قد يبدو العنوان مستغربا؟ ماذا أصاب المدرسة المصرية –خط الإنتاج البشرى– حتى تصبح بحاجة لميثاق مكتوب لضبط أو تنظيم العلاقات الإنسانية بداخلها، قد تكون الحاجة ملحة لإطار مكتوب لضبط العلاقات الإدارية أو التنظيمية أو الوظيفية، وهذا مطلوب وبصفة دورية، أما أن نصل لمرحلة الحاجة الملحة لميثاق علاقات إنسانية فهذا شيء مزعج للغاية؛ لأنه مؤشر فقدان لبوصلة التوجيه وخلل فى ميزان القيم المصرية العريقة. حالة الارتباك والاشتباك التى أصابت شبكة العلاقات الإنسانية داخل المدرسة المصرية هى إفراز يبدو طبيعيا فى السياق العام لمناخ الاشتباك والارتباك والانفلات العام، بمعنى: أنه جزء من كل يحتاج للمعالجة فى أجواء عامة سليمة وصحية. شبكة العلاقات بل الحقوق والواجبات بين أضلاع المثلث التربوى "الطالب – المعلم – ولى الأمر " أصابها الخلل واتسعت الزوايا بينهم حتى تعقدت الأمور وصعب التلاقى والتفاهم، لذا نحن بحاجة ملحة لهذا الميثاق المحدد لطبيعة العلاقة، وضوابطها ميثاق تطرحه مؤسسة التربية والتعليم يشارك فيه كل الأطراف المعنية ثم يكون الميثاق الملزم للجميع. وسائل وإجراءات ** طرح المشروع فى صورة ملامح وأطر عامة من خلال الرصيد التربوى والتعليمى وفقا لاحتياجات المرحلة، خاصة بعد ثورة 25 يناير. ** مشاركة مجتمعية واسعة من الأطراف والهيئات ذات الصلة "الإدارة المدرسية، مجالس الأمناء، الطلاب، الإعلام، كليات التربية، الوزارات المعنية". ** طرح برنامج للتدريب والتأهيل للمكونات البشرية "الإدارة – المعلم – الطالب – ولى الأمر" وفق برنامج واضح وعاجل حتى لا تتفاقم الأمور. ** تفعيل مجالس الأمناء والآباء ليكونوا شركاء فى حل المشكلات المدرسية وليكونوا همزة وصل أو حائط صد أحيانا. ** تفعيل القرارات الوزارية المنظمة للثواب والعقاب فى المجتمع المدرسى ومنح الإدارات المدرسية المزيد من السلطة وفقا للقانون والمزيد من الثروة عوضا لهذا النوع من الإدارة الذى يتهرب منه الكثير لعدم وجود تكافؤ فى العلاقة بين السلطة والمتاحة والمسئولية الملقاة. ** تفعيل الأنشطة التربوية خاصة الجماعية التى تقوى العلاقات الإنسانية داخل مجتمع المدرسة بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب والمجتمع المدرسى. ** تفعيل القانون 155 وتعديلاته لتعيين خريجى كليات التربية فقط فى هذه المهنة الشاقة والرسالة النبيلة فضلا عن اختيار المدراء بصورة تعتمد الكفاءة التربوية والإدارية بعيدا عن السلم الوظيفى الذى طالما اعتمد خبرات السنوات بعيدا عن حجم الكفاءات. ** مشاركة الإعلام فى تهدئة الجو العام، وليس العكس، والوقوف بحيادية من كل الأطراف فى المدرسة والبيت والشارع والبعد عن الإثارة أو الانحياز للطالب ضد باقى المكونات البشرية من باب مغازلة الجمهور تارة أو التسويق الإعلامى تارة أو تصفية الحسابات مع الوزارة كجزء من الحكومة تارة أخرى. ** استعادة الدور التربوى والمجتمعى للأسرة المصرية بالتواصل مع المدرسة لتكون الظهير القوى الذى يمكن المدرسة من القيام بأدوارها الوطنية. ** حضور المؤسسات الدينية "المسجد-الكنيسة" لترسيخ القيم الدينية والاجتماعية والسلوكية التى طالما ميزت هذه المؤسسات الوطنية عن باقى مؤسسات الدولة. ** الشراكة المجتمعية من المؤسسات والشخصيات المؤثرة "الرياضيون - الفنانون – السياسيون" فى الميدان المدرسى لطرح نماذج وطنية ناجحة أمام ملايين الطلاب الذين افتقدوا القدوة حينا والأمل أحيانا. ** إعادة النظر فى كليات التربية من حيث شروط ومواصفات القبول والمناهج والمتابعة بما يكافئ المهمة والرسالة التى يقوم بها المعلم، شروط ومواصفات لا تقل عن مثيلاتها فى الكليات الشرطية والعسكرية. خلاصة الطرح... نحن أمام تحديات كثيرة لكنها ليست بالمستحيلة، نحن نملك غالبية فرص الوقاية والعلاج إذا ما خلُصت النوايا وتوفرت الإرادات وطرحت البرامج والتصورات وانتقلنا وفورا إلى ميدان العمل.. حفظك الله يا مصر.. ------------ محمد السروجى المستشار الإعلامى لوزير التربية والتعليم