لا يمكن وصف تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم، حول الأزمة القطرية إلا بالبجاحة والبلطجة؛ حيث أعلن عن استعداد بلاده "لتقديم المساعدات الغذائية والطبية لقطر إذا كانت بحاجة إليها"!. فالرياض تمارس البلطجة على قطر، وتقوم عبر صبيانها في المنطقة بحصار الدولة الشقيقة والشعب المسلم، خلال شهر رمضان الكريم، ثم تمنع المعتمرين من قطر من الوصول إلى بيت الله الحرام، رغم أنها لا تفعل ذلك مع إيران نفسها؛ وتمنع تواصل الأسرة الخليجية الواحدة، ثم تعرض تقديم مساعدات!. إذن الرياض تريد قطر المتسولة العاجزة المنزوعة الإرادة والاستقلال، الذليلة الراكعة أمام الرياض، لا قطر المستقلة ذات السيادة العزيزة القوية. كان من الأولى بالرياض ألا تفرض الحصار من الأساس حتى يتم وصول المواد والسلع الغذائية للشعب القطري الصائم بكل حرية كما هو متبع عبر قواعد التجارة الحرة؛ ولكن الرياض تريد أن تفرض إذلالا على القيادة القطرية والشعب القطري، وتفرض وصايتها على دولة مستقلة ذات سيادة، لا لشيء سوى لأنها تدعم حركات التحرر الفلسطيني الرامية لتحرير المقدسات الإسلامية من الاحتلال الصهيوني، كما تدعم تطلعات شعوب الربيع العربي نحو الحرية والديمقراطية. تصريحات الجبير، اليوم الثلاثاء، نقلتها قناة "الإخبارية" السعودية، بعد تزايد الانتقادات للسعودية والإمارات والبحرين لمقاطعة قطر ومحاصرتها، عبر إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية معها منذ نحو 10 أيام. وقال الجبير: "مقاطعة السلطات فى الدوحة ليست حصارا ونحن نطبق حقنا السيادي". وبيّن أن "موانئ قطر ومطاراتها مفتوحة، ونحن لا نمنع إلا الطائرات المملوكة لقطر". وأردف "نحن على استعداد لتقديم المساعدات الغذائية والطبية لقطر إذا كانت بحاجة لها". ومنذ 5 يونيو الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر، فيما خفّضت كل من جيبوتي والأردن تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة. بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عُمان علاقاتهما مع قطر.