بمثابة صرخة من الغائبين عن "منتدى شباب العالم"، وبالتوازي مع انطلاق فعاليات "منتدى شباب العالم" في شرم الشيخ، أطلق مجموعة من الشباب حملة باسم "منتدى شبابنا" علي الإنترنت، لدعوة جميع الشباب للتعبير عن رأيه بكل حرية ووضوح. وأعلن «منتدى شبابنا» عن جدول أعماله الذي سينطلق مساء اليوم، 5 نوفمبر عبر صفحة المنتدى الرسمية على «فيسبوك»، وستكون ورشة شباب المعتقلين ثابتة طوال أيام المنتدى، وجاء الجدول كالتالي:
المحور الأول قضايا شبابية مصرية وعالمية، وسيحتوي هذا المحور على جلستين؛ الأولى للأمن القومي والإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين، أما الثانية فتكون مساهمة شبابنا في حفظ السلام ومنطقة النزاع (الاتفاقات والتنازلات الدولية).
المحور الثاني الاقتصاد وريادة الأعمال، وسينطلق هذا المحور في 6 نوفمبر ويحتوي على 3 جلسات، الأولى ريادة الأعمال وتوظيف طاقات الشباب في التنمية المستدامة، والثانية الاقتصاد والاستثمار، والثالثة المشروعات.
المحور الثالث الإعلام والتعليم والثقافة، وستكون هناك 4 جلسات الأولى؛ لائحة تنظيم الإعلام، والثانية الإعلام وحرية التعبير، والثالثة الحرية في الإبداع والتعبير، والرابعة جلسة التعليم.
المحور الرابع اضطهاد وقمع قادات المستقبل، وسيحتوي هذا المحور على جلسة الممارسات غير القانونية ضد الحقوق والحريات، المنع من السفر، الاعتقال السياسي والاختفاء القسري.
المحور الخامس المجتمع المدني والدستور والبرلمان، ويضم هذا المحور جلستين الأولى؛ وضع مجتمعنا المدني وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان، وجلسة الدستور والبرلمان. وفي 10 نوفمبر، ستكون هناك المشاركة والتوصيات والتجميع.
وعن توقعاته لمدى نجاح «منتدى شبابنا» على أرض الواقع، توقع دكتور «كمال مغيث» الباحث بالمركز القومى للبحوث أن يحقق المنتدى صدى واسعًا خاصة أنه يطرح قضايا واقعية، فيما يهتم القائمين على منتدى شباب العالم ب«المظهرية والبروباجاندا».
ويؤكد «مغيث» أن الشباب المصري يعاني من عشرات المشاكل التي تحتاج إلى حلول، فهناك مشكلة البطالة، والشباب المعتقلين والمختفيين قسريًا، وغيرها من الأمور التي يتم التعتيم عليها وتجاهلها، فيما تم إعداد بروباجاندا ضخمة لمنتدى شباب العالم، ولكن لم يتم الكشف عن أي أمور خاصة به، وتم التحضير له في غيبة عن الرأي العام والتنوير.
وتساءل الخبير التربوي عن بعض الأمور الخاصة بمنتدى شباب العالم، وقال: «من المسئول عن تمويل المنتدى الضخم؟ وما العائد من إنفاق ملايين الجنيهات على الشباب القادم من الخارج؟ وكيفية اختيار شباب العالم المشارك في المنتدى؟ وما الهدف من ذلك؟».
الناشط السياسي حازم عبد العظيم قال فى تصريحات صخفية، إن «منتدى شبابنا" فكرة ذكية جدًا وفي توقيت مثالي». وأكد «عبد العظيم» أن الشباب من حقه أن يعبر عن رأيه ويناقش المواضيع والقضايا التي تهمه وتخص الرأي العام، وهو الأمر الذي دفعهم لإطلاق «منتدى شبابنا» بالتوازي مع المنتدى الذي أطلقه عبد الفتاح السيسي، من أجل العمل على إظهار الحقائق.
خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، ورئيس تحرير موقع «البداية»، قال إن: «منتدى شبابنا" هو محاولة لمناقشة الرأي المختلف.. الرأي الذي لم يُطرح. وهذا وضع صحي أن يتم الرد على جميع الإدعاءات والوضع السياسي الذي نعيشه من كبت الأصوات لحجب المواقع الإلكترونية وغيرها من الأمور، وذلك على عكس الدعاية التي يقوم بها منتدى شباب العالم في شرم الشيخ».
يشار إلى أنه مؤتمر السيسي يستضيف 3200 شخص من مختلف بلدان العالم، تتحمل مصر 100% من مصروفاتهم بداية من الطيران والإقامة في أفخم فنادق شرم الشيخ، تصل تكلفة الفرد حوالي 5 آلاف دولار خلال هذا الأسبوع بما يوازي 90 ألف جنيه مصري، بإجمالي مصروفات 288 مليون جنيه.
يضاف إلى ذلك تكلفة الدعاية والمطبوعات والأغاني والتأمين والمنظمين بتكلفة تقترب من 60 مليون جنيه، فيصبح الإجمالي 350 مليون جنيه.
فيما يعتبر الخبير الاقتصادي محمد كمال عقدة إن المنتدى ليس له أي جدوى اقتصادية، وإنه مجرد فسحة للشباب المشارك في المنتدى على حساب المواطن البسيط.
وأضاف في تصريحات صحفية أن المؤتمر يتحدث عن التنمية والسلام في حين تتراجع مؤشرات مصر فيهما عالميا.
بينما يروج قائد الانقلاب وأذرعة إلى أن منتدى شباب العالم يعد قفزة نحو التقدم وتبوء مصر مكانة دولية تُعيدها لعصر الريادة، فإن الخبراء يؤكدن أن لا جدوى من المؤتمر على أرض الواقع، وأن توصياته ستكون مثل سابقيه من مؤتمرات شبابية مجرد حبر على ورق، وأن المكسب الوحيد سيكون لقائد الانقلاب بعمل بروباجندا له قبل انطلاق ماراثون هزلية الانتخابات الرئاسية.
ويتساءل المراقبون عن جدوى المنتدى وهناك نحو 60 ألف معتقل، لا يقل عدد الشباب فيهم عن نصفهم، ويتساءلون عن جدواه السياسية في ظل تأجيل انتخابات المحليات على الرغم من مرور نحو 5 سنوات من الانقلاب وفترة رئاسية كاملة في عهد المنقلب دون إجرائها. واتخذ المؤتمر شعارا يعبر عن مدى الحرية التي تتمتع بها أي دولة، لكنه في الحقيقة عبارة عن مكلمة لا يتحدث فيها أحد إلا بحساب دقيق لكلماته، أما غيرهم فلا يستطيع التحدث؛ لأنه إن تحدث فسيكون مصيره الموت أو الحبس، أو تطالبه الأذرع الإعلامية بأن يخرس أو يترك البلد ويهاجر.
ويطالب الشباب بأن يكون لهم فرصا كفرص "الشباب الموالين" لكي يتحدثوا، لكنهم يتراجعون خوفا على أنفسهم ويكتفون بالحديث مع أنفسهم خلف الجدران في دولة الخوف، وشبه الدولة كما سماه السيسي بنفسه.