واصلت إثيوبيا استفزازها للشعب المصري، وفضحها لعجز نظام عسكر 30 يونيو، حيث أعلنت أديس أبابا الانتهاء من "63%" من أعمال بناء السد، بينما كشف مسئول إثيوبي رفيع أن "3119" منظمة دولية ومحلية تشارك في بناء السد. وتأتي هذه التطورات في ظل تجاهل إثيوبيا للطرح الذي تقدم به سامح شكري وزير الخارجية بحكومة عسكر 30 يونيو، خلال محادثاته الأسبوع الماضي مع نظيره الإثيوبي ورقينه جبيو، في زيارة له إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حول وساطة البنك الدولي في الأزمة، كطرف ثالث له رأي محايد وفاصل يشارك في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة؛ لما يتمتع به من خبرات فنية واسعة، ورأي فني يمكن أن يكون ميسرا للتوصل إلى اتفاق داخل أعمال اللجنة الثلاثية.
وبحسب مراقبين فإن التجاهل الإثيوبي يحول دون تحقيق المساعي المصرية الرامية لإدخال البنك البنك الدولي كوسيط رغم تقليل عديد من الخبراء لمثل هذه الخطوة باعتباره غير مجدية ولا تحقق الأهداف المرجوة منها؛ لأن توصيات البنك الدولي باعتباره وسيطا غير ملزمة للأعضاء ما يجعل الطرح فارغا من مضمونة ولا يستحق العناء بشأنه.
وطالب البعض بضرورة طرح التحكيم إلى البنك الدولي لا الوساطة إلا أن ذلك يصطدم لا شك بالرفض الأثيوبي المتوقع الذي يستهدف استكمال بناء السد تزامنا مع إطلاق التصريحات المعسولة حتى يكتمل ويصبح أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه.
وحول أسباب التجاهل الأثيوبي يرى مراقبون أن ضعف نظام العسكر في مصر يغري أديس أبابا بالتمادي في سياساتها الاستعلائية لاستكمال بناء السد إضافة إلى أنها لا تريد رقابة من أي جهة على ما تقوم به من إجراءات تخالف القانون الدولي.
استكمال «63%" من بناء السد! وفي السياق ذاته، قالت إدارة مشروع سد النهضة، إنّ مراحل بناء السد وصلت إلى 63%، وتم ملء 9 ملايين متر مكعب من الخرسانة للمشروع الأساسي لسد النهضة، إضافة إلى ملء 11.3 مليون متر مكعب من الخرسانة لسد سادل الفرعي، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإثيوبية.
جاء ذلك خلال مؤتمر وزارة البناء الإثيوبية، عن مراحل بناء السد للصحفيين المحلين والأجانب، حيث يبلغ ارتفاع السد أكثر من 145 مترا فوق سطح البحر، ويبلغ عرضه 1780 مترا.
وأوضح مدير مشروع سد النهضة المهندس سمنجو بقلي، أنه يتطلب ملء 10.1 مليون متر مكعب من الخرسانة للوصول إلى الارتفاع المنشود، موضحا أن عدد العاملين في بناء المشروع من المتوقع أن يرتفع وينخفض، وعدد العاملين وصل في وقت سابق إلى 13 ألفا. وزاد بقلي: "يشارك حاليا 9 آلاف شخص في البناء، والسبب الرئيسي لانخفاض عدد العاملين، هو أن ارتفاع السد من وقت لآخر، أدى إلى انحدار موقع البناء، ما أدى أيضا إلى انخفاض القوى العاملة والأجهزة".
ونقلت وكالة الأنباء الأثيوبية عن الرئيس التنفيذي لاتحاد الجمعيات المسيحية للإغاثة والتنمية الإثيوبية، مششا شوارجا، قوله إن "الاتحاد اشترى حتى الآن سندات بقيمة 50 مليون بر إثيوبي لدعم بناء السد"، مُشيرًا إلى أن إسهام الاتحاد الإثيوبي أقل بكثير من الإمكانيات الهائلة المتاحة للجمعيات الخيرية والمُجتمعات.
وأشار الرئيس التنفيذي أيضًا إلى أن شراء السندات أُجري بطرق عشوائية وغير منظمة، ما يحِدّ من مستوى تأمين الدعم المطلوب في شراء السندات. وأفاد مششا بأن هناك "3119 منظمة دولية ومحلية وغير حكومية تعمل على بناء السدّ"، مُضيفًا أن "الجمعيات الخيرية والمجتمعات العاملة في إثيوبية ستواصل دعم الجهود الوطنية لاستكمال بناء السد بطريقة مُستدامة". من جهتها، قالت السكرتيرة التنفيذية لمكتب المجلس الوطني، السيدة رومانتسفابي، إن شعب إثيوبيا هم أصحاب سد النهضة، داعية الجمعيات الخيرية والمجتمعات التي لديهاالملايين من الأعضاء إلى زيادة دعمها. ومن المتوقع أن يجري المجلس الوطني تنسيق المشاركة العامة في بناء سد النهضة نقاشًا مُستفيضًا مع مختلف منظمات المجتمع المدني والمكاتب الحكومية ووسائل الإعلام بشأن زيادة توسيع الدعم المُقدّم لبناء السد.