بعد ان نجحت مسلسلات السيت كوم بخفة دمها في الدخول لبيوت المصريين عبر شاشات التليفزيون وخصوصا في رمضان لم تظهر لنا حتي الآن أعمال مصرية خالصة بفورمات مبتكرة. وبات اغلب تلك المسلسلات نسخة من مسلسلات أجنبية بعد إضافة بعد التعديلات و'تمصيرها' وجعلها تتماشي مع المجتمع المصري, ولعل ابرز تلك المسلسلات' تامر وشوقية' والمنسوخ من مسلسل' دراما وجريج' والذي رشحت بطلته للحصول علي جوائز ايمي التليفزيونية وأذيع من سنة1997 حتي2002 وكذلك' الباب في الباب' المنقول من مسلسل' الكل يحب ريموند' والذي تم عرضه منذ1996 و لمدة9 سنوات, وحصد أكثر من جائزة في عدة مهرجانات عالمية منها14 جائزة من مهرجان إيمي. وعن اقتباسات السيت كوم قال السيناريست باسم شرف والذي كانت له تجربة الكتابة في ورشة مسلسل' تامر وشوقية' و'راجل و6 ستات' ومؤلف السيت كوم' ريست هاوس' قال: عندما دخلت مسلسلات السيت كوم الشاشة المصرية والعربية كانت سوق الدراما متعطشة لمسلسلات كوميدية, وعندما نجحت بدأ المنتجون يطلبونها وكذلك بدأ الطلب عليها من القنوات أكثر بغض النظر عن الاهتمام بكونها مقتبسة أو مصرية خالصة, المهم ان تكون كوميدية, وهذا كل ما يفكر فيه المنتج والقناة والنجم وفريق العمل, وأي عمل مهما كان مقتبسا ولم يلمس الشخصية المصرية يفشل فشلا ذريعا, وأغلب الأفلام مسروقة أومقتبسة منذ أيام سلفني تلاتة جنية لعلي الكسار ولم يكتب عليه حتي انه مقتبس, ولكنه حولها لشخصية مصرية خالصة بفضل عمليات( التمصير), فهكذا السيت كوم ليس مهما انه مقتبس من عدمه الأهم انه يلمس الشخصية المصرية, وأنا لا أفضل الاقتباس ولم أقدم عملا مقتبسا لأني أحب صناعة العمل منذ بدايته, فأكون أنا صاحب الفكرة والشخصيات ولكن في المرحلة الاولي كنت احد أفراد ورشة كتابة مع السيناريست عمرو سمير عاطف فكنت ملتزما بقانون الورشة الخاص الذي وضعناه جميعا للكتابة. اما المخرج محمد النجار فيقول: ان مسلسلات السيت كوم بصفة عامة لا تتناسب مع العادات والتقاليد المصرية, ولكنني متفائل بوجود أكثر من عمل مصري خالص بالتدريج حتي تصبح جميع مسلسلات السيت كوم مصرية خالصة خصوصا بعد إقبال المشاهد المصري عليها, وهو نفس ما حدث مع الرسوم المتحركة, فبعد سنوات من ظهور توم وجيري وعدة محاولات مصرية ظهر لنا مسلسل بكار عبر المخرجة المبدعة مني سيف النصر, وأصبح هو رقم واحد لدي الطفل المصري وأصبح يفضله عن الرسوم المتحركة الاجنبية لإحساسه بان بكار قريب منه ويعيش معه في مصر والأحداث اقرب للواقع الذي نعيشه, وبصفة عامة فإن انتشار ونجاح السيت كوم في مصر يرجع الي ان الكوميديا هو الفن الأقرب للمشاهد المصري, والضحك هو المنتج الذي يغازل به صانع العمل المصريين فهناك بجانب السيت كوم السيت دراما والسيت اكشن ولكن جميعها لم ينجح ولن ينجح في مصر, وأؤكد لك ان المصريين بإبداعهم وذكائهم الفني سيبتكرون فنا مصريا كوميديا خالصا بقالب مصري وسيكون لهذا الفن اسم جديد ينطبق علي شكله الفني فمصر كانت ومازالت ولادة. اما الناقدة ماجدة موريس فتقول: مسلسلات السيت كوم فن مستحدث في الدراما المصرية وأي فن مستحدث قابل للتقليد, او بلغة الفن دائما نقول( الجديد معدي), ولكني لا أحب أن يقال أن مصر صانعة الفن تقلد المسلسلات, وقد يكون انتشار السيت كوم ونجاحه بسرعة كبيرة هو ما جعل المنتجين يستسهلون ويقلد أكثرهم المسلسلات الأجنبية, فالسيت كوم نجح لأنه قصير وأحداثه متسارعة وهو ما يواكب الحياة السريعة التي نعيشها اليوم, وأقول بان أي شئ قابل للتقليد ولكن بشرط مراعاة خصوصيات مجتمعنا المصري فنأخذ القالب الاجنبي ونعبر به عن مجتمعنا أما لو أخذنا المسلسل الاجنبي دون تعديله ليواكب مجتمعنا فكأننا صنعنا مسلسلا امريكيا بإنتاج مصري.