الطالب البليد بيتهرب دائما من التعليم وأسئلة المدرس بحجة أنه كان بيمسح "التختة".. وما فعلته جبهة الإفلاس الوطنى -الإنقاذ الوطنى سابقا- عندما أعلنت رفضها نتائج الاستفتاء فى المرحلة الأولى ومطالبتها بإعادته ودعت لمظاهرات اليوم الثلاثاء لإسقاط الدستور الذى وافق عليه الشعب -هو نفس ما يفعله الطالب البليد الساقط الفاشل!. أى حركة سياسية حقيقية فى العالم تخسر نتيجة أى انتخابات أو استفتاء تتكسف على روحها وتعزل نفسها لتدرس سر خيبتها، وتحاول سؤال نفسها: لماذا عزف الشعب عنها ورفض ما تدعو إليه؟ أما جبهة الإنقاذ الوطنى فقالت قبل الاستفتاء إنها لن تعترف بنتائجه لو جاءت ب"نعم"، وها هى تثبت عدم أهليتها للديمقراطية وكفرها بها وترفض نتائج الاستفتاء بحجج واهية عن تزوير النتائج (التى لم تعلن رسميا بعدُ) رغم إشراف القضاة عليه وتأمين الجيش والشرطة له.. فهل زوّره القضاة والجيش والشرطة والشعب معا؟!. البيانات الأخيرة التى أدلت بها الجبهة تميزت بالجليطة الشديدة وسوء الأدب مع قضاة مصر الشرفاء الذين أشادوا بهم لما قاطعوا الإشراف على الاستفتاء، وعندما قبلوا الإشراف بعد إلغاء الإعلان الدستورى اتهموهم بالخيانة!. كما تميزت بسوء الأدب مع الشعب، وأظهرت تعاليهم على المصريين وعدم اعترافهم بإرادتهم الحرة تحت دعاوى وقوع "انتهاكات منظمة لعملية الاستفتاء فاقت عمليات التزييف المنهجى التى اتبعها النظام البائد"، عندما دعوا لتظاهرة حاشدة اليوم –الثلاثاء- لإسقاط الاستفتاء والدستور، بعدما قال الشعب "نعم" ورفض "لا" التى دعوه إليها!. لا أدرى أى تقارير حقوقية يزعمون أنها رصدت "الانتهاكات الفاضحة التى هيمنت على عملية الاستفتاء"؛ حيث يزعمون أنها بلغت نحو 7 آلاف شكوى وألف وخمسمائة محضر رسمى تلقتها منظمات المجتمع المدنى! هل هى محاولتهم -المتفق عليها مسبقا- إحراج القضاة بطلب رؤية هويتهم القضائية ثم تسجيل رفضهم باعتباره (انتهاكا) بينما هو جليطة وتشكيك فى القضاة النزهاء الذين قبلوا الإشراف على الاستفتاء لتحريك عجلة الاستقرار؟ أم اختراع مخالفات مضحكة أمام اللجان من قبيل (منتقبة توجه الناخبات) أو (قاض ملتح يطرد المسيحيات) وما هى سوى أكاذيب وتلفيقات تعرفها اللجنة القضائية!. الجبهة تصورت أن إرهاب اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء ورئيسها المستشار زغلول البلشى مدخل مناسب للابتزاز، أو بمعنى أصح عقاب القاضى النزيه على قبوله الإشراف على الانتخابات، فوجهت له اتهامات وتهديدات ابتزازية عسى أن يستجيب لمطالبها الشاذة بإعادة امتحان الطالب الفاشل الساقط.. أقصد إعادة الاستفتاء كى ينجحوا فى تمرير (لا) بدلا من (نعم) فى المرحلة الأولى للاستفتاء!!. لو كانت هذه معارضة وطنية لأدانت حرق ونهب مقرات حزب الحرية والعدالة ال28، وقتل شبابه الثمانية أمام القصر الرئاسى من قبل البلطجية، تماما كما تطالب بوقف ما تسميه الإرهاب السياسى ضد المعارضة وضد القضاء (يقصدون المحكمة الدستورية) وضد وسائل الإعلام ومقرات الأحزاب والتيارات الوطنية، مثل حزب الوفد.. ولكنها معارضة إقصائية لا تقبل بغير إلقاء الإسلاميين فى البحر، وحرق الدستور الذى اختاره الشعب؛ لأنه لم يأت عن طريقهم. أخشى أن تكون الدعوة لمظاهرات اليوم (الثلاثاء) هى حلقة جديدة من حلقات المؤامرة على الاستقرار والشرعية، وأن يكون الهدف من ورائها الاستمرار فى جر شكل التيارات الإسلامية وصولا لمخطط الفوضى وعرقلة الدستور.. انتبهوا!