تشعر وأنت تراه بأن قلبه هو مَن يسأل هذا الشعار مرفوع على اللافتة التى حملها أمام سفارة الإمارات بالقاهرة لا شفتاه... أين أبى؟، هو سؤال كتبه إسلام صلاح، نجل المهندس صلاح المشد، المعتقل فى الإمارات، الذى عمل بها منذ عام 1980 بنى وشيَّد قصورا لأمراء وكُرم مرات لإخلاصه وكفاءته. "الحرية والعدالة".. حاورت نجله الذى استعاد الذكريات مع والده الذى عاش شبابه كاملا فى الإمارات، مشاركا ومعمرا فيها، وأنجب بها أولاده الخمسة الذين عادوا للقاهرة لتلقى تعليمهم الجامعى فى بلدهم الأم. * باديةً.. ما تفاصيل اعتقال والدكم؟ اتصل بنا والدى فى يوم 1 ديسمبر قائلا لنا: إن هناك رجالا يقومون بطرق الباب عليه ويطالبونه بفتح الباب، لكنه يشك فى أمرهم ومرتاب بهم، فخشينا عليه وطلبنا منه إخطار الشرطة، وعلى الفور اتصل بالشرطة التى حضرت للمنزل وطالبته بفتح الباب، وأخبرته أن مَن يطرقون عليه الباب معهم، وبعدها لم نعرف شيئا عن والدى! * وما الإجراء الذى قمتم به؟ عقب انقطاع الاتصال بوالدى اتصلنا بعمى الذى يعمل هناك، فتوجه على الفور إلى السفارة لإخبارهم بالأمر، فردوا عليه "اطمئن هو كويس دا أكيد اعتُقل!"، ولم يتمكن عمى من معرفة أى تفاصيل، ولم يكن هُم فى الأساس لديهم أى إجابة عن أسباب اعتقال والدى أو مكان اعتقاله. * ما توقعك للأسباب التى دفعت لاعتقال والدك؟ أنا فى الحقيقة لا أملك أى أسباب، ولا يقوى حتى عقلى على استنتاج أسباب واضحة لاعتقال والدى، نحن نسمع أن من تم اعتقالهم حاولوا قلب نظام الحكم هناك، وهو سبب غريب؛ لأن والدى قضى هنا 32 عاما، فهل من المعقول أن يأتى لقلب نظام الحكم فى السنة الأخيرة؟! كما أن والدى رجل معروف للجميع؛ شارك فى بناء وتشييد قصور الأمراء، فشيد مثلا قصر وزير المالية الشيخ حمدان الذى قام بتكريمه لإخلاصه فى العمل، وهذا ما يحزننى حقا.. أَبَعد 30 عاما من البناء والتنمية يكون جزاء والدى الاعتقال؟! * هل تتوقع أن يكون اعتقال والدك راجعا لأسباب سياسية؟ أنا من أتساءل هنا: ما سبب اعتقاله قبل الاستفتاء على الدستور، فلا يستطيع أحد القول بأنه كل من يطالب بتأييد الدستور يسعى للانقلاب على نظام الحكم. * عشت مع والدك فى الإمارات سنوات كثيرة.. ما رأيك فيه؟ عمرنا كله قضيناه هناك، فوالدتى أنجبتنا نحن الخمسة هناك، ولم نأت للقاهرة إلا من أربع سنوات لدخول الجامعة، والتحقت أنا بالهندسة، وطوال تلك الفترة كنا نلقَى أفضل معاملة من الإمارات، لكن هذه المعاملة تغيرت بالفعل بعد ثورة 25 يناير وبعد مكوث شفيق هناك واختيار الرئيس مرسى رئيسا لمصر.