الأسود رداؤهم، والغضب ينضح عرقاً على وجوههم، الظلم قد فاض بداخلهم، صبروا سنة تلو سنة، وحكومة وراء أخرى، والدماء تسيل على أعتاب رئيس الجمهورية ولا يعنيه، منهم من حمل أخاه المصاب على كتفيه، ومنهم من كفَن أخاه الشهيد بيديه، فتجمعوا على هدف واحد لكف الظلم وكسر شوكة الإرهاب، ليكونوا الكتلة السوداء.
بدأت الكتلة السوداء أو «black bloc » تظهر فى احتجاجات المتظاهرين فى الدول الأوروبية كألمانيا واليونان، من أربعين عاماً تقريباً.
وفى حديثنا مع أحد منسقى الكتلة السوداء، قال: لسنا صناعة غربية أو أجندات خارجية كما سيدعى البعض، فقد اعتدنا التخوين من الخائنين فى الأصل، نحن صناعة محلية، صناعة الظلم، صناعة دم الثوار الذى سال على أعتاب الحاكم.
وعندما سألته عن مدى صلابتهم أمام أجهزة الأمن وميليشيات الإخوان قال لى: إننا لا نخشى سوى الله، وسينشأ التنظيم شاء من شاء وأبى من أبى، وأضاف «بنا أو من غيرنا، فقد تم نشر الفيروس.
وأكد أحد منسقى الكتلة، رافضاً ذكر اسمه، أن نموذج الكتلة السوداء فى مصر سنعلن عنه باسم «فرسان الظلام»، وسنستعين بالمظهر المعتاد للكتلة السوداء المتعارف عليه فى دول العالم وهو الزى الأسود الموحد، كما سنتواجد بشكل جماعى ومنظم، وسيبدأ نشاطنا أولاً فى العاصمة، بتكوين «أيقونات» المحبين للشغب، وهى مجموعة تضم أعضاء الكتلة من كل منطقة.
كما أكد إن اجتماعات الكتلة السودة المصرية أو «فرسان الظلام» مازالت سرية؛ فهم لايملكون مقراً حتى الآن، فاتخذوا مقاهى وسط البلد مقرات لاجتماعاتهم.
وأضاف إن الكتلة ستشارك بقوة يوم 25 يناير القادم فى ذكرى الثورة، وستجرى نشاطاً تمهيدياً يومى 18و19 من شهر يناير الجارى، مقتصراً على تمهيد الميدان لاستقبال الثوار وتأمينه على أكمل وجه، وستضع بعض عناصر الكتلة على بوابات الميدان لتصيد المتسللين أو البلطجية.
وبسؤال أحد منسقى الكتلة عن تسليحها، وكيفية التصدى لأى اعتداءات أو اشتباكات مع العناصر المتطرفة المسلحة، أكد لى أن الكتلة تملك أنواعاً جديدة من الأسلحة غير القتالية، كالنار الأغريقية، وهى كتل كبيرة من الزجاج والقماش مغمورة بالبنزين، مستوحاة من فكرة «المولوتوف»، لكن بشكل أقوى تأثيراً، كما تمتلك الكتلة أنواعًا من السوائل مصنوعة من الفلفل الأحمر والخردل ومياه النار موضوعة فى زجاجات فى حالة الاشتباك عن قرب، وتأثيرها يصل إلى العمى وحرق الجلد السطحى، فهناك «سائل النبالم الحارق»، وقد استخدم فى الحروب القديمة، أما أدوات الدفاع، فهناك الأقنعة المانعة، أو المعدنية المصنوعة من طبقات السلك السميك، لتمنع وصول الخرطوش والحجارة إلى الوجه خاصة العين، و»الخوذة» لوقاية الرأس من طلقات الخرطوش إن ضربت عن قرب.
وحول عدد النشطاء الفعليين المكونين ل»فرسان الظلام» فى القاهرة، أكد أحد منسقى الكتلة إن العدد لايتجاوز مائة وخمسين عضواً، الغالبية منهم لاينتمى لأحزاب سياسية.
