قال وزير الري والموارد المائية الدكتور محمد بهاء الدين إن مصر لن توقع على اتفاقية "عنتيبي" التى وقعت عليها دول منبع نهر النيل إلا اذا اصبحت شروطها ملائمة، معتبرا أن الاتفاقية بدون توقيع القاهرة والخرطوم لا جدوى لها . وقال بهاء الدين ، في حديث خاص لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) من القاهرة، حول ما يتردد عن تمويل الصين لبعض دول حوض النيل لتنفيذ بعض المشروعات المائية، إنه "لا يوجد تأثير لذلك على الحصص المائية لمصر لكننا نطالب الصين اذا ارادت ان تمول مشروعا مائيا فى اى دولة من دول حوض النيل ان تتأكد أولا من عدم وجود تأثير سلبي لهذا التمويل على مصر". وعن امكانية أن تطلب مصر وساطة صينية لحل الازمة بين دول حوض النيل، قال " لم نصل الى درجة نريد فيها وسيطا ، نعمل مع دول حوض النيل ولم نصل الى درجة القطيعة حتى نطلب وسيطا، وعندما نطلب وسيطا فهذا امر يحتاج نوع من الحرص حتى لا تتعقد الأمور ، لكن كل الخيارات متاحة". وعن اتفاقية "عنتيبي" ..قال بهاء الدين انه اذا لم توقع عليها جميع دول حوض النيل فانها ستكون لا جدوى منها. وأوضح أن حصة مصر من مياه النيل لا تكفيها وان هناك عجزا بحوالي سبعة مليارات متر مكب من المياه .. مشددا على أن "لغة الحرب غير مقبولة" عند التعامل مع الازمة بين دول حوض النيل، لكن مصر "لن تفرط فى حقها" وان اعترف ضمنا بالتأثير السلبي للظروف الداخلية لمصر على هذا الملف. يذكر أن دول منبع نهر النيل وهى اثيوبيا واوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا كانت قد وقعت فى مدينة عنتيبي الاوغندية على اتفاقية اطارية للتعاون بين دول حوض النيل رفضتها مصر والسودان لانه ينهى الحصص التاريخية للدولتين التى تبلغ 5ر55 مليار متر مكعب للقاهرة و5ر18 للخرطوم . وحول امكانية دخول مصر فى شراكة مع اثيوبيا لبناء سد النهضة، قال وزير الموارد المائية إن "مصر نجحت فى وقف اى تمويل لبناء هذا السد لان جهات التمويل الدولية تشترط موافقة دول المصب لتمويل إثيوبيا لبناء السد". وقال إنه ذا احتاجت اثيوبيا لشريك فى بناء السد فان مصر والسودان الاولى بالشراكة التى يمكن ان تعود علينا جميعا بالنفع خاصة ان مصر تعاني من ازمة كهرباء وسد النهضة متوقع ان يولد ستة الاف ميجا وات، لكنه أكد فى نفس الوقت أن مقترح الشراكة لا يزال يدرس ولم تقرر السلطات المصرية اتخاذ قرارا بشأنه بعد. وأضاف أنه يتم حاليا الإعداد لاجتماع عاجل للجنة العليا لمياه النيل برئاسة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء لمناقشة السيناريوهات المستقبلية المتعلقة بسد النهضة الأثيوبى فى ظل التخوفات من تأثيره على حصة مصر من المياه. وعن التعاون مع الصين، قال وزير الري والموارد المائية إن مصر بدأت تعاونا مع الصين في مجال الري والموارد المائية حديثا لكني أتوقع ان يكون مثمرا ونموذجا للتعاون فى مجالات اخرى. وأوضح أن وزارته ترسل مهندسين إلى الصين لتلقي تدريب في مجال المياه وتنميتها وادارتها ..لافتا الى ان الصين تقوم بتدريب مهندسين من دول عديدة لكنها تعطى مصر النصيب الكبير في هذا المجال. وأشار الى أن مصر ترسل مهندسين مرتين فى العام الى الصين التى تتحمل تكاليف السفر والتدريب والاعاشة بالكامل، وأن التعاون بين البلدين يشمل مجال تبادل زيارات خبراء المياه حيث سيأتي خبراء صينيون الى القاهرة حتى يطلعوا على طريقة عمل نظرائهم المصريين فضلا عن التعاون بين مراكز الابحاث فى البلدين كالذى بين مركز بحوث المياه فى الصين والمركز القومي لبحوث المياه فى مصر . وعن المباحثات التى دارت خلال لقائه نظيره وزير الموارد المائية الصيني تشن لاي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة قال وزير الرى والموارد المائية إنه عرض على الوزير الصيني ستة عروض ومقترحات بشأن مجالات يمكن التعاون فيها، موضحا أن هذه المجالات تشمل نظام مراقبة محطات رفع المياه المعروفة ب"الكاسكاد" كمحطات الرفع فى وادي النقرة التى تحتاج الى نظام يجنبها الغرق الناتج عن اصابتها بالعطل. وأضاف أنه عرض على الوزير الصيني المشاركة فى مشروع ترعة السلام وادارة نوعية المياه بها لاسيما انها تعتمد مناصفة على مياه الصرف ومياه النيل ، وهو امر يحتاج الى نظام لادارة نوعية المياه حتى لا تكون المياه المعاد استخدامها ملوثة فتضر بالمياه الاخرى .. مشيرا إلى أنه بحث أيضا التعاون فى حل مشاكل " التليمتر سيستم" بحيث يكون هناك نظام لتجميع بيانات محطات المياه المختلفة وارسالها للموقع المركزي للتحكم فى منشآت الري . وأوضح أن عروض التعاون ضمت أيضا مجال تعظيم استغلال الموارد المائية، والتعاون فى الابحاث المائية كالتى تخص بحيرة ناصر فى مصر لاسيما أن الصين تملك معهدا متخصصا فى مثل هذه الابحاث .. مشيرا الى أن الوزير الصيني اخذ هذه العروض ووعدنا بالرد عليها. وقال إن الصين دولة كبيرة ومتقدمة ولديها تكنولوجيا الاستشعار عن بعد التى يمكن استخدامها فى الكشف عن المياه الجوفية وتحديد المحاصيل الزراعية والمساحات المزروعة وهذا مجال جيد للتعاون فيه .. مشيرا إلى أن الوزير الصيني زار هيئة قناة السويس واطلع على نظام التحكم فيها كونها الممر المائي الأهم بالعالم،إضافة لزيارة القناطر الخيرية. وعن امكانية مشاركة الصين فى مشروع محور قناة السويس ..قال بهاء الدين إن الصين لديها خبرة جيدة واسعارها تنافسية ولديها تكنولوجيا رخيصة وملائمة للغرض كما انها دولة متقدمة علميا واقتصاديا، حيث أثنى بهاء الدين على الشعب الصيني الذى وصفه بانه "مكافح جدا، ومنتج" ، مشيرا الى أن المنتجات الصينية تتواجد فى كل دول العالم لاسيما مصر التى يوجد فى كل مدينة بها معرض للمنتجات الصينية.