عمرو سمير عاطف: "استسهال" المنتجين أفرز أعمالا ضعيفة محمد حفظى: المشكلة فى "الورق".. وعجز المؤلفين عن الحفاظ على إيقاع الضحك وائل حمدى: انخفاض الأعمال من 20 إلى 4 مؤشر خطير.. وسيعود إلى مساره الطبيعى محمد فتحى: الاقتباس الفج وفشل التمصير مسئولية المؤلف.. وفكرة "السبوبة" غلطة المنتج بعد أن شهدت المواسم الدرامية فى السنوات الأخيرة تزاحم عدة مسلسلات ست كوم وصلت لما يزيد على 11 مسلسلا تليفزيونيا فى الموسم الواحد، شهد شهر رمضان الماضى وجود عكس الظاهرة بعدما أوشكت فيه مسلسلات الست كوم على الاختفاء فى الخرائط البرامجية للقنوات التليفزيونية واقتصرت على عدد لا يذكر منها. مسلسلات الست كوم هى اختصار لsituation comedy وهى مسلسلات درامية نشأت فى أمريكا ذات طابع كوميدى يتم تصويرها فى مكان واحد وبعدد محدود من الممثلين وربما تم تأديتها بشكل أقرب ما يكون للمسرحى (أمام جمهور) أو يتم إضافة صوت ضحك جماعى مؤثرا صوتيا للحلقة، فما هى أسباب انخفاضها إلى هذا الحد بعدما لاقى بعضها اهتماما كبيرا من الجمهور المصرى. يذكر السيناريست وائل حمدى مؤلف مسلسلى "الباب فى الباب" و"لسه بدرى": المشكلة أن فكرة الست كوم اختزلها المنتجون فى تقليل التكلفة المادية للإنتاج، لأن المنتج كان يسعى لإنتاج نصف ساعة درامية بأقل تكلفة؛ حيث مواقع التصوير ثابتة مع عدد محدود من الممثلين، فتنافس المنتجون على إنتاجها حتى بلغت عصرها الذهبى فى 2008- 2009، حيث بلغ إجمالى إنتاج الست كوم فى مصر 20 ست كوم فى الموسم الرمضانى الواحد، بينما فى 2010 تكاد تختفى مسلسلات الست كوم نتيجة لرداءة المنتج وانعدام المواصفات الفنية لها، فلم تتوافر بها الحد الأدنى للجودة الفنية مما أدى إلى فشل التجربة كلها. واستدرك حمدى قائلا: حتى المسلسلات الناجحة التى لاقت إقبالا من الجمهور توقفت فى العام نفسه مثل "العيادة" و"تامر وشوقية"، أما فى عام 2012 فأرى عكس ما هو متصور فقد بدأ عصر ازدهارها من جديد كمسلسل "الباب فى الباب" الذى أعاد فكرة الست كوم من جديد، متبعا مواصفات الجودة الفنية وبدأ يعود الست كوم لمساره الطبيعى. ويؤكد عمرو سمير عاطف -رائد فن الست كوم وأول من أدخله إلى ساحة الإنتاج فى مصر- أن المنتجين استساغوا الست كوم بسبب التكاليف الزهيدة والأرباح السريعة العالية فى أول بضع سنوات لكنهم فوجئوا من تردى أوضاعهم بعد أن فشل "الست كوم" فى السنوات التالية لها بسبب سوء الإنتاج، ولم يعوا أن فن الست كوم قد يبدو سهلا وبسيطا لكنه فى الواقع صعب جدا؛ لأنه يتطلب حرفية ومهنية عالية لا تتوافر فى كثير من كتاب السيناريو. أما السيناريست محمد حفظى منتج مسلسل الست كوم "تامر وشوقية" فيقول: أعتقد أن المشكلة ليست فى الإنتاج لأنها توفر للمنتج ثلاثة أرباع ميزانية المسلسل الدرامى كما أنه سريع الإعداد كذلك، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل فى الكتابة؛ حيث إن كتابة الست كوم تحتاج لقلم متميز يعتمد على بناء درامى خاص وإيقاع معين للضحك، وهذا شحيح للغاية فى وسط كتاب سيناريو الست كوم؛ لذلك فشلت عدة تجارب فى أن تكمل سلسلتها لأن كتابتها من البداية كانت سيئة، ومن ثم لم يقبل عليها لا الجمهور ولا القنوات الفضائية. بينما يرى الكاتب والسيناريست محمد فتحى أن مشكلة الست كوم وترديها تعود لعدة أسباب، أولها أن بعض منتجى مسلسلات الست كوم تعاملوا معها كسبوبة ولقمة عيش ليس أكثر، وهذا لأنها تخرج للجمهور بعد أن يكلفها المنتج بمصاريف قليلة جدا وتحقق دخلا أكبر؛ لذلك تنافس الكثير لصناعتها وشارك بها من ليس له لا ناقة ولا بعير فخرجت بأسوأ حالتها وبدأت تفشل فى أن تجد لها سوقا فى القنوات الفضائية، حتى إن بعض المسلسلات لم يتم عرضها عرضا ثانيا ولا ثالثا، وبالكاد حققت أرباحا طفيفة فى عرضها الأول. ثانيها أن معظم المسلسلات المعروضة مقتبسة من مسلسلات ست كوم أجنبية يتم تمصيرها وعرضها على الجمهور دون مراعاة لثقافة المجتمع. ثالثها أن معظم هذه المسلسلات يتم عرض نسختها الأصلية على قنوات الدراما الأجنبية، فلماذا يجهد المشاهد نفسه فى متابعة صورة كربونية باهتة بينما الأصل موجود، وأخيرا فإن الجو العام والمناخ بعد الثورة أفرز مادة كوميدية من تلقاء نفسها، ومع ذلك لا نجد مسلسل ست كوم تابع الأحداث المعاصرة وقدم عملا كوميديا سياسيا.