تشكل حقول البترول التى اكتشفتها إسرائيل حديثا وخاصة الواقعة قبالة قطاع غزة، ورقة ضغط جديدة فى يد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على إسرائيل، وتمثل توازن رعب مع الكيان الصهيونى تمنعه من استهداف محطة الكهرباء فى القطاع المحاصر فى 2007. وتقول صحيفة "معاريف" فى عددها الصادر (الأربعاء) إن مقاتلى حماس إذا نظروا تجاه البحر المتوسط عبر نظارة مكبرة فيمكنهم أن يروا بسهولة منصة استخراج غاز بارتفاع 290 مترا وتزن 34 ألف طن، هذه المنصة هى منصة حقل "يام تاتيس" البحرى لاستخراج الغاز الطبيعى الذى يبعد عن سواحل أسدود 30كم. وتشير الصحيفة إلى أن هذا الحقل الضخم يشكل ورقة ضغط إستراتيجية مهمة أهدتها الحكومة الإسرائيلية لحركة حماس لاستخدامها فى أى مواجهات جديدة قد تنشب بين الطرفين. ويقول "عامير رفبورات" -خبير الشئون الإستراتيجية بالصحيفة- إنه رغم أن الحكومة الإسرائيلية تقول إن حقل "يام تاتيس" البحرى يقع غرب سواحل مدينة أسدود بنحو 30كم، إلا أنه من الناحية الأمنية يقع غرب سواحل قطاع غزة ويقع ضمن مرمى آلاف صورايخ الكاتيوشا الفلسطينية، وفى حال نشوب مواجهات جديدة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية فستصبح هذه المنصة هدفا رئيسا وسهلا للضغط على إسرائيل. وحتى إذا لم تقع مواجهات فإن حقول الغاز هذه ستظل ورقة ضغط دائمة فى يد حماس، للضغط بها على إسرائيل، وحينها لن تجرؤ على التهديد مثلاً بقصف محطة كهرباء غزة. وبدأت إسرائيل منذ 2009م بالاهتمام بالتنقيب عن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، وزاد الاهتمام فى أعقاب التوقف المتكرر للغاز المصرى عقب ثورة 25 يناير، وتم بالفعل اكتشاف ثلاثة حقول فى شرق البحر المتوسط هى: حقل "تامار" قبالة سواحل حيفا، وحقل "لفيتان" المخصص إنتاجه للتصدير، وحقل "يام تاتيس" الواقع قبالة سواحل أسدود، علاوة على حقل آخر قبالة سواحل غزة ويقع ضمن المياه الإقليمية للقطاع وتحاول إسرائيل الاستيلاء على إنتاجه. يأتى هذا فى إطار اتهامات وجهت إلى الكيان من عدة دول مجاورة مثل لبنان وتركيا ومصر بأن عمليات التنقيب تمت فى المياه الإقليمية لتلك الدول وتسحب من المخزون الإستراتيجى الذى تعود ملكيته لها، الأمر الذى يعد قرصنة وسرقة إسرائيلية لموارد تلك الدول الطبيعية. وفى ظل هذه الاتهامات، خصصت إسرائيل مؤخرا مبلغ 400 مليون دولار لصالح الجيش الإسرائيلى لشراء سفن حربية جديدة من كوريا الجنوبية، وطائرات بحرية دون طيار ووسائل حماية أخرى لتأمين حقول الغاز البحرية تلك من أى هجمات محتملة، ولكن رغم تخصيص هذا المبلغ الضخم ورغم ترسانة الأسلحة الضخمة تلك التى ستخصص لتأمين تلك الحقول، إلا أن المحلل الإستراتيجى الإسرائيلى رفبورات يؤكد أنها عديمة الجدوى لأنه يكفى قذيفة هاون واحدة تطلق من قطاع غزة أو صاروخ توربينى واحد يطلق من المياه الإقليمية المصرية فى نسف أى من تلك الحقول وتدميرها تماما.