قدم معلق صهيوني بارز تصورا حول "صفقة القرن" التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوصفها صيغة الحل للصراع الفلسطيني-الصهيوني، ورجح أمير أورن، أن يقدم ترامب عرضا لحل الصراع من خلال إشراك كل من الرياض وسلطات الانقلاب وسلطة رام الله، منوها إلى أن هذا العرض متأثر بوصف ترامب كرجل أعمال لديه خبرة في "الاتجار بالأراضي"!. وقال "أمير أورن" المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" إن ترامب والذي يفترض خروجه في جولة شرق أوسطية في 23 مايو تشمل السعودية ثم كيان العدو الصهيوني، سوف يحمل في جعبته الكثير من الصفقات "العقارية"، المتعلقة بتبادل أراض بالمنطقة، وتأجير مناطق أخرى، على حد قوله.
وأوضح أن الفكرة قديمة، عمرها 45 عاما على الأقل، لكن الظروف الآن باتت مواتية لدفعها، مضيفًا: "في السعودية، محطة ترامب الأولى، يقترب الأمير الصغير محمد بن سلمان من العرش، الجيل الجديد في بيت سعود، المندفع في سعيه لكبح النفوذ الإيراني في المجال المحيط بالمملكة من العراق وصولاً لليمن، يتوقع أيضًا أن يعيد اقتراحًا مجمدًا لتبادل الأراضي يشمل الكثير من الدول، وفقًا لسابقة الحدود السعودية والأردنية".
أوطان للبيع!
يفترض ترامب وتابعه السفيه السيسي، أن على الفلسطينيين أن يتنازلوا عن وطنهم، وأن يقبلوا بوطن آخر حتى لو كان جزءا من فلسطين مشمول به، من الناحية الوجدانية والعاطفية، أغلب الشعب الفلسطيني ينظر إلى الوطن العربي على أنه وطنه، لكن الواقع الإداري ومواضيع السيادة تبقى محترمة فلسطينيًا ما دامت الوحدة العربية غير متحققة.
معظم أبناء الشعب الفلسطيني يعتبرون أهل مصر أهلهم، والأحزان والأفراح مشتركة، ولا تمييز بين عربي وآخر، لكن لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل بديلا عن وطنه.
يقول الكاتب والمحلل الفلسطيني "عبد الستار قاسم" :"الأوطان ليست للمقايضة والمساومة، ولا موضوع تنازل وتفريط. الأرض هي حاضنة الثقافة والتراث، وهي مسقط الرأس وهي الذكريات، وهي الحياة والممات".
مضيفًا: "السيسي لا يرى كل هذا ويظن أن الوطن مجرد قطعة أرض يمكن مقايضتها أو عرضها في السوق فتباع وتشترى. لقد أخطأ السيسي وذهب بعيدا، فشعب فلسطين لا يتنازل عن وطنه ولن يساوم على الرغم من أن بعض مواطنيه قد دخلوا في لجج المساومات الظلامية، فلا يجب أن يقيس السيسي شعب فلسطين وفق مسطرة المساومين".
وتابع:"مشكلة الشعب الفلسطيني ليست إقامة دولة يا سيسي. مشكلتهم الأولى تتمثل في حق العودة، والثانية في حق تقرير المصير. الذين يتبنون فكرة الدولة يريدون إقامة دولة بلا شعب، والمنطق يقول إن وجود شعب ركن أساسي في إقامة الدولة. يعود الشعب الفلسطيني إلى وطنه أولا، ثم يحصل على حق تقرير المصير. وإذا قرر الشعب بعد عودته أن مصيره يتطلب إقامة دولة على سيناء، فسيبعث بطلب إلى الشعب المصري للتنازل عن سيناء أو جزء منها لإقامة الدولة. وإن شاء الله سيرفض الشعب المصري الطلب ويرد على الفلسطينيين بأن عليهم تحرير وطنهم".
جزار رفح
ويمضي "قاسم" بالقول: "إذا كان السيسي يتألم بآلام الفلسطينيين، فليتفضل بفتح معبر رفح أمام المرضى وطلاب الجامعات والموظفين الذين يعملون خارج قطاع غزة. رأفة حامل السكين غير مقبولة، ولا يمكن أن تكون متوفرة. شعبنا الفلسطيني في غزة يعاني كثيرا بسبب عدم مرونة مصر في التعامل مع الأنفاق ومع معبر رفح. إغلاق المعبر يسبب لشعبنا الآلام والأحزان، والعديد من المرضى توفوا بسبب إغلاق المعبر فترات طويلة، والعديد من الطلاب فقدوا مقاعد الدراسة بسبب هذه المأساة. ولا يجوز لأحد أن يبتسم بوجه فلسطين وهو يحمل ساطورا يجز الرقاب".
وتابع:"تشكل الأنفاق شرايين حياة بالنسبة لغزة، وهي تريح الناس أخلاقيا من حيث أنها تمكنهم من شراء البضائع المصرية بدل الإسرائيلية. الأنفاق نافعة اقتصاديا ومعيشيا لأهل مصر ولأهل غزة، وبالرغم من ذلك خضعت مصر للضغوط الخارجية وأصرت على تدمير الأنفاق".
وأوضح: "لذا، الرجاء من السيسي أن يترجم تعاطفه مع الشعب الفلسطيني عمليا وميدانيا، بدل أن يطالبهم بإدارة ظهورهم لوطنهم فيتحملون الخزي والعار عبر التاريخ".