انت لسة عايش يا مصطفى بك، فكَّرتك بعافية.. مش كده وبس، لأ وعايش على حس المجلس العسكرى الذى كان يعمل عرابا له وللمخابرات طوال الفترة السابقة، هل يعقل مصرى الآن أن يعود سياسى ومثقف ونخبوى وثورى مثل مصطفى بك بكرى ويقول: إعادة تشكيل التأسيسية فى يد المجلس العسكرى، وكأنها تم حلها، وكأنه لا يدرى أن المجلس العسكرى لا علاقة له بالتنفيذ ولا بالتشريع – ثم يقول السياسى المخضرم بكرى بك: على الرئيس مرسى أن يتخلى عن إلغاء الإعلان الدستورى "انتبه السيارة ترجع إلى الخلف" الراجل راجع مرشدير. هذه الكراهية لكل ما هو إسلامى بل لكل ما هو صحيح وفى صالح الوطن متى تنتهى من قلوب هؤلاء الكارهين. أما يكفيكم هذه الفضائح التى كنتم طرفا فيها، بل سببا مباشرا فيها؛ من وقيعة بين الجيش والشعب ووقيعة بين الجيش والمخابرات ووقيعة بين الجيش والشرطة ثم أخيرا محاولات فاشلة ومكشوفة للوقيعة بين الإخوان والحرية والعدالة من جهة وبين الجيش والمجلس العسكرى من جهة أخرى؟ لقد افتضح أمركم وسقطت أقنعتكم وبدا واضحا لكل وطنى شريف مخلص محب لمصر أنكم لستم مع الثورة بحق، بل لا مع الشعب بحق ولستم مع تقدم هذا الوطن واستقراره ونهضته، بل هذا يحزنكم لأنه يتم بأيدى شريفة ووطنية ومتوضئة وهذا ما تكرهونه. عاشت مصر 60 عاما فى ظل علمانيتكم الفاشلة ولم نجنِ منها إلا الفقر والمرض والتخلف وأصبحنا فى ذيل كافة الدول. هلا جربتم الحل الآخر الذى جاء من عند الله الحكيم الخبير، هلا تركتم غيركم يعمل حتى تتقدم هذه الأمة وتعود إلى مكانتها لريادة الأمم كما كانت من قبل. تدبروا قول الإمام البنا فى رسالة "إلى أى شىء ندعو الناس" وهو يقول فى عام 1934 وعمره حينئذ 28 عاما: "مهمتنا سيادة العالم وإرشاد الإنسانية كلها إلى نظم الإسلام الصالحة وتعاليمه التى لا يمكن بغيرها أن يسعد الناس". علينا أن نتدبر هذه الدرر، ونحيا بها، ونتفرغ للعمل الجاد المنتج، ونترك أصحاب الحناجر وأصحاب الدعوات الباطلة فى طريقهم، وسوف يرون إلى أى منقلب ينقلبون. فهيا بنا إلى العمل والإنتاج والتضحية والتسامح من أجل مصرنا الحبيبة.