعايير متفق عليها ومعلنة مسبقا. وتقوم المنظمة بإصدار تقارير تتضمن ما يعتبره الحكماء مواد إعلامية مخالفة لمعايير المهنية. وتصدر التقارير أسبوعيا، وأيضا كلما دعت الحاجة. ويجب أن تكون المنظمة مستقلة، أى غير تابعة لأى جهة رسمية أو خاصة. وهى بالتأكيد لا تهدف إلى الربح. الهدف الأسمى للمنظمة هو حماية الرأى العام مما يمكننا تسميته بالغش الإعلامى؛ حيث تختلط المادة الإخبارية والإعلامية بالتسريبات وبالمواد الدعائية، والتعتيم والتضليل. ولا شك أن من شأن ذلك أن يفقد العقل والرأى العام العربى القدرة على تبنى مواقف صائبة أو أقرب إلى الصواب. ستقوم المنظمة برصد المخالفات المهنية، كما ستثمن الأداء الإعلامى الراقى، فى مواجهة أساليب الدعاية والتسميم السياسى والتضليل والتسريبات وغسل الأدمغة، بغض النظر عن مصدرهم. إذن فالهدف الأسمى للمنظمة هو حماية وتنبيه الرأى العام من المواد الإعلامية الدعائية والتضليلية، وكشف من يتعمدون إساءة استخدام وسائل الإعلام. آليات عمل المنظمة: المؤسسون: أربعون من الإعلاميين العرب المشهود لهم بالمهنية فى وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين الإعلاميين. على أن يراعى تمثيل معظم الدول العربية ما أمكن. (صاحب الفكرة يقترح إنشاء لجنة مصغرة تقوم بترشيح المؤسسين ذوى السمعة الطيبة والحنكة المهنية) يستفاد بأى عمليات رصد تقوم بها جهات إعلامية خاصة أو عامة، كما يمكن الاستعانة بطلاب السنوات النهائية من دارسى الإعلام. اللجنة التأسيسية يتم اختيار 9 أعضاء تكون لديهم صلاحية لتأسيس المنظمة والدعوة لعضويتها لحين انتخاب مجلس إدارة بعد إشهار المنظمة مباشرة. مجلس الإدارة يتكون من 9-13 عضوا أو حسب القانون المنظم لجمعيات النفع العام فى دولة المقر. اللجنة التنفيذية وتضم الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام ونائبه وأمين الصندوق. اجتماعات مجلس الإدارة يعقد اجتماعات ومؤتمرات عادية وعبر الشبكة العنكبوتية للتداول بشأن ممارسات بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام المضللة للرأى العام. تجتمع الجمعية العمومية مرة كل سنة فى اليوم العالمى لحرية الصحافة مثلا، على أن يعقد مجلس الإدارة اجتماعا دوريا كل شهر على أقصى تقدير، وتعقد اللجنة التنفيذية اجتماعاتها بالطريقة المناسبة لتسيير العمل. ويصدر المجلس تقارير دورية وعاجلة لا تنشر إلا بعد موافقة أغلبية أعضاء المنظمة. وتصدر التقارير العادية (أسبوعيا وشهريا ثم كل ثلاثة أشهر مثلا، بالإضافة لتقرير سنوى) متضمنة ما يعتبره الحكماء تضليلا للرأى العام، أو حجبا، أو تلوينا للحقائق، أو إساءة لاستخدام وسائل الإعلام على حساب المهنية. أما التقارير العاجلة فتصدر حسبما تقتضى التطورات والأحداث الجارية، وإذا رأى عشر أعضاء الجمعية العمومية ضرورة للمسارعة بها تنويرا وتنبيها للرأى العام. (حالات الحروب والأزمات الداخلية والإقليمية والدولية). التمويل: إن تأسيس منظمة تعنى بحماية الرأى العام من محاولات الاختراق وغسل الأدمغة والدعاية السياسية على حساب الرأى الرصين والخبر الصادق، هدف سام يسعى إليه الإعلاميون الشرفاء. إن من حق شعوبنا وأجيالنا الشابة أن يتلقوا ويتفاعلوا مع إعلام محترف صادق شكلا ومضمونا. ودون ذلك سنظل نراوح فى أماكننا، وستظل أجيالنا عرضة للتغرير، وبلادنا محرومة من الديمقراطية.