"يجتمعان على كراهية الإسلاميين وجنون العظمة"، كان ذلك وجه الشبه بين الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وخطاب التفويض الدموي الفاشي الذي ألقاه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في 2013، بحسب مراقبين. عقب أدائه اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا وصفه سياسيون بانه نسخة شبيهة بخطاب التفويض العسكري في مصر، وكانت أهم ملامحه الحرب على الإسلام بقوله "سنمحوه من على وجه الأرض".
وردد "ترامب" عبارات على مسامع الأمريكيين من قبيل "انتم فوضتونى وادخلتمونى البيت الأبيض"، وكرر استخدام لفظ "سوف" نحو 22 مرة، كان أهمها عبارات "سوف نقوم ببناء شبكة طرق وكباري"، و" سنحارب الإرهاب سويا".
كما تلاعب بأزمة البطالة وقال "تشغيل الشباب في الأولوية"، وتحدث عن الدم الأمريكي، وعلى غرار السيسي الذي ظل يردد" مسر أولا..تحيا مسر"، تسربت كلمات الجنرال في خطاب ترامب، وقال " نحن نحب أمريكا ..وتحيا أمريكا"!
إعلام السيسي يمتدح الخطاب
أول أوجه التشابه بين خطاب ترامب وتفويض السيسي، نظرتهما للإسلاميين بمختلف توجهاتهم، لا سيما الإخوان المسلمين، فالإسلاميون في نظر ترامب هم الإرهابيون المتطرفون،إضافة إلى مطالبته بقتلهم جميعًا، ومنعهم من دخول أمريكا.
وفور انتهاء الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، من خطابه انهال المديح والثناء عليه من مكرفونات وشاشات إعلام الانقلاب، وردد الجميع عبارة قالها "ترامب" في وقت سابق بان بينه وبين رئيس الانقلاب في مصر "كمياء واحدة".
وكان أول بيت في قصيدة "التطبيل"، من نصيب المحللة السياسة هالة مصطفى، التي زعمت أن إن تيار اليمين المتطرف الذي يمثله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير ظاهر بشكل كبير داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية!
وأضافت في حوارها مع الإعلامي "أسامة كمال"، مقدم برنامج "مساء dmc"، الذي يعرض على فضائية "dmc" المملوكة للمخابرات الحربية، أن خطاب تنصيب ترامب يعبر عن شخصيته الحقيقية، واصفة إياه بالرجل الشعبي الذي استطاع تحريك مشاعر الشعب الأمريكي نحوه.
لقاء ترامب والسيسي
من أوجه الشبه أيضًا بين خطاب تنصيب ترامب وتفويض السيسي، أن كلاهما مصاب بمرض "جنون العظمة" معتبرًا نفسه خليفة الله في أرضه، يسعى فيها وفق ما يراه هو مناسبًا، دون النظر إلى عواقب ما يسعى إليه، وبالرغم من اختلاف خلفية كلا الأسمين، فالسيسي ذو الخلفية العسكرية وترامب ذو الخلفية الرأسمالية، إلا أن هذا المرض قد تمكن منهما بصورة كبيرة.
وفي وقت سابق من العام الماضي تقابل ترامب والسيسي، أثناء زيارة الأخير لأمريكا، وحسب وصف "وليد فارس" مستشار ترامب "العنصري" حرص السيسي على إبداء إعجابه ب"ترامب"، نظرًا للحملة التي سيشنها على ثورات الربيع العربي، وخصوصاً على جماعة الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط.
ونقل مستشار "ترامب" تعهده بتمرير مشروع القرار الحالي المعروض على الكونجرس باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة، لكن الأمر يتوقف في النهاية على الأغلبية التي تمكنه من تحقيق ذلك في غرفتي البرلمان.
وكان واضحاً وقتها أن هناك حالة مغازلة واضحة للسيسي عبر ورقة الإخوان يسعى من خلالها ترامب إلى دخول منطقة الشرق الأوسط ممتطياً ظهر جنرال 30 يونيو، لا سيما بعد الحملة الشعبية التي تعرض لها جراء تصريحاته العنصرية الأخيرة ضد المسلمين.
العنصرية تجتمع مع الغباء
من جانبه هاجم الباحث السياسي، محمد سيف الدولة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد خطاب تنصيبه، والذي وصفه ب"العنصري".
وكتب "سيف الدولة" عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك": "ترامب.. حين تجتمع العنصرية مع الغباء. ثلاثة أديان سماوية وعشرات الأديان الأخرى ومليارات من المتدينين في العالم، ولكن ترامب اختار في خطاب تنصيبه العنصري والوقح أن يضع المسلمين فقط في جملة مفيدة".
وأضاف:"ويتوعد بالقضاء على ما أسماه بالتطرف الإسلامي من على وجه الأرض. هذا الأحمق لا يدرك ما يقول، ولا يدرك تبعاته داخل أمريكا وخارجها".