أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية لشئون إفريقيا, أن الوزارة أعدت خطة متكاملة محددة الأولويات؛ من أجل التوجه نحو القارة السمراء خلال الفترة المقبلة؛ لدفع وتشجيع العلاقات المصرية الإفريقية. وقالت السفيرة مني عمر في تصريحات لها اليوم الإثنين: إن هذا التحرك المصري نحو إفريقيا سيكون على كافة المستويات على مستوى رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ووزير الخارجية، ومساعد وزير الخارجية. وأوضحت أن هذه الخطة تنص على أن يتم خلال الفترة القليلة القادمة, القيام بزيارة أكبر عدد من الدول الإفريقية؛ بهدف دعم وتشجيع العلاقات المصرية الإفريقية، والبحث عن مجالات تتيح التعاون المصري الإفريقي، والتركيز على نقاط الضعف في المجالات التي تحتاج إلى تعاون. وأضافت أن هذا التحرك لن يكون فقط في الزيارات, ولكن أيضا في عقد مؤتمرات وتجمعات دولية, فضلا عن تشجيع النشاط التجاري والثقافي، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية تنتظر الرد عليها فيما يتعلق بهذه الخطة, وما تم الاتفاق عليه وما تم عدم الاتفاق عليه. وردا على سؤال حول مدى نجاح مصر في الاقتراب من إفريقيا..قالت السفيرة منى عمر: إن قيام الرئيس محمد مرسي بأكثر من زيارة لإفريقيا خلال الفترة القليلة الماضية, يعتبر مؤشرا إيجابيا، حيث إن هذا الشيء كنا نفتقده طوال فترة السنوات الماضية, وبالتالي لا يمكن أن نقلل من آثار هذا البعد عن إفريقيا؛ لأن طبيعة العلاقات في القارة الإفريقية قائمة بدرجة كبيرة جدا على العلاقات الشخصية بين الزعماء. ونوهت بأن حضور الرئيس مرسي للقمة الإفريقية بأديس أبابا ولقائه مع عدد كبير من الزعماء الأفارقة، وزيارته كمبالا من حوالي أسبوعين، ومشاركته بجانب هذه الزيارة في احتفالات أوغندا بعيد الاستقلال كان لها تأثير كبير وإيجابي على الرئيس يوري موسيفيني نفسه. وأفادت السفيرة منى عمر, مساعد وزير الخارجية لشئون إفريقيا والاتحاد الإفريقي, بأن لقاءات الرئيس مرسي مع الزعماء الأفارقة الذين شاركوا في احتفالات أوغندا أتاحت الفرصة للتقارب مع عدد منهم ..منوهة بأن العلاقات الشخصية التي أقامها الرئيس مرسي خلال زيارته لأديس أبابا وأوغندا بدأت تخلق لدى العديد من الدول الإفريقية إحساسا بأن مصر وضعت إفريقيا في أولويتها..واصفة هذه الرسالة بأنها بالغة الأهمية. وحول الدور المصري في إفريقيا..قالت مساعد وزير الخارجية لشئون إفريقيا: "إن دور مصر كان دائما متواجدا ومستمرا ولم يتوقف، ولكن الإشارة المتواجدة في أذهان الأفارقة هي غياب رأس الدولة المصرية عن القارة السمراء, مما جعل الكثيرين يشعرون بأننا نتعالى عليهم ونهملهم". وتابعت "إن هذا الإحساس بدأ يتراجع حاليا في إفريقيا, وهو في حد ذاته تطور إيجابي سيساعدنا على تحقيق مزيد من التغلغل, وتعزيز المزيد من العلاقات الطيبة مع الدول الإفريقية". وعن كيفية تشجيع وتدعيم العلاقات المصرية بدول إفريقيا ..قالت السفيرة مني عمر: إن العلاقات المصرية الإفريقية مثلما كانت في حاجة إلى تدعيم العلاقات على مستوى القمة, فهي في حاجة أيضا ملحة لتدعيمها على مستوى القاعدة, بمعنى أن الشعب المصري نفسه والمجتمع المدني والبرلمان المصري والإعلام المصري وكل هذه الأجهزة عليها أن تتوجه وتركز اهتمامها بإفريقيا. وأضافت "إن الاهتمام لا يكون عن طريق زيارات الوفود الرسمية أو حضور مؤتمرات فقط, ولكننا بحاجة إلى الوصول للشعوب الإفريقية وتقريبها من المصريين, عن طريق نقل الثقافة المصرية إلى القارة السمراء، ونقل ثقافة الدول الإفريقية إلى المصريين". وقالت: "إننا نحتاج أيضا أن يعرف المواطن المصري كيف يتعامل مع مواطن إفريقيا, وألا يتعامل على أى أساس من التعالي، وخاصة أن هناك الكثير من الدول الإفريقية حققت معدلات نمو اقتصادي عالية، بالإضافة إلى أن هناك نخبة إفريقية كبيرة تعلمت في دول غربية وحصلت على أعلى الشهادات.. وهناك تطور كبير حدث بإفريقيا, ولا بد أن يعي المصريون ذلك". ونوهت السفيرة منى عمر, مساعد وزير الخارجية لشئون إفريقيا والاتحاد الإفريقي, بالأهمية الكبيرة التي تمثلها القارة السمراء لمصر، خاصة أنه عندما توجه مصر بضائعها التجارية... فإن إفريقيا هي أفضل سوق لها؛ لأن الأسواق الأوروبية والأمريكية لا تستوعب البضاعة المصرية؛ لأنها لم تصل إلى درجة منافستها. وقالت السفيرة منى عمر: إن هناك امتيازات في إفريقيا مثل الكوميسا التي تعطينا إعفاءات جمركية تجعل السلعة المصرية قادرة على التنافس, مناشدة وسائل الإعلام- نظرا لدورها المهم- بضرورة الاهتمام بالقارة الإفريقية، وتقريب الشعب المصري من الأفارقة, وتغيير كل المفاهيم القديمة الخاطئة. وأضافت "من دون الإعلام لن نستطيع أن نفعل شيئا؛ لأنه هو صوتنا ووسيلتنا للوصول إلى إفريقيا, ونقل صورتنا للعالم, ووسيلتنا للوصول إلى كل مصري في كل قرية صغيرة، فمن خلال أسلوبه المبسط يستطيع أن يقوم بتغيير وتحويل العقلية المصرية تجاه إفريقيا..وإنني من مكتبي لم أنجح في الوصول للمصريين في كل مكان، ولكني أبعث برسالة إليهم وأقول: إن إفريقيا بالنسبة لمصر هي العالم". وفي سؤال حول التغيير الملموس الذي طرأ على الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 25 يناير، أجابت السفيرة منى عمر بصفتها أيضا رئيسة النادي الدبلوماسي, بأن الدبلوماسي المصري تغير مع تغيير المجتمع الذي هو جزء منه, حيث كانت الفكرة السائدة دائما أن الدبلوماسيين منفصلون عن هذا المجتمع, حتى أتت الثورة وأثبتت عكس ذلك.