يبدو أن الرئيس السوداني عمر البشير، بدأ في أخذ منحى جديد في التعامل مع قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، الذي لا يعرف إلا لغة "الرز" و"القوة"، مؤكدا أن بلاده تتحلى بالصبر إزاء مصر رغم ما أسماه "احتلال" أراض سودانية. وشن البشير هجوما حادا على إعلام الانقلاب المصري متهما إياه بالإساءة للسودان رغم "القوة التاريخية" للعلاقات المصرية السودانية، نافيا ما يتردد عن إقامة قاعدة أمريكية على أرض السودان. وقال البشير -في لقاء مع قناة "الجزيرة"، من المفترض أن يبث اليوم الثلاثاء- إن بلاده لم تقم بأي إساءة إلى مصر رغم "احتلال" مصر جزءا من الأراضي السودانية، في إشارة إلى منطقة حلايب وشلاتين التي تعتبرها القاهرة أرضا مصرية. وأضاف البشير أن الإعلام المصري العام والخاص يعمل على الإساءة إلى السودان، وأن بلاده مع ذلك تصبر على هذه المعاملة لأن العلاقات المصرية السودانية تاريخية وروابطها قوية جدا. وتابع الرئيس السوداني: "مصر مستهدفة ونحن مستهدفون، فأي شرخ في هذه العلاقات هو خصم للاثنين، وهو ما يصب في مصلحة أعداء الأمة". وتمر العلاقات السودانية المصرية حاليا بمرحلة توتر نتيجة تصاعد القضايا الخلافية بين البلدين بشأن مثلث حلايب، وسد النهضة، فضلا عن خلافات بشأن قضايا أمنية، وكان من نتائجها إصابة سوداني الأربعاء عندما أطلق الجيش المصري الرصاص على أشخاص ينقبون عن الذهب قرب "وادي العلاقي". فيما رد أحد لواءات برلمان العسكر يحيى كدوانى، قائلا: "إننا ندعو للبشير بالهداية، مضيفا: اعتدنا على تلك التصريحات من حين إلى آخر، ومصر لم تحتل أو تعتدي".
وأضاف كدوانى -فى تصريحات صحفية- أن السودان ومصر كانتا دولة واحدة، وكل الأراضي السودانية بما فيها جنوب السودان كانت تتبع مصر، وأن حلايب وشلاتين جزء لا يتجزأ من التراب المصري.. وفقا لقول نائب برلمان العسكر.