تحولت الدفة بين ليلة وضحاها، فبعدما كانت دول الحصار وعلى رأسها السعودية والإمارات في موقف المهاجم لقطر بزعم تمويل الإرهاب، أصبحت الآن دول الحصار خاصة الإمارات في موقف المدافع الذي ينفي ليل نهار صحة ما تداولته وسائل الإعلام العالمية عن مسئولين أمريكيين بأن الإمارات تعاقدت مع متعاونين لها لقرصنة وكالة الأنباء القطرية. ونقلت قناة "إن بي سي" الأمريكية عن مسئولين أمريكيين، صحة التقارير عن قرصنة الإمارات العربية المتحدة وكالة الأنباء القطرية (قنا). ونقلت القناة عن مسئول أمريكي استخباراتي أن واشنطن ترى أن الإمارات مسئولة عن قرصنة الوكالة، وأنها استخدمت متعاقدين خاصين لتنفيذ العملية. الإمارات تتعاقد مع قراصنة روس يشتبه المحققون الأمريكيون في أن "عملية اختراق" وكالة الأنباء القطرية التي وقعت قبل أيام يعود مصدرها إلى قراصنة روس هم من "وضعوا تقارير إخبارية مفبركة" أسهمت في الأزمة التي تطورت بين قطر وبلدان أخرى إلى قطع العلاقات، حسب ما علمته CNN من مسئولين أمريكيين اطلعوا على التحقيق. وتشير المعلومات الأولى التي حصلت عليها CNN، إلى أن قراصنة روس كانوا وراء هذه "التقارير المفبركة"، حسب بحث يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أرسل فريقا من المحققين إلى الدوحة لمساعدة الحكومة القطرية في القضية، إلى جانب الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا. وأبلغ مسئولون أمريكيون قناة "أن بي سي" أن فبركة المعلومات عن قطر تهدف للإضرار بعلاقاتها مع واشنطن. كما أكدوا أن المعلومات عن دفع دولة قطر فدية لتحرير صيادين قطريين كانوا مخطوفين في العراق هي معلومات مفبركة. وكانت صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا الاثنين الماضي ينقل عن مسئولين في المخابرات الأمريكية أن دولة الإمارات هي التي قرصنت حساب وكالة "قنا" في 24 مايو الماضي، وذكرت الصحيفة أن مسئولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق قبل تنفيذه بيوم واحد. وجاءت معلومات الصحيفة الأمريكية لتؤكد ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي جرت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بشأن عملية الاختراق، وأكدت تلك التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش نفى صحة ما ورد في الصحيفة الأمريكية أكثر من مرة، وأصبحت الإمارات في موقف المدافع بعدما كانت تستعرض عضلاتها على دولة قطر. قطر تتوعد وأمريكا خائفة قطر من جانبها أعربت عن أسفها لما نشرته "واشنطن بوست" من ضلوع الإمارات في جريمة القرصنة، وأكدت أنها ستلاحق مرتكبي هذه الجريمة في المحكمة الجنائية الدولية. ويعد هذا التورط المفترض لقراصنة روس يزيد مخاوف الاستخبارات الأمريكية ووكالات إنقاذ القانون من أن تستمر روسيا في محاولة القيام بهجمات رقمية على حلفاء الولاياتالمتحدة، شبيهة بالهجمات التي استُخدمت خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة. ويرى مسئولون أمريكيون أن هناك أهدافا روسية وراء البحث عن التصدع بين الولاياتالمتحدة وحلفائها، إذ يشتبهون في قيام مجموعة من نشطاء الإنترنت الروس عبر استخدام أخبار مفبركة بمحاولة التشويش على الانتخابات في فرنسا وألمانيا ودول أخرى. غير أنه، حتى الآن، لم يتبين هل وصل المحققون الأمريكيون إلى أن مصدر الهجوم على وكالة الأنباء القطرية يعود إلى منظمات روسية إجرامية أو مصالح الأمن الروسية التي لاحقتها اتهامات كبيرة حول قرصنة الانتخابات الأمريكية، يؤكد أحد المسئولين، مشيرًا إلى أن الكثير ممّا يحدث في روسيا يقع دون رعاية الحكومة. وقالت متحدثة باسم السفارة القطرية في واشنطن إن التحقيقات جارية وسيتم إعلان نتائجها للعموم في وقت قريب، فيما سبق لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن صرّح أن "إف بي أي" أكد لقطر وقوع "اختراق ووضع أخبار مزورة في وكالة أنبائها الرسمية".