ذكر رون بن ياشى، المحلل السياسى الإسرائيلى والكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن انتخاب د.محمد مرسى يُعد خطوة تاريخية ثلاثية الأبعاد، مشددًا على أن التاريخ أثبت أن الدول الديمقراطية أكثر تريثا فى اللجوء إلى اتخاذ قرار بالحرب، بسبب الرقابة الشعبية على صانعى القرار فيها. وأوضح بن ياشى أن البعد الأول هو أن هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث التى يتولى فيها حكم مصر حاكم ذو خلفية إسلامية، والبعد الثانى أن هذا الحدث يعد النهاية الرسمية لعصر الجنرالات العلمانيين الذين حكموا مصر منذ حقبة الخمسينيات، مشيرا إلى أن البعد الثالث، هو أن مصر للمرة الأولى تشهد انتخاب رئيس عبر انتخابات ديمقراطية حقيقية. ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أن النقطتين الأولى والثانية لا تبشران بالخير من وجهة النظر الإسرائيلية. وذلك لأن أى نظام حكم ذى خلفية إسلامية فى مصر، حتى وإن كان معتدلاً، سيكون معادياً للكيان الصهيونى. أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية فيرى بن ياشى أنه بغض النظر عن صراع القوى الدائر حالياً بين الإخوان المسلمين وجنرالات المجلس العسكرى، فإن الإخوان المسلمين وحلفاءهم هم الذين يسيطرون على الشارع المصرى، الذى تحول إلى عنصر قوة لها قدرها على الساحة السياسية، ويخشاه المجلس العسكرى. وأضاف الكاتب الإسرائيلى فى مقاله المنشور على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، صباح اليوم الإثنين، أن هناك عنصراً سلبياً آخر من وجهة النظر الإسرائيلية، هو أن مصر فى الحقيقة تُعتبر عنصراً سياسياً وثقافياً رائدًا وذا تأثير فى العالم العربى، وتاريخها السياسى والدينى والثقافى تمنحها الريادة فى المنطقة بغض النظر عن حكم قوتها الاقتصادية أو العسكرية. وألمح إلى أن وجود نظام حكم ذى خلفية دينية فى مصر هو نذير سوء على الأنظمة العلمانية الموالية لإسرائيل التى تستند على الجيش فى كل من الأردن والسلطة الفلسطينية، وسيؤدى إلى جعل الدول العربية المجاورة للكيان الصهيونى تسقط فى أحضان الاسلام السياسى الواحدة تلو الأخرى، وهو ما يشكل خطرًا بالغاً على الكيان الصهيونى. ولكن رغم كل ما سبق يرى بن ياشى أن هناك نقطة إيجابية للانتخابات الرئاسية المصرية، بالنسبة لإسرائيل، تتمثل فى أن النظام المصرى أصبح أكثر ديمقراطية من أى وقت مضى. فهو يشير إلى أن التاريخ يُظهر أن الدول ذات الحكم الديمقراطى لا تسارع بإعلان الحروب، وذلك لأسباب عدة، أهمها أن الحكومات الديمقراطية ملزمة بتقديم كشف حساب أمام شعوبها، وبناء على ذلك فإنه يثق أنه إذا استمرت مصر فى سيرها فى طريق الديمقراطية فإن خطر نشوب حرب شاملة معها سيكون منخفضا إلى حد كبير.