فيما ينشغل الصريون بمحتوى الحلقة الأولى من برنامج "سما المصري" الديني، ويترقبون حفل أضواء المدينة الذي تحييه "أنغام وجسار" الخميس بشرم الشيخ، ويطالعون الحفلات الثلاث الراقصة في منزل ابنة "الزعيم الراحل"، الذي نظمته إحدى المدارس الثانوية لتخريج طلابها، والثالثة التي رقص بها مدير المدرسة القومية بالمعادي.. ووسط الفرحة العارمة بثلاثية "توجو"، والجدل داخل أروقة الزمالك حول "مقدم العقد" المختلف عليه مع المدرب الجديد، والخلافات بين "متعب وفتحي" مع إدارة الأهلي.. في هذه الأثناء يعيش أهالي قرية مصرية شبح الحرق ومرارة الاعتقال ورعب الحصار. القرية اسمها "البصراط".. تقع بمحافظة دمياط، تعاني منذ يومين من حصار كامل واقتحام للبيوت وتهديدات بتفجير المنازل، والسبب: فشل قوات أمن الانقلاب في الوصول إلى قاتلي "خفير أمن الدولة" ويدعى حازم الأمير. الصور لا تكذب، وحجم الدمار الذي أحدثته مليشيات الانقلاب خلال اقتحام القرية، صباح الثلاثاء، لا تخطئه عين. ووسط تعتيم إعلامي موسع، تتصاعد وتيرة الأحداث داخل القرية، من خلال حصار مشدد على مداخل القرية، فيما يحبس الأهالي أنفاسهم؛ في انتظار الخطوة الأخطر التي تعتزم داخلية الانقلاب تنفيذها داخل القرية؛ حيث بدأت في توزيع كميات من البنزين فوق أسطح بعض المنازل، وخاصة في منطقة "عجور" التي تم إخلاء أصحابها، تمهيدا للحرق! نعم، عزيزي القارئ، لا تعد القراءة، فما قرأته في الكرة الأولى صحيح لا يستدعي أن تعيدها مرة أخرى للتأكد؛ فوزارة داخلية الانقلاب تعتزم حرق عدد من منازل القرية انتقاما من أهلها بسبب عدم تسليمهم مجموعة من الشباب ل"تلبيسهم القضية". الأهالي من جانبهم أرسلوا استغاثات تطالب بإنقاذهم من القمع الذي يتعرضون له دون أي جريمة ارتكبوها، مطالبين بحمايتهم من بطش الداخلية التي قررت الانتقام من أهالي القرية ثأرا للمخبر الذي تقول إنه لقي مصرعه، "إثر تعرضه لإطلاق أعيرة نارية عليه من قبل 4 ملثمين، بقرية البصارطة بدمياط، يوم الاثنين، أثناء توجهه لأداء عمله". الأهالي نفوا علاقتهم بالحادث، مؤكدين "رفضهم، بشكل كامل، عمليات القتل وسفك الدماء بحق أي مصري، وعبر بيان صدر عنهم مساء الثلاثاء، استنكروا عملية قتل الخفير النظامي، التي حاول بعض المغرضين إلصاقها بأبناء القرية". وطالبوا، أيضا، بالوصول للقاتل الحقيقي، دون اللجوء إلى الحل السهل باستهداف القرية، وخطف 6 من أبنائها، واتخاذهم رهينة للضغط على الأهالي لتسليم مجموعة من أبنائهم بزعم تورطهم في قتل المخبر الصريع. مطالبهم عادلة؛ الحماية من الرصاص، ومن صوت مجنزرات المدرعات التي لا يتوقف منذ 48 ساعة، إضافة إلى تركيب كاميرات في أنحاء القرية، واحتلال بعض منازلهم بعد إخلائها من أصحابها، إضافة إلى القناصة الذين احتلوا تلك المنازل. وبعد.. فهل يعود الأمن لأبناء القرية؟ أم يتحول رعبهم إلى مأتم كبير إذا نفذت داخلية الانقلاب تهديداتها؟ وهل سيسمع أحد صرخاتهم أم أن صوت"أنغام" وتصريحات"سما" ستكون أعلى؟ اقرأ أيضا: أهالي البصارطة يؤكدون: السلمية سبيلنا في مقاومة الانقلاب بالصور: مليشيات الانقلاب تقتحم "بصارطة دمياط" للمرة الرابعة لليوم الثاني "البصارطة" تحت الحصار وسط تواصل الجرائم