بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحصد أزمات جديدة في ولاية رئيسها الحالي دونالد ترمب، ففي الوقت الذي يسعى فيه ترمب لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديدة، ورعاية النزاعات الخليجية والحرب التي يشنها دول الحصار على قطر، فوجئ ترمب بنغمة جديدة من قبل عدد من دول الجوار، وعلى رأسها كوريا الشماليةوفنزويلاوإيران. حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، واشنطن من العودة إلى سياسة فرض العقوبات، مؤكدا أن إيران يمكنها العودة إلى وضع ما قبل المفاوضات النووية في غضون ساعات وفي ظروف أكثر تطورا.
وأضاف روحاني، في كلمة خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي، اليوم الثلاثاء، حول برنامج حكومته الجديدة، أن "الاتفاق النووي ليس الخيار الوحيد لإيران، وأنها سترد بشكل يتناسب مع نقض أمريكا لتعهداتها في الاتفاق النووي".
وقال روحاني إن "الرئيس الأمريكي يتهم إيران بنقض روح الاتفاق النووي، في حين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيدت في سبعة تقارير أن إيران نفذت الاتفاق النووي بشكل كامل".
وأوضح روحاني أن إيران لا تعتبر الاتفاق النووي تهديدا ضد الآخرين ولا استسلاما، مضيفا: "الاتفاق النووي، هو اتفاق متوازن يصب بمصلحة جميع الأطراف، حيث افتتح طريق التعاون مع العالم".
وتابع الرئيس الإيراني أن الأمريكيين، الذين حاولوا مجددا العودة إلى لغة التهديد، قد فرضوا العزلة على أنفسهم، ومن خلال سياسة الاستعداء قد حرموا أنفسهم من فوائد السلام".
واتهم روحاني إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتجاهل الاتفاقات الدولية، قائلا: "العالم أجمع، شاهد بوضوح خلال الأشهر الماضية أن أمريكا، وخاصة في عهد الرئيس ترامب تتجاهل الاتفاقيات الدولية. وفضلا عن الخروقات المستمرة والمتكررة للاتفاق النووي، فقد نقض جميع الاتفاقيات، من اتفاقية باريس للمناخ إلى الاتفاق مع كوبا، وأثبت للعالم أن الولاياتالمتحدة ليست شريكا جيدا حتى لحلفائها وليست مفاوضا موضع ثقة".
كوريا تهدد بضرب جوام
من ناحية أخرى أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الجيش بأن يكون مستعدا دوما لإطلاق النار إذا ما اتخذ قرارا بذلك، بعد تسلمه خططا لإطلاق صواريخ صوب المنطقة القريبة من جزيرة غوام الأمريكية.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إن زعيم البلاد قال إنه سيراقب أفعال الولاياتالمتحدة لفترة أطول قبل أن يتخذ قرارا بالحرب.
وكانت كوريا الشمالية قالت، الأسبوع الماضي، إنها تضع اللمسات النهائية على خطط لإطلاق أربعة صواريخ إلى المياه الإقليمية لجزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادي، وإن جيشها سيرفع الخطة إلى زعيم البلاد أواسط شهر أغسطس وينتظر أوامره.
وأضافت الوكالة، في تقرير نشر لها اليوم الثلاثاء، أن كيم، الذي تفقد قيادة الجيش يوم الاثنين، ناقش الخطة مع كبار ضباط الجيش، ونقلت الوكالة عن الزعيم الكوري قوله " إذا استمر الأمريكيون في أعمالهم المتهورة البالغة الخطورة بشأن شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، واختبار ضبط النفس لدى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، فسوف تتخذ الأخيرة قرارا مهما مثلما أعلنت بالفعل".
ونقل تقرير الوكالة الرسمية في كوريا الشمالية عن كيم قوله، إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تتخذ القرار الصائب "من أجل نزع فتيل التوتر ومنع وقوع اشتباك عسكري خطير" في شبه الجزيرة الكورية.
بالمقابل، حذر وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الاثنين، من مغبة أي هجوم صاروخي تشنه كوريا الشمالية على أراضي الولاياتالمتحدة، معتبرا أنه يمكن أن يؤدي إلى صراع عسكري واسع النطاق.
وقال ماتيس للصحفيين، في زيارة مفاجئة إلى غرفة الصحافة في البنتاجون: "إذا ضربت الولاياتالمتحدة، فإن هذا يمكن أن يؤدي بسرعة إلى اندلاع نزاع عسكري" واسع النطاق. وأضاف، أن الولاياتالمتحدة ستخوض حربا مع كوريا الشمالية إذا ما أطلقت صواريخها على غوام.
وأضاف أن الولاياتالمتحدة سوف تحرف فورا مسار صواريخ كوريا الشمالية إذا كانت متوجهة إلى غوام، فقال: "سنعرف ما إذا كانت ستتجه إلى غوام خلال لحظات". وأضاف "أعتقد انهم ذا اطلقوا صواريخ على الولاياتالمتحدة، فإن هذا قد يتصاعد إلى حرب شاملة بسرعة كبيرة".
وعلى الجانب الأخر، أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الاثنين، بإجراء مناورات عسكرية في سائر أنحاء البلاد يومي 26 و27 أغسطس الجاري، وذلك ردا على تهديدات نظيره الأمريكي دونالد ترمب بعدم استبعاده التدخل عسكريا لحل الأزمة في فنزويلا.
وأعلن مادورو أمام آلاف من أنصاره في كراكاس "لقد أمرتُ رئاسة أركان القوات المسلحة بالبدء بالتحضيرات للأزمة وإجراء مناورات وطنية مدنية وعسكرية للدفاع المتكامل عن وطننا فنزويلا". وقال مادورو إن مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قدموا له صورة غير صحيحة بشأن الوضع الحقيقي في فنزويلا، مضيفا "أريد أن أتحدث عبر الهاتف مع السيد ترمب كي أقول له إنهم يخدعونك يا ترمب.. كل ما يقولونه لك عن فنزويلا كذب. إنهم يدفعونك من أعلى جرف".
وتظاهر آلاف من أنصار الحكومة الفنزويلية في العاصمة كراكاس للتنديد بتصريحات ترمب حاملين شعارات مناهضة للولايات المتحدة.
ويشار إلى أن تهديدات ترمب لفنزويلا أثارت غضب دول عدة في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك وكولومبيا والبيرو.
وكان ترمب صرح الجمعة الماضية بأنه لا يستعبد الخيار العسكري إذا دعت الضرورة إلى مواجهة الأزمة في فنزويلا التي تمر بمشاكل اقتصادية واضطرابات سياسية وأمنية أدت إلى مقتل أكثر من 120 شخصا منذ أبريل/نيسان الماضي.