طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منظمة التعاون الإسلامي والدول الإفريقية بالسعي الجاد لإيقاف الحرب في مالي، والعمل المخلص لتحقيق المصالحة، وتبني الحل السلمي، والجلوس على مائدة الحوار، للوصول إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف، حيث يرى الاتحاد أن ذلك ممكن. وعبر الاتحاد في بيان له، عن قلقه تجاه تطور الأحداث في مالي، حيث استعجلت فرنسا بالتدخل العسكري، الذي لا يعرف منتهاه ولا آثاره الخطيرة من القتل والتدمير والتشريد والمآسي الإنسانية، ومزيد من الفقر والبطالة والمجاعة التي تعاني منها مالي أساسًا. ولفت إلى أنه قام ببذل جهود كبيرة من خلال تواصله مع بعض الدول والشخصيات المؤثرة لتحقيق المصالحة، والتركيز على الحل السلمي، وانتقد تسرع فرنسا بإشعال نار الحرب قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي والمصالحة الوطنية. وشدد بيان الاتحاد على أن الحل السلمي والمصالحة الوطنية والتفاهم والتحاور هي الحلول الوحيدة الصحيحة لحل المشكلة في مالي، وأن هذه الحلول لا تزال ممكنة ومتاحة إذا صدقت النيات، واستبعدت الأجندات الأجنبية عنها، وأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا يزال مستعدا لإكمال جهوده في تحقيق المصالحة. كما طالب الاتحاد الجماعات المسلحة بتغليب صوت العقل والحكمة، والقبول بالمصالحة والتحاور، للوصول إلى حل سلمي عادل، محذرا من مخاطر التدخل الأجنبي العسكري وآثاره الخطيرة على المنطقة، وما يترتب عليه من القتل والتدمير والتشريد للمدنيين الأبرياء، واستشهد البيان بقوله تعالي "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَ?لِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (سورة المائدة -32).