نفس سيناريو ثورة 25 يناير يتكرر ولكنه "بالمقلوب".. فى الثورة احتشدت الحشود الشعبية التى تجمع كل أطياف المجتمع وكل تياراته السياسية الإسلامية واليسارية والليبرالية والشعب المصرى كله.. فواجه نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك المتظاهرين بعنف أجهزته الأمنية ودولة البلطجية التى تقودها "أمن الدولة" -الأمن الوطنى حاليا- والذين ارتكبوا أبشع الجرائم من قتل وتدمير وتخريب.. كما استخدم المخلوع أجهزة الإعلام من أجل تشويه صورة الثورة وتصويرها على أنها فوضى، بالإضافة إلى الخدمة المجانية التى قدمها إعلام رجال أعماله بما يطلق عليه القنوات الخاصة.. ولا ننسى كلنا دموع التماسيح لمنى الشاذلى ومواقف مذيعى الفتنة الآخرين المناهض للثورة مثل: لميس الحديدى وخيرى رمضان وعمرو أديب وأخوه عماد الدين أديب وغيرهم. وحينما واجهتنا الأجهزة الأمنية والإعلامية فى ثورتنا الحقيقية انتصرنا عليها لأننا كنا "إيد واحدة" ضد نظام المخلوع. وإذا دققنا النظر فى السيناريو الحالى.. نجد أن نفس السيناريو يتكرر مرة أخرى ولكن للأسف فى هذه المرة انحاز بعض شركاء الثورة إلى إعلام المخلوع ودولة البلطجة.. وانحازت الوجوه العابسة فى الإعلام "منى الشاذلى وخيرى رمضان وعمرو أديب ولميس الحديدى.. إلخ" إلى صفوف جحافل الفلول والمخربين الذين يهدفون إلى تخريب الوطن وإعادة العسكر مرة أخرى إلى الحكم.. وللأسف كل هذا برعاية بعض القوى الثورية التى وفرت غطاء سياسيا بعد أن أصبح هدفها الوحيد إسقاط أول رئيس منتخب بعد الثورة. هذه المرة انحاز إعلام الفلول بشكل واضح إلى هذه القوى.. كما انحازت دولة البلطجية أيضا إلى هذه القوى وانقضت على مقار الإخوان المسلمين و"الحرية والعدالة" و"النور" وتركت مقار أحزابهم لم يمسها شىء.. هذه المرة قدم الإسلاميون الشهداء تلو الآخر فى الأحداث الأخيرة بداية من الشهيد إسلام مسعود وصولا إلى 8 شهداء مصريين جميعهم من الإخوان فى موقعة قصر الاتحادية فى حين ابتعد البلطجية عن هذه القوى التى تدعى أنها مدنية وثورية من أجل إشعال مزيد من الفتنة. عندما ينحاز إعلام المخلوع لطرف.. وتنحاز دولة بلطجية أمن الدولة إلى نفس الطرف فاعلم أن الثورة "بالمقلوب". ثورة بالمقلوب تريد تحويل ثورتنا السلمية إلى عنف وقتل وإرهاب. ثورة تريد قلب النظام على أول رئيس منتخب بعد الثورة من خلال فيكون الوصول إلى السلطة عبر الدماء وليس عبر اختيار الشعب المصرى عبر صناديق الانتخابات. ثورة بالمقلوب تقسم الوطن بعد أن كنا "إيد واحدة" فى الميدان. ثورة بالمقلوب تريد أن تحول شهداء مصر إلى بلطجية والقتلة إلى ثوار كما حدث أمام الاتحادية. ثورة بالمقلوب لشعارات الثورة عندما يقول من اعتصموا فى الاتحادية "الجيش والشعب إيد واحدة" من أجل إعادة العسكر مرة أخرى بدلا من التمسك بالدولة المدنية. ثورة بالمقلوب عندما تتحول المظاهرات إلى العنصرية؛ فتستبعد شركاء الثورة وترفع شعارات "ممنوع دخول الإسلاميين" فى التحرير والاتحادية وجميع المحافظات. سيصمد المخلصون من أجل أهداف الثورة الحقيقية حتى لو سالت دماؤهم.. وسيصمد المخلصون من أجل وأد الفتنة رغم تساقط شهدائهم واحدا تلو الآخر. أثق بالله سبحانه وتعالى فى أن الثورة الحقيقية ستستمر وستنتصر "وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ".