ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الملف الأكثر إلحاحا للسياسة الخارجية للرئيس مرسي يكمن في نهر النيل، وتحسين العلاقات مع دول حوض النيل الإفريقية وخاصة إثيوبيا، في ظل سعيها لإنشاء سد النهضة الذي سيقلل من حصة مصر من المياه. وأضافت الصحيفة أن الرئيس مرسي يدرك أزمة المياه، ويرغب في التوصل إلى حل وسط بين مصر ودول حوض النيل؛ لحماية مطالب بلاده الإستراتيجية والتاريخية، مشيرة إلى أنه قام بزيارة دول حوض النيل مرتين منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية في يونيو الماضي، كما قام رئيس الوزراء د. هشام قنديل وهو وزير المياه والري السابق بالتواصل مع المسئولين في الحكومات الإفريقية، بالإضافة إلى إرسال وفد مصري مؤخرا إلى المنطقة؛ للمساعدة في بناء المستشفيات والمدارس في القرى والغابات الإفريقية. وأضافت أن شريان الحياة في مصر مهدد من قبل العواصم الإفريقية الفقيرة، مما يشكل تحديا متزايدا أمام مرسي لانقاذ مصر واقتصادها، مشيرة إلى أن الرئيس المخلوع أهمل لفترة طويلة ملف النيل والعلاقات مع الدول الإفريقية، ومطالب هذه البلدان الفقيرة، مكتفيا ببعض التصريحات بأن أي مساس باتفاقيات النيل سيؤدي بمصر إلى قيامها بعمل عسكري، متجاهلا تنمية العلاقات التنموية بين مصر وهذه الدول. وأشارت الصحيفة إلى أن الضغط الاقتصادي والطلب المتزايد على الطاقة والتنمية للدول الإفريقية جعلها تهتم بنهر النيل، مشيرة إلى أن إثيوبيا التي تحصل على 3% فقط من احتياجاتها من المياه عبر نهر النيل وخمسة من دول المنبع الأخرى، قد أعلنوا في 2010 عن إقامة مشروعات للحصول على مياه أكثر وطاقة عبر النهر. وأوضحت الصحيفة أن التحدي الأكبر أمام مصر الآن هو سد النهضة الإثيوبي، حيث يقدر الخبراء أن هذا المشروع– قيد الإنشاء- يمكن أن يقلل من تدفق نهر النيل إلى مصر بنسبة تصل إلى 25% خلال السنوات الثلاث الذي سيحتاج إليها المشروع؛ لملء الخزان خلف السد، مشيرة إلى أن هذا المشروع يواجه عددا من الانتكاسات المحتملة، وخسر أكبر داع له بعد وفاة ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي.