* لن نشكل أى حكومة بمفردنا حتى لو حصدنا أغلبية البرلمان * إنشاء الأحزاب بمجرد الإخطار كان حلم جميع القوى السياسية.. و"الحرية والعدالة" أولى ثمراته * لا يوجد حزب "جديد" فى العالم كله حصد الأغلبية البرلمانية والرئاسة.. فعلناها ونفتخر بهذا * برنامجى يستهدف 1200 وحدة حزبية ل"الحرية والعدالة" وتمكين المرأة والشباب * ندعم حكومة قنديل.. لكن ذلك لا يمنعنا من نقدها فى بعض المواقف * لا نميل إلى التحالفات الانتخابية على أساس أيدولوجى.. وتحالفاتنا سياسية مع مختلف الأطياف * لم نحجر على نائب من خارج الحرية والعدالة دخل البرلمان عبر قوائمنا.. وأداؤهم تحت القبة كان مخالفا لتوجهاتنا ولم نعاتبهم * مضى زمن انجذاب الجماهير إلى الشعارات.. المصريون يريدون الاستماع إلى برامج وخطط * لا يوجد ما يمنع أن أكون رئيسا للحزب ومجلس الشعب فى الوقت نفسه * الحزب مستقل عن جماعة الإخوان.. هم يدعموننا لكن لا يتدخلون فى قراراتنا * نستعد للمحليات بقاعدة كوادر ضخمة تضم رجالا ونساء وشبابا من الحزب وخارجه "حزب الحرية والعدالة رغم حداثة تأسيسه حصد أكثرية مجلسى الشعب والشورى وفاز برئاسة الجمهورية، ولا يوجد حزب فى العالم حقق هذا الإنجاز فى أقل من عام على إنشائه".. بهذه الجملة عبر الدكتور محمد سعد الكتاتنى -أمين عام حزب الحرية والعدالة- عن رؤيته لمكانة حزب ترشح لرئاسته رافعا شعار "حزب قوى يساهم فى بناء مصر". فى حواره مع "الحرية والعدالة" فتح الكتاتنى كل الملفات وخاض فى حقل الألغام، مؤكدا أن الحزب مستقل فعليا فى قراراته عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن الأخيرة تدعمه وتعد بالنسبة له الرافعة الاجتماعية الأقوى فى الانتخابات ودهاليز المعترك السياسى، وأوضح أنه لا مانع من أن يكون رئيسا لحزب الحرية والعدالة ومجلس الشعب فى الوقت نفسه، شريطة أن يرشحه الحزب لهذه المهمة فى حال حصوله على أغلبية البرلمان القادم، وتعهد بأن يستكمل -حال فوزه برئاسة الحزب- بناء مؤسساته ووحداته التى تعهد بأن تصل تحت رئاسته إلى 1200 وحدة حزبية منتشرة فى كل قرى مصر ومدنها. تفاصيل أكثر فى نص الحوار.. * فى البداية نحب أن نتعرف على رحلة الدكتور الكتاتنى فى حزب الحرية والعدالة من بدايته حتى الآن. أقول بداية إن جزءا مهما من نضال كل القوى السياسية وآمالها قبل الثورة كان يتمثل فى صدور قانون للأحزاب السياسية يتيح لها أن تتشكل بمجرد الإخطار، وقد شاركنا مع تلك القوى من خلال الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها من الكيانات الوطنية التى كانت موجودة طوال عامى 2010 و2011 لتحقيق المطالب السبعة التى كنا نجمع عليها توقيعات، والتى كان أبرزها قانونا جديدا للأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وبالفعل نجحنا فى تجميع ما يقرب من مليون توقيع. وقد تواصلت هذه المطالب بعد الثورة، وما إن صدر قانون الأحزاب بمجرد الإخطار سارع الإخوان المسلمون بتشكيل وتكوين حزب الحرية والعدالة لكل المصريين، وتم تكليفى بأن أكون وكيلا للمؤسسين، وفى هذا الوقت قمنا بتشكيل ثلاث لجان.. الأولى لوضع برنامج الحزب، والثانية لوضع لائحته، والثالثة لتجميع التوقيعات من المحافظات، واستمرت هذه المهمة حتى تم إشهار الحزب فى يونيو 2011، وكان عدد المؤسسين وقتها 9 آلاف مؤسس تقريبا، وبعدها بدأت تتسع العضوية، وكان أهم ما يميز هذه العضوية الكم الكبير من الشباب والنساء الذين التحقوا بالحزب كمؤسسين، وبدأت تزداد هذه العضوية. وفى أقل من عام من عمر الحزب دخل الحزب فى سباقات انتخابية كبيرة جدا، كانتخابات مجلس الشعب وحاز على الأكثرية، وانتخابات الشورى وحاز على الأغلبية، ونافس على انتخابات الرئاسة وفاز مرشح الحزب وهو الآن رئيس للجمهورية لكل المصريين بعد أن كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة، وهذا نفتخر به فى حزبنا، وأى منتمٍ للحزب يفخر بذلك، إذ لا يتصور على مستوى العالم أن يخوض حزب جديد كل هذه المعارك الانتخابية فى أقل من عام ويحصد فيها تلك المكاسب. * ما أهم ملامح البرنامج الانتخابى للدكتور الكتاتنى؟ وهل سيكون للشباب والمرأة دور بارز خلال الفترة المقبلة؟ يتضمن برنامجى الانتخابى العديد من النقاط المهمة التى من شأنها أن تسهم فى تطوير وتحديث وتنمية حزب الحرية والعدالة، على رأسها استكمال بناء الحزب ومؤسساته بما فيها الأمانات فنية والوحدات القاعدية فى كافة المحافظات، خاصة الصعيد ومحافظات الحدود، ونستهدف الوصول بالوحدات الحزبية إلى 1200 وحدة حزبية؛ حيث يوجد الآن 700 وحدة. إضافة إلى تنمية الموارد المالية للحزب، والتأهيل السياسى لكوادره، والتمكين السياسى للشباب من خلال المشاركة الفعالة فى قيادة الحزب، وتأهيل جيل ثان منهم لقيادة الحزب فى المستقبل، والتمكين السياسى للمرأة فى الحزب، وتعميق التواصل بين الحزب والشعب المصرى، والعمل الجاد من أجل احتفاظ الحزب بالصدارة وتحقيق الأغلبية فى الاستحقاقات البرلمانية القادمة، ومد جسور التفاهم مع الأحزاب ومشاركة جميع القوى الوطنية، وتعزيز الدور الريادى لمصر على المستوى الدولى. وقد وضعت لبرنامجى شعار "حزب قوى يساهم فى بناء مصر"، ولن يكون ذلك شعارا فقط، بل سأسعى جاهدا لتحويله إلى واقع عملى ملموس من خلال التنفيذ الكامل لبرنامجى الانتخابى، فهذا الشعار يعبر عن رؤية حقيقية لبناء حزب قوى بكوادره وبرنامجه وتواصله مع الآخرين، ليساهم مع الآخرين فى بناء مصر ويكون جزءا من الحركة الوطنية. * هل يمكن أن تشكلوا حكومة فى حالة حصول الحزب على أكثرية أو أغلبية فى مجلس الشعب القادم؟ يمكن أن نكون مسئولين عن تشكيل الحكومة، ولكن أتصور أن التوقيت غير مناسب لتشكيلها بالكامل من حزب الحرية والعدالة؛ فنحن لسنا مع استئثار الحزب بالحكومة بالكامل، رغم وجود كفاءات كثيرة جدا من أبنائه، ولكن نريد أن نستفيد من خبرات الآخرين، ونشركهم معنا، وحتى لو تحملنا المسئولية يمكن للحزب فى هذه اللحظة أن يضع برنامج الحكومة ولكن يمكن أن يكون التنفيذ عبر وزراء من أحزاب أخرى. * البعض يشير إلى أن هجوم حزب الحرية والعدالة على الحكومة بمثابة تنصل منها مخافة التأثير عليه فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ الأساس أننا ندعم ونساعد الحكومة، ولا يمنع ذلك من نقد الأداء فى بعض المواقف، ليس خوفا من الانتخابات القادمة ولكن لتصحيح المسار، لسنا مسئولين عن أداء الحكومة بشكل كامل وإن كنا أمام الرأى العام نتحمل على الأقل المسئولية الأدبية. * ما مصير التحالفات بين الأحزاب الإسلامية؟ يصعب الحديث عن التحالفات قبل إقرار النظام الانتخابى، وحينما يستقر سنعلن التحالفات، أو دعنى أخفف مصطلح التحالف إلى التنسيق؛ لأن التحالفات فى إطار محدود ويكون التنسيق هو الأساس، ولكن هناك خطوطا عريضة، وهذا الكلام يمكن أن يتغير طبقا للنظام الانتخابى، فإذا كان هذا النظام فرديا يمكن أن يكون هناك تنسيق، وإذا كان بالقوائم فيمكن أن يكون تنسيقا أو تحالفا جزئيا، وهذا مرتبط بقانون الانتخاب حينما يظهر وتتوافق عليه القوى السياسية. * بعض القوى السياسية أعلنت تحالفها وتجمعت وتكتلت وأعلنت بشكل واضح أنها ضد التيارالإسلامى.. ألستم خائفين من هذه القوى فى الانتخابات القادمة؟ نحن نرحب بالمنافسة الانتخابية الشريفة، ويوجد فى مصر الآن عدة تيارات: التيار الإسلامى، التيار الليبرالى، التيار القومى، والتيار اليسارى، وكل تيار من هذه التيارات الأربعة تعبر عنه عدة أحزاب موجودة على الساحة وليس هناك تيار من التيارات يعبر عنه حزب واحد، ويمكن أن تتفق بعض الأحزاب المتفقة فى الرؤية والمنهج على أن يخوضوا الانتخابات معا، ولكن نحن فى حزب الحرية والعدالة كنا نميل دائما ليس للتحالف الإيدولوجى بالذات، ولكن نميل أكثر إلى التحالف السياسى الأوسع؛ لأننا لا نريد تقسيم المجتمع إلى دينى وغيره؛ ولكن نريد التحالف السياسى وفق برامج انتخابية تتفق معا فى الرؤى وتتفق ولو جزئيا فى الأيدولوجية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون تحالف الحرية والعدالة إسلاميا، وسبق أن تحالفنا مع أحزب أخرى وخضنا معها الانتخابات ونجح أعضاء من تلك الأحزاب فى الوصول إلى البرلمان، وهذا كان الهدف من التحالف. * لكن يجب أن يكون هناك حد أدنى من التوافق على الأقل فى المواقف والسياسات بين المتحالفين. هذا إذا كان التحالف تحالفا مستمرا، ولم يكن من شروطنا فى التحالف أن يستمر التحالف داخل البرلمان، ولكن كان التحالف فقط لدخول البرلمان، والجميع وفى بذلك، وكل سلك الطريق الذى يراه يتوافق مع رؤيته، ولم نحجر على أحد فى رأى أو توجه، وكثير من النواب الزملاء الذين خاضوا الانتخابات على قوائم الحرية والعدالة بعد أن دخلوا البرلمان، كانت لهم داخله سلوك ورؤية مخالفة لنا، ولم نعاتبهم لأن هذا حقهم. * ما الإجراءات التى يتخذها الحزب لتحقيق المنافسة والحصول على أصوات الناخبين؟ حزب الحرية والعدالة حزب كبير، والحزب به لجان لتقييم أداء نوابه فى الدورة الماضية لاستكمال العناصر التى لم تستكمل فى الدورة القادمة وضم عناصر جديدة وضخ دماء جديدة من المرشحين، وهم كفاءات كثيرة جدا، وفى الحزب أيضا اعتمدنا الدورات التدريبية للمرشحين أولا ثم للنواب ثانيا، والآن عقدنا فى مركزين على مستوى الحزب ثلاث دورات تدريبية، لأننا مهتمون بهذه الشريحة ونريد أن نتوسع فى العضوية، وستستمر هذه الدورات، ولدينا قاعدة كبيرة للاختيار، منها التأهيل السياسى لكل المرشحين والتواصل المجتمعى، ونعول أيضا على أن الشعب المصرى بعد الثورة فى يقظة وعدد الذين يتحدثون فى السياسية كثر والشعب المصرى أصبح كله يتحدث فى السياسية، وهذا أمر إيجابى ويضع على الأحزاب مهمة كبيرة، وهى جذب الجماهير إلى برامجها، فقد مضى زمن انجذاب الجماهير إلى الشعارات، وهى تحتاج الآن إلى أن تسمع البرامج التفصيلية. * هل هناك حراك شعبى الآن على مستوى قواعد الحزب فى المحافظات للتواصل مع فئات المجتمع؟ التواصل موجود، ولكن ليس فقط من أجل الانتخابات، التواصل المجتمعى طبيعى بين الحزب والجماهير للتعرف على مشكلاتهم وإيجاد الحلول لها وربط أكبر عدد منهم بالحزب والأهداف العامة له، لكن التحرك للانتخابات يحتاج إلى حملة، ولم نبدأ حملة الانتخابات بعد، ولم نقرر متى تبدأ، ونحن فى مرحلة الاستعداد لها. * قيل إن نسبة تغيير المرشحين للحزب فى الانتخابات المقبلة ستصل إلى 20%.. هذا هذا صحيح؟ لا أعرف هذه النسبة حتى الآن؛ لأن التقارير ستصل الأسبوع القادم، وحتى اليوم اللجان التى شكلت لتقييم النواب، سواء اللجنة المركزية من الهيئة البرلمانية أو اللجان التى شكلت على مستوى المحافظات لم ترسل تقاريرها المجمعة بعد. * ما رأيك فى أداء نواب الحرية والعدالة خلال فترة المجلس الماضية؟ بعض النواب كان أداؤهم متميزا، ونواب آخرون صعب الحكم على إمكاناتهم، لأن قصر الفترة لم يكن يعطى الفرصة لاكتشاف المواهب، ومن الصعب أن نحكم على الناس أو نظلمهم على أدائهم، لأن البعض يتهمنى بأننى لم أعطه الفرصة حتى يظهر مواهبه، ومن ثم أعتذر عن إجابة هذا السؤال تفصيليا. * لو حصل حزب الحرية والعدالة على أكثرية.. هل سترشح نفسك رئيسا للمجلس حتى ولو كنت حينها رئيس حزب الحرية والعدالة؟ لا يوجد ما يمنع أن أكون رئيسا للحزب وفى الوقت نفسه رئيسا لمجلس الشعب أو رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية لا يوجد فى التقاليد الديمقراطية مانع، لكن أحب أن أؤكد أن قرار الترشح للحزب قرار شخصى يمارس حقه اللائحى، وهو متاح لكل الأعضاء العاملين فى الحزب، لكن قرار الترشح للانتخابات هذا قرار حزبى يتخذه الحزب ولا يتخذه الأفراد، فإذا ما أراد الحزب أن يرشح س أو ص كلنا سيحترم القرار، أما أنا فأمارس حقى الشخصى مثل أى شخص فى الترشح لرئاسة الحزب، أما القرار الثانى يمكن أن يرى الحزب أن لا أترشح أصلا. * ماذا اختلف فى الكتاتنى رئيس مجلس الشعب عن الكتاتنى أمين عام حزب الحرية والعدالة؟ ليس هناك اختلاف، لكن الإنسان يمكن أن يجد فى حياته مطبات يؤدى فيه حسب المهمة ومهمتى -كأمين حزب- أركز على حزب الحرية والعدالة فقط دون غيره من الأحزاب وأبرزه وأنميه وأدافع عنه، لكن حينما كنت رئيسا لمجلس الشعب كنت أقف على مسافة متساوية بين الأحزاب حتى أقصى الأحزاب التى تختلف مع حزب الحرية والعدالة فى الرؤية كان يأخذ حقه وفقا للائحة؛ لأنه هكذا يجب أن يكون موقع رئيس مجلس الشعب، يمكن أن يكون رئيس المجلس حزبيا ولكن لا ينبغى أن يكون متحزبا لأن هذه هى الحياة السياسية. * هل ترى أن الارتباط بين الحزب والجماعة إيجابى، أم مطلوب أن ينفصل الحزب عن الجماعة بشكل كامل؟ هذا الأمر فيه لبس؛ فحزب الحرية والعدالة مستقل فعلا عن جماعة الإخوان فى قراراته وإدارته، لا يوجد تداخل ولا تقاطع، ولكن هذا الاستقلال لا يعنى أن الجماعة لا تدعم الحزب، فالجماعة هى التى أسست حزب الحرية والعدالة ليعبر عن مشروعها السياسى وينافس على الحكم ويصل بمصر إلى الحكم الرشيد، لكنها لا تتدخل فى قرارات الحزب، فقراراته تتخذها الهيئة العليا للحزب، باختصار جماعة الإخوان بمثابة الرافعة الاجتماعية الداعمة والمقوية لحزب الحرية والعدالة فى الانتخابات والمعترك السياسى. * كيف تستعدون لانتخابات المحليات؟ نحن نعد كوادر وأفرادا من الرجال والنساء من داخل الحزب وخارجه، لأن قاعدة المحليات كبيرة جدا، ونحتاج لأعضاء من الحزب ومن غيرهم لندربهم لخوض هذه التجربة وسنخوض الانتخابات فى كل الدوائر.