قال بيان صادر عن المستشار نبيل صادق، النائب العام للإنقلاب، إبرام اتفاق مع الإيطاليين سلمت بموجبه الجزء الأول من مستندات التحقيق الخاصة بقضية باولو ريجيني، الذي عُثر عليه مقتولاً في فبراير 2016، وعليه آثار تعذيب، قرب القاهرة، إلى جهات التحقيق الإيطالية، والتي استقبل "نبيل صادق، فريقًا ينوب عنها من نيابة روما، بالقاهرة، يومي الثلاثاء والأربعاء، بناء على دعوة من النيابة العامة المصرية، في إطار التحقيقات المتعلقة بمقتل ريجيني". وتحدث نائب عام الإنقلاب أنه اتفق مع فريق التحقيق الإيطالي استرجاع محتويات كاميرات المراقبة بالمترو الخاصة بقضية ريجيني، قبل نهاية مايو الجاري، ولم يكشف البيان عن توقيت استلام الفريق الإيطالي لمحتويات الكاميرات.
يذكر أنه مر نحو عام وشهرين، على تقدم نيابة روما في طلب المساعدة القضائية الدولي لفريق التحقيق المصري والمؤرخ في 15 مارس 2016".
إلى أن أفرجت السلطات المصرية عن الجزء الأول من المستندات المطلوبة.
وكانت النيابة الإيطالية، طلبت في 15 مارس 2016 من السلطات المصرية "الحصول على محاضر استجواب بعض من ضباط (جهاز) الأمن الوطني، وإدارة المباحث في القاهرة بشأن قضية ريجيني".
انقلابيون ومخادعون
ووفق البيان أبدت النيابتان "إصرارهما المطلق على استمرار التعاون في التحقيقات، حتى التعرف على المسئولين عن خطف وتعذيب وقتل جوليو ريجيني".
وأضاف: "أجرت جهتا التحقيق المصرية والإيطالية تقييمًا عميقًا لمسائل التحقيق المفتوحة وتبادل المعلومات، في ضوء التعاون المستمر بينهما".
وأمس الثلاثاء، وصل "سيرجيو كولا يوك"، النائب العام المساعد الإيطالي، إلى مصر، لبحث قضية "ريجيني".
وفي 14 مارس الماضي، تم عقد أول لقاء بين الطرفين المصري والإيطالي في القاهرة، والثاني في 7 أبريل 2016 بالعاصمة الإيطالية، والثالث في 9 سبتمبر الماضي في روما، والرابع فى نوفمبر الماضي بالقاهرة، والخامس في إيطاليا ديسمبر الماضي.
أمن وطني
وكانت صحيفة لاريبوبليكا، قد اعلنت في 17 مارس الماضي، أن "مختطفو ومعذبو وقاتلو ريجيني هم 10 من كبار الضباط بجهاز الأمن الوطني المصري تم تحديد هوياتهم بدقة".
وفي تقرير سابق للصحيفة نشر في 7 يناير الماضي، انتقدت صحيفة لاريبوبليكا، عرض التلفزيون المصري فيديو ل "ريجيني" يُظهره كجاسوس بعد حذف أجزاء من المقطع الأصلي ووصفته: "لم يحترم روح جوليو ومحاولة للتشويش".
واعتبرت الصحيفة أن الفيديو الذي بثه التلفيزيون المضري أظهر ريجيني مع الرئيس السابق لنقابة الباعة الجائلين ما هو إلا دليل جديد على تورط جهاز الأمن الوطني في قضية مقتله.
غير أنه وخلال زيارة البابا فرانسيس في 29أبريل الماضي، قالت الحقوقية وعضو حزب الوسط نيفين ملك "أسرة ريجيني أرسلت ملف مع البابا ليسلمه للحكومة المصرية يحمل بين طيّاتِه 15 إسم بينهم رجال أمن مع دلالات قوية تُثبت تورطهم في قتل ريجيني".
غير أن حقوقيين مصريين أعتبروا زيارة البابا لدعم السيسي تفريط رسمي أوروبي بدماء "ريجيني". وتوترت العلاقات بشكل حاد بين مصر وإيطاليا، على خلفية مقتل ريجيني (28 عامًا)، الذي كان موجوداً في القاهرة منذ أيلول 2015، وعثر عليه مقتولاً على أحد الطرق غرب القاهرة، وعلى جثته آثار تعذيب.
واستدعت روما سفيرها في مصر، في 8 أبريل 2016، للتشاور معه بشأن القضية التي شهدت اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأمن المصري بالتورط في قتله وتعذيبه.