"قسم الشيطان الفساد عشرة أجزاء جزء واحد فقط يطوف العالم.. وتسعة أجزاء تدير عصابة الانقلاب في مصر"، هكذا علق أحد النشطاء على برج الأزاريطة النائم، حيث لم يكد المصريون يفيقون من كارثة حتى تصفعهم أخرى، وتنهال الكوارث على هذا الشعب المطحون منذ انقلاب 2013 وإلى الآن، من تردي في الأوضاع المعيشية وفساد استوطن كل شبر. استيقظ سكان الإسكندرية على سقوط برج سكني بشكل مائل على مبنى مقابل له بمنطقة الأزاريطة، مما أصابهم بذهول، فعلى الرغم أن مدينة الإسكندرية اعتادت منذ فترة طويلة على هذه النوعية من الكوارث العقارية، فهل هذه المرة الأمر مختلف؟. احترس العقار بيطوح! من المعتاد أن نسمع عن مبنى سكني انهار بالفعل ويستغرقنا الكلام عن أعداد الضحايا من قتلى ومصابين ومشردين ولكن هذه المرة المشهد مختلف وفي غاية الغرابة فالمبنى المذكور لم يسقط وفي نفس الوقت ليس قائماً فالمبنى مائل ومستند على مبنى مقابل له مما وضع الحكومة والسلطة المحلية في حيرة ، فمن الناحية الهندسية فالأمر معقد والتعامل معه في غاية الصعوبة. وفي تلك الساعات يقف المتخصصين مكتوفي الأيدي أمام هذا الموقف وكل ما استطاعوا القيام به هو أن يقطعوا التيار الكهربائي عن المنطقة بأكملها وأن يوقفوا مد المنطقة بالغاز الطبيعي في مشهد يصور لنا الكم الهائل من العشوائية في ظل انقلاب عسكري أصاب مصر. عند العودة إلى الأرقام والإحصائيات نصدم بتلك الأرقام الخيالية ، فطبقاً لما أوردته التقارير والإحصائيات فيوجد في مصر نحو مليون عقار مهدد بالانهيار والأسباب متعددة ولكن يبقى العامل المشترك والمتربع على قمة هذه الأسباب هو الفساد. حكومة الرشوة كما سجلت الإحصائيات أيضاً وجود 132 قرار رسمي بالإزالة لم ينفذ من تلك القرارات شئ إلى الآن وتكمن الأسباب وراء عدم التنفيذ في كم الرشاوى الهائلة التي تنهال على المسئولين المحليين من دون رقيب بالإضافة إلى افتقار الدولة إلى البدائل. كما وثقت التقارير نحو 680 انهيار للعقارات في أنحاء الجمهورية منذ بداية العام 2016 حتى منتصف أبريل الماضي ، كوارث تتبعها كوارث وكأن الأمر أصبح فريضة على هذا الشعب المستسلم وإلى أن يتحرك هذا الشعب ليفجر بركان غضبه ليسحق كل الفاسدين وليفتك بهذه العصابة المنقلبة المجرمة سيبقى الوضع على ما هو عليه الى ان تنهار مصر بأكملها ووقتها لن توجد مساحة للغضب. وإلى أن يحدث ذلك سيظل هذا الشعب يحيا في دوامة لا تتوقف ينام على كارثة ويصحو على أخرى، وفي النهاية يبقى الأمل معقود على هذا الشعب المستسلم لعله يستفيق من غيبوبته تلك ليحدث هذا التغيير المأمول. نشطاء عن كارثة "برج الأزاريطة المائل".. تحيا مصر عشر مرات شيء طبيعي! من جانبها نددت حركة شباب 6 إبريل، بواقعة ميل عقار مكون من 13 طابقًا بمنطقة الأزاريطة بالإسكندرية. وجاء في تغريدة عبر حساب الحركة على موقع التدوين المصغر "تويتر": "برج الأزاريطة مال، وهايقع ويتدمر ويدمر اللي حواليه، نتيجة محتومة للفساد والجهل والاستبداد". أما عن فزع سكان الشارع الخلفي لشارع الخشخاني بمنطقة الأزاريطة وسط الإسكندرية، فقد جلست الحاجة فادية وأسرتها لتناول وجبة إفطار يوم أمس الأربعاء، وذلك بعد سماعها لخبر سقوط العقار رقم 18. سويعات قليلة وانطلقت مكبرات الصوت تطالب سكان المنطقة بإخلاء المنازل، فهرولت فادية وأسرتها إلى الشارع لتتفاجئ بحالة من الهرج والخوف دبّت بين الجيران. أمام مسجد كبيرٍ، افترشت فادية وجاراتها أرض الساحة الخارجية، فيما بكت إحداهن شاكية من طول انتظارهم في الشارع قائلة: "أنا عندي الضغط والسكر ومياه على الرئة وما اخدناش علاجنا من إمبارح". تروي الحاجة فادية تفاصيل ما حدث فقالت إن سكان العقار المنهار غادروا المنطقة منذ الواحدة من ظهر أمس، لكن العقار انهار قبل الإفطار مباشرة، معلقة: "كلنا طلعنا نجري في الشارع علشان كنا خايفين ومرعوبين". ولم يقتصر الأمر على الشوارع المجاورة لشارع الخشخاني بل تم إخلاء المنطقة بأكملها حسب ما قالته الحاجة فادية، مضيفة: "لحد دلوقتي قاعدين في الشارع ومش عارفين إيه اللي حيحصل". شاهد| "ونش" لإعادة "برج الأزرايطة" المائل لمكانه.. قمة الإعجاز البلحاوي وعن استجابة مسئولي حكومة الانقلاب مع الحادث قالت: "استجابة إيه ما أحنا في الشارع من الساعة 9 بالليل لحد دلوقتي.. ولا حد جه ولا حد اتكلم، فين رئيس الحي؟".