بالدموع والأسى والذهول من وقْع الخبر القاسى عليهم الذى لا يعرفون له سببا واضحا بعد خدمة تعدت الثلاثين عاما لدولة الإمارات العربية، روت أسر المعتقلين هناك ل"الحرية والعدالة" تفاصيل اعتقال ذويهم، متذكرين تلك الذكريات التى جمعتهم مع آبائهم وأزواجهم وأشقائهم داخل دولة الإمارات، وكيف أن "المهندس والطبيب والصحفى" المعتقلين كانوا أداة بناء داخل تلك الدولة، وعملوا فيها بكل حب ووفاء وإخلاص، وما شكا منهم أحد. تم اللقاء فى القاهرة بأسرة الصحفى أحمد جعفر والمهندس صلاح المشد وشقيق د.على سنبل القابعين ومعهم 12 مصريا آخرين خلف قضبان المعتقلات فى دولة الإمارات الشقيقة دون توجيه تهمة لهم. وفى حوارهم مع "الحرية والعدالة"، أكدوا أن أهلهم مكثوا أعواما طوالا لم يشتك منهم أحد ولم يقدموا إلا الخير كل الخير لهذه الدولة، وأنهم فى وضع من الذهول مما حدث لهم ولا يستطيعون تحديد سبب واضح لاعتقالهم. وقد روى د.حسين سنبل- استشارى العظام، رئيس أقسام العظام والإصابات سابقا بدبى والعين، شقيق الدكتور على سنبل أحد الأطباء المصريين المحتجزين- تفاصيل اعتقال شقيقه الحاصل على لقب الطبيب المثالى، فقال "شقيقى خدم الإمارات 30 عاما قضى فيها كل شبابه وزهرة عمره، والسلطات الإماراتية احتجزت شقيقى فى أثناء عودته للقاهرة ثم اعتقلته"، موضحا أن شقيقه وزملاءه تم اعتقالهم دون ذنب ارتكبوه كما سيثبت فى التحقيقات. فى البداية.. د. حسين كيف تم اعتقال شقيقك د. على سنبل؟ توجه شقيقى إلى المطار فى يوم 18 ديسمبر الماضى للعودة إلى القاهرة لقضاء إجازته السنوية كما هو معتاد، إلا أنه فوجئ بتوقيفه فى المطار وأخبروه بأنه ممنوع من السفر لدواع أمنية، وطلبوا منه العودة لمنزله، وبالفعل رجع لمنزله بإمارة دبى حيث يقطن هناك هو وزوجته وابنته الصغرى، وفوجئ بعد ذلك باقتحام الشرطة منزله وتفتيشه وأخذوا هاتفه النقال "المحمول" وحاسبه الشخصى وقاموا باعتقاله. وهل تم إخطار السفارة المصرية هناك بالأمر؟ بالفعل قامت زوجة شقيقى بالتوجه فورا للسفارة وإخبارهم بالأمر لكنهم لم يحصلوا على أى رد عن مكان اعتقاله، وكان موقف السفير سيئا. وكيف كان موقف السفير سيئا من وجهة نظركم؟ السفير لم يتعامل مع الأمر بجدية، وحتى الآن لم يتدخل لمعرفة مكان احتجاز أخى؛ حتى إنه لم يتصل بزوجته وابنته إلا من يومين فقط للاطمئنان عليهما، وأنا أتعجب من ذلك فأنا مكثت فى الإمارات سنوات عديدة وكنت أعمل طبيبا هناك،وكنت أرى بعينى حينما يتم التحقيق مع خادمة فلبينية هناك كان السفير يتحرك بنفسه ويحضر التحقيق ويستفسر عن سبب اعتقالها ولا يخرج إلا وهى معه، والسفير لم يتحرك إزاء اعتقال أخى الطبيب العالم ومعه غيره من زملائه المهندسين والصحفيين والأطباء الذين قدموا الكثير لخدمة هذا البلد. وما وضع أسرة د.على هناك؟ وهل هم فعلا ممنوعون أيضا من السفر؟ غير صحيح أن أسرته أيضا ممنوعة من السفر، لكنهم يعيشون وضعا صعبا للغاية، فهناك تعيش ابنته الصغرى وزوجته وهما خائفتان للغاية ولا تعرفان أين ذهب أخى للاطمئنان عليه. تردد أن د.على مريض ويحتاج لدوائه وأن زوجته حاولت عن طريق السفارة إيصاله له، فما صحة هذا الكلام؟ شقيقى بالفعل مريض ويعانى من آلام حادة فى العمود الفقرى، وتم إجراء عملية "ديسك" له، ومن ثم هو لا يستطيع الجلوس لفترات طويلة وله دواء حاولت زوجته إيصاله له عن طريق السفارة لكن دون جدوى؛ لأنها حتى الآن لا تعرف مكانه بالمرة. هل تتوقع اعتقال شقيقك على خلفية سياسية؟ شقيقى لم يكن له أى نشاط سياسى. خدم دولة الإمارات ومواطنيها ووافديها، قرابة الثلاثين عاما الماضية، وقضى فيها كل شبابه بل زهرة عمره، طبيبا عاملا وإنسانا خلوقا، وشهد له الجميع بعلمه وخلقه، وتكاد دبى تخلو ربما من أحد لا يعرف الدكتور على سنبل سواء مهنيا أو شخصيا، كما أنه حصل عدة مرات على لقب الطبيب المثالى. إذا أردت توجيه رسالة للسلطات الإماراتية والخارجية المصرية.. فماذا تقول؟ أناشد الشيخ خليفة بن زايد حاكم الإمارات، الذى قمت بعلاجه وأسرته، ومن قبله المرحوم الشيخ زايد، رحمه الله، وأسرته، أن يوقف هذا الظلم على أبناء مصر، كما أناشد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -رئيس الوزراء حاكم دبي- الذى عمل كل هؤلاء المعتقلين فى إمارته، وخدموها طوال هذه المدة، والذى قمت شخصيا بعلاج كثير من أفراد أسرته، بالإضافة إلى مواطنى دبى، أن يسارع بوقف هذا الظلم، وأن يمنحهم ما يستحقون من تكريم لازم. وأناشد وزارة الخارجية المصرية، والسفارة المصرية بأبو ظبى ودبى، تحمل مسئوليتهم تجاه مواطنيهم، ومعرفة كل شىء عنهم، وإبلاغ أسرهم بحالتهم والتهدئة من روعهم.