دعا الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، كل القوى السياسية والشعبية إلى تبنى سياسة الإنصاف في الآراء، خاصة فى هذا الوقت الذي تتسم فيه البيئة المصرية في الوقت الحالي بالاستقطاب والإقصاء والترصد والوصاية والتخوين. وقال عبد الفتاح، فى مقال له بجريدة الوطن: إن التوازن يجعل الإنسان قادرا على أن يتجنب المواقف الحادة والمتطرفة، إلا فيما يتعلق بالوقوف ضد الحدة والتطرف القادم من آخرين ، مشيرا إلى أن هذا لن يكون بسبب معارك شخصية مع أحد بقدر ما هى تهدف إلى تحقيق التوازن والتذكير بأن مصالح الوطن أسمى من مصالح أى من أجزائه. وأوضح عبد الفتاح أن الإسلاميين عليهم أن يصلحوا السياسة بأخلاق الدين، ولا يفسدوا الدين بانتهازية السياس،كما دعاالليبراليين إلى أن يصلحوا أحوال مصر بالتعلم من الغرب فعندهم ما نتعلمه، ولا يجعلوا مصر عرضة لضغوط الغرب فعندهم ما نخشاه. وأضاف عبد الفتاح أن المصريين إلى سيتمردون بشدة على أى محاولة لفرض «التدين» عليهم، محذرًا السلفيين أن يفتنوا الناس عند إجبارهم على فرض التدين عليهم. واستشهد عبد الفتاح بكلام الشيخ الغزالى حين قارن بين دستور حزب التحرير الذى كتبه تقى الدين النبهانى وبعض مؤيديه، الذى كان مليئا بالآيات القرآنية والأحاديث ودستور عام 1923 الذى تأثرنا فيه بالدستور البلجيكى، وكان تعليق الشيخ الغزالى، رحمه الله، أن دستور عام 1923، رغما عن أنه لم يكن فيه ذكر للآيات والأحاديث على الإطلاق، وإنما اكتفى فقط بالتذكير بأن دين الدولة الرسمى هو الإسلام، كان دستورا أكثر اتساقا مع الشريعة الإسلامية فى مقاومته لاستبداد الحاكم ووضعه تحت مراقبة الجماهير من دستور النبهانى الذى كان يصنع استبدادا من نوع جديد تحت حجة الدفاع عن الشريعة الإسلامية. ودعا معتز بالله أعضاء الجمعية التأسيسية أن يفكروا جديًا فى أن يكون الدستور الذى يصوغونه مؤقتا بفترة محددة حتى تهدأ النفوس وتنخفض نبرة العداء والاستعداء، مؤكدًا أن البيئة السياسية الحالية غير مهيأة لدستور دائم، لافتا إلى أن العديد من الدول احتاجت لأكثر من عقد من الزمن لكتابة دستورها، بسبب استقطاب كالذى يعيشه المصريون حاليًا. واختتم عبد الفتاح بقوله "كتابة الدستور فعل سيادى، والسيادة للشعب وحده كما استقرت التقاليد الدستورية المصرية، لذا لا نسمح لأجنبى أن يتدخل فيه، ولا نسمح لأن يكون دستور فئة دون فئة أخرى."