شن عدد من السياسيين هجوما حادا على الكاتب إبراهيم عيسي؛ بسبب المقال الذي نشره اليوم بجريدة "التحرير"، والذي أطلق فيه مبادرة لتكريم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لمشاركته في حرب أكتوبر، كما طالب عيسى بإيداع الرئيس السابق إحدى المستشفيات ليقضي فيها ما تبقى له من عمر، بدلا من أن يكون داخل سجن طرة، وذلك باعتباره– وفقا لقوله– آخر قيادات حرب أكتوبر الباقين على قيد الحياة. وفي تعقيبه على مبادرة عيسي، قال د. محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، في تصريح ل"الحرية والعدالة": إن الرئيس المخلوع ارتكب جرائم فاحشة لا تعد ولا تحصى في حق الشعب المصري والوطن طوال ال 30 عاما التي حكم فيها، وهو ما أدى إلى ما انتهى حاله إليه بعد أن حكم عليه القضاء بالسجن، مطالبا باحترام أحكام القضاء وإعلاء سيادة القانون، ولا ينبغي تجاوز ذلك. وتساءل مجدي أحمد حسين رئيس حزب العمل الجديد: كيف يخرج شخص كإبراهيم عيسي ويطالب بالسماح للمخلوع بأن يقضي ما تبقى له من عمره داخل إحدى المستشفيات. وأضاف: "المخلوع لم يكن أحد أبطال حرب أكتوبر، فلم يكن من المبادرين والمخططين لها، وإن كان أحد أبطالها كما حاول أن يصور ذلك للشعب المصري، فهذا لا يعطيه على الإطلاق الحق في قتل المتظاهرين، ونهب ثروات البلاد وخيراتها". لافتا إلى أن مقال عيسي يؤكد أنه كان يكتب تحت مظلة ورعاية النظام البائد، لافتا إلى أنه كانت له مقالات سابقة قبل الثورة، ناصر فيها وأيد الرئيس المخلوع ضد نجله جمال، وأيد عمر سليمان ضد جمال، وبالتالي فهذه المقالة كاشفة له ولنواياه. وانتقد تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، ما دعا إليه عيسي قائلا: "نحن نرفض ذلك جملة وتفصيلا، لأننا نرى أن مبارك أخفى الكثير من الحقائق عن حرب أكتوبر، وحاول اختزال النصر في شخصه، باعتباره مفجرا حرب أكتوبر، ولذلك يجب محاكمته على طمس محطات تاريخية هامة ومحاسبته على ذلك". وقال الدكتور صفوت عبد الغني رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية: إن ما ارتكبه المخلوع في حق الشعب المصري جرائم لا تغتفر، بغض النظر عن دوره في حرب أكتوبر، والقانون يجب احترامه وتفعليه، وأن يأخذ مجراه بشكل طبيعي، خاصة أن الرئيس السابق قتل الثور، وسرق ودمر البلاد، وجعل مصر على حافة الهاوية، وارتكب جرائم بشعة تمت محاكمته عليها. وأضاف: "إبراهيم عيسي عودنا على التناقضات الغريبة والحادة في شخصيته، والمخلوع له فضل عليه، خاصة حينما عفا عنه، وبالتالي فيبدو أن عيسى يقوم برد الجميل للمخلوع، لكن لا يمكن أبدا أن يكون ذلك على حساب الشعب أو القانون، وتاريخ عيسي معروف للجميع، فعلاقاته مشبوهة، وآرائه المتناقضة أسقطت قيمته، لكن لا يجب أن نهتم بشخصه ولا بما يقوله؛ لأنه ليس صاحب مبدأ أو قضية إلا معادة الإسلاميين".