شلل مرورى بسبب الحوادث وسيارات النقل.. والمواطنون يصرخون: "ارحمونا" "عفاريت الأسفلت" يتسببون فى كوارث.. وشرطة المرور غير موجودة م. بشير مقبل: تسليم محور أحمد عرابى مارس المقبل لتخفيف الزحام اللواء عاصم: لا بد من تدخل هندسى سريع عند منزل الدائرى فى اتجاه المحور "زحمة يا دنيا زحمة".. هذا هو شعار المواطنين على طريق محور 26 يوليو والطريق الدائرى؛ حيث أصبح التكدس المرورى شبه يومى، فمنذ الساعة السابعة صباحا وقت خروج الموظفين وطلبة الجامعات تجد الطريق "محلك سر"؛ مما يتسبب فى تأخر الموظفين عن مواعيد عملهم والطلبة عن محاضراتهم. ورغم تعدد أسباب زحمة الطريق واختلافها إلا أن الجميع متفقون على ضرورة وجود حل لهذه الأزمة التى تؤرق المواطنين والسائقين يوميا، وأن يكون الحل جذريا. وعلى الجانب الآخر عند الحديث مع المسئولين نجد أن الحلول الجذرية تستغرق مدة طويلة لتنفيذها تصل إلى عدة سنوات؛ لذلك يلجأ المختصون إلى الحلول المؤقتة والسريعة لحين الانتهاء من الحلول الجذرية. من جانبها، تسعى محافظة الجيزة إلى سرعة إنهاء محور أحمد عرابى- الدائرى، وتوفير الدعم المالى لإدخاله الخدمة فى أسرع وقت ممكن؛ حيث إن وجوده سيخفف الحمل والزحام على محور 26 يوليو ويحد من الاختناق المرورى الذى يواجهه. يقول محمد هانى -طالب بجامعة القاهرة ويسكن فى مدينة السادس من أكتوبر-: إنه يخرج من منزله السابعة صباحا حتى يتسنى له حضور أول محاضرة، التى تبدأ الساعة التاسعة صباحا، ورغم خروجه مبكرا إلا أن طريق المحور يكون مزدحما جدا، لأن الجميع يخرج فى نفس الوقت لعمله أو لدراسته، ويتكرر الأمر مساء عند العودة. ويتابع: "تتسبب الحوادث أيضا فى ازدحام الطرق لساعات حتى يتدخل الأمن والمرور ويقوم برفع السيارات المتحطمة بسبب الحادث، فعلى سبيل المثال عند حدوث حادثة على طريق الدائرى يتعطل المحور؛ لأن السائقين يغيرون اتجاههم نحو المحور مما يحدث الزحمة". محمد رضا -سائق على الطريق الدائرى- أكد أن الدائرى زحمة 24 ساعة، حتى فى أيام الإجازات الرسمية وعدم نزول الموظفين والطلبة، فالطريق كله مطبات وأعمال الصيانة "بتقفل الطريق وتعطلنا"، إضافة إلى سيارات النقل التى تحتل الطريق الدائرى والمتجهة إلى المناطق الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، فهى موجودة طول اليوم على الطريق. ويضيف: "كانت سيارات النقل محددا لها أن تسير فى الفترة من بعد الثانية عشرة ليلا إلى السادسة صباحا فقط؛ لكنها الآن تسير طوال اليوم، ويجب أن تعود كما كانت، إضافة إلى ضرورة وجود ورديات من المرور طوال اليوم، لكن ما يحدث أن المرور موجود حتى المساء فقط ثم يغادر، ويجب أن يكون موجودا طوال اليوم. أحمد إبراهيم –سائق على الطريق الدائرى- يقول: "الحوادث أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل طريق الدائرى بسبب تصادم سيارات النقل بالميكروباصات، وكان آخرها منذ فترة الحادثة التى أدت إلى وفاة 14 مواطنا، بسبب تصادم شاحنة بميكروباص، وأدت إلى إيقاف الطريق وتعطيله". ويكمل: "يظل الطريق متعطلا لمدة ساعات، ولا يتم رفع السيارات حتى يأتى الطبيب الشرعى الذى يعاين الواقعة لتحديد أسباب الحادث، إضافة إلى أن ونشات المرور دائما متعطلة، فيتم التعاقد مع شركات خاصة لرفع السيارات، ويجب أن يدفع لها مالا أولا، مما يؤدى إلى تأخر الرفع عدة ساعات أخرى". ويطالب إبراهيم بتصليح الطريق الدائرى، قائلا: "الطريق كله مطبات ولا يصلح للسير عليه ويؤدى إلى تدمير سيارات المرور، إضافة إلى ضرورة وجود رجال المرور فى هذه المنطقة، لكن للأسف لا نراهم". رضا البحراوى سائق على خط (المحور- ميدان لبنان) يعلل سبب زحمة محور 26 يوليو بسبب مخرج الدائرى على المحور المتجه إلى ميدان لبنان والمهندسين والجيزة، ويقول: "إن طريق المحور يكون 4 حارات، وبمجرد الوصول عند مخرج الدائرى يصبح حارتين فقط، فيصبح هناك ضغط من السيارات الآتية من أكتوبر إلى ميدان لبنان، وضغط سيارات مخرج الدائرى وضيق المساحة لحارتين بدلا من أربعة مما يحدث تكدسا". ويتابع: "هناك عادات خاطئة للسائقين تتسبب فى زحمة الطريق مثل الوقوف فى منتصف الطريق لإنزال مواطن أو ركوب مواطن، إضافة إلى طريقة القيادة وعدم وجود مرور" . وطالب بوجود المرور والتفتيش على سائقى السيارات والكشف على الرخص؛ لأن هناك سائقين غير مؤهلين للقيادة، ولا يحملون رخصا، ويقودون على طريق المحور ويتسببون فى كوارث؛ لذلك يجب أن تكون هناك حملات مرور مكثفة للكشف على رخص السائقين، وأن تكون منتشرة بدلا من وجودها تحت النفق فى ميدان لبنان فقط. وعن الأسباب الحقيقية للمشكلة وطرق حلها يقول المهندس بشير مقبل -عضو المكتب التنفيذى للجنة المرور بالجيزة-: إن طريق المحور والدائرى يعانيان من تكدس مرورى يوميا، فطريق محور 26 يوليو يعانى من أزمة كبيرة تبدأ تحديدا عن نقطة تقاطع المحور بالدائرى؛ حيث تقوم بعمل زحمة تصل ل4 كيلو تقريبا للخلف. ويتابع سبب الأزمة عند التقاطع لضيق الطريق بعد التقاطع وازدياد كثافة السيارات القادمة من أكتوبر وزايد والقادمة من الدائرى. ويضيف أن هناك حلين لحل هذه الأزمة، الأولى تكمن فى توسعة الطريق، وهو أمر مستحيل؛ لوجود كنيسة ومسجد على جوانب الطريق، وإلى الآن لم يصدر تشريع بكيفية التعامل مع دور العبادة على الطرق السريعة عند التوسعة. الأمر الآخر هو تقليل كثافة السيارات -على حد قول عضو لجنة المرور- وهذا يمكننا التحكم فيه؛ حيث إن كثافة سيارات المحور تصل 52%، بينما كثافة السيارات القادمة من الدائرى تصل إلى 48%، والحل هنا هو نقل السيارات القادمة من الدائرى إلى طريق آخر وتخفيف الكثافة على المحور . ويضيف م. مقبل: إنه بالفعل جار حل المشكلة من خلال تجهيز محور أحمد عرابى وإغلاق نزلة الدائرى على المحور؛ بحيث إن كل السيارات المتجهة إلى ميدان لبنان أو المهندسين تتجه مباشرة إلى محور أحمد عرابى، الذى سيتم الانتهاء منه وتسليمه فى مارس القادم . ويتابع: بالنسبة للطريق الدائرى كلف الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية محافظ القاهرة أسامة كمال بالتكفل بوجود حلول جذرية للطريق الدائرى ورصفه وإصلاحه، إلى حين الانتهاء من طريق دائرى آخر يتم تجهيزه، ولكنه أحد الحلول على المدى الطويل، وقد يستغرق من 2- 3 سنوات للانتهاء منه. من جانبه، يقول اللواء أحمد عاصم -الخبير المرورى-: إنه لا بد من جود معالجات هندسية عند منزل الطريق الدائرى فى اتجاه المحور المؤدى إلى مناطق المهندسين وميدان لبنان والجيزة؛ حيث إن نقطة التقاء منزل الدائرى مع محور 26 يوليو نهر الطريق تسع حارتين فقط ولا تسع 3 حارات أخرى كما كان قبل المنزل؛ مما يجعل هناك ضغوطا عالية الحركة "عنق الزجاجة"؛ لذا لا بد من التدخل الهندسى السريع، ويضيف: "نجد هذا الخطأ فى كثير من المنازل للكبارى والتقاء الطرق ببعضها البعض والحارات المرورية والتزاحم المرورى، وهذه تعد سببا أساسيا من أسباب تفاقم المشكلة المرورية فى القاهرة الكبرى، ويجب أن تقل المشاكل المرورية من خلال تناسب الطريق والمساحة المخصصة لسير المركبات مع العدد المحدد للمركبات المستخدمة له. وعن الطريق الدائرى يقول اللواء أحمد عاصم: "لا بد من استمرار أعمال الصيانة والتطهير لشبكة الدائرى من خلال أعمال الرصف والصيانة والإنارة وتعديل القواعد الخرسانية الفاصلة بين الاتجاهات، بما يحقق الأمان ويمنع من تكرار الحوادث.