كشفت وزارة الأوقاف في حكومة الانقلاب عن الملامح الأولية لخطتها في دعم عبد الفتاح السيسي، والتي ستسير عليها الوزارة خلال ال5 سنوات القادمة، وهو ما يعزز التنسيق الأمني بين وزارة أوقاف الانقلاب، وبين جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا) إلى أقصى درجات التعاون، وذلك في عهد الوزير محمد مختار جمعة، الذي شغل منصبه منذ انقلاب يوليو 2013، وحافظ عليه في جميع التغييرات والتعديلات الوزارية، بحسب مراقبين. وأخذ جمعة على عاتقه توحيد خطبة الجمعة، ومنعها في الزوايا، واقتصارها على الخطباء الأزهريين والمصرح لهم، ومنح مفتشي الوزارة "الضبطية القضائية" لمراقبة المساجد، وضبط المخالفين لتعليمات وقرارات الوزارة.
وكشف أئمة ودعاة وخطباء عن تعرضهم لمضايقات من جهاز الأمن الوطني، وإشرافه على ملفات جميع المنتسبين للوزارة؛ من خلال التنسيق مع جميع إدارات الأوقاف على مستوى الجمهورية، التي يوجد فيها أكثر من 110 آلاف مسجد.
وزعمت الوزارة أنها تهدف من وراء هذه الخطة ، إعادة تشكيل الوعي المستنير، وترسيخ الانتماء الوطني، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتحفيز الرغبة في العمل و الإنجاز والإسهام الحضاري، وإعلاء وترسيخ القيم الأخلاقية، وبناء الشخصية السوية الواعية القادرة على التعايش السلمي مع النفس والآخر.
"جمعة" مسجل خطر
من جانبه أكد المحامي نبيه الوحش أن محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب "مسجل خطر" منذ عام 1992.
وقال الوحش، في حوار له مع برنامح "انفراد" على فضائية "العاصمة": "تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد محمد مختار جمعة قبل أن يكون وزيرا، ولكن تم وضعه في الثلاجة".
مشيرا إلى أنه ذهب إلى مكتب نائب عام الانقلاب السابق هشام بركات، وطالبه بتحريك البلاغ والتحقيق مع مختار جمعة فيما جاء بالبلاغ من نهب للمال العام.
وسائل تنفيذ خطة "النفخ"
وكشفت وزارة أوقاف الانقلاب أن خطبة الجمعة، والدروس والندوات والمحاضرات، والتناول الإعلامي مسموعًا ومرئيًا، والتناول الصحفي من خلال المقالات والحوارات والتحقيقات، والنشر والتواصل الإلكتروني، والتأليف والترجمة والنشر، ستكون وفق خطة دعم سياسيات نظام السيسي.
وأكدت أنه من المقرر أن يكون موضوع خطبة الجمعة هو قضية تخص سياسات النظام بما يصاحبها ويدور حولها من بعض مقالات الكتاب ورؤى المفكرين والمثقفين وتناول وسائل الإعلام المختلفة ، وبما يخلق أو يشكل وعيًا عامًا بالقضية.
وعن مرونة خطة "النفخ"، شددت أوقاف الانقلاب على أن الخطة لن تغفل أمر الطوارئ والمستجدات والمتغيرات، بحيث سيتم تخصيص الخطبة الثانية لمعالجتها في حدود ما تقتضيه وتحتمه طبيعة كل ظرف على حدة، كما ستتم معالجة هذه المستجدات والقضايا الطارئة أيضًا من خلال الندوات والدروس والقوافل المتنوعة ووسائل الإعلام المختلفة .
وبحسب وزارة أوقاف الانقلاب فإن فلسفة الخطبة تقوم على التنوع وعدم الإفراط في جانب دعوي أو فكري على حساب الجانب الآخر أو إهماله ، فقد عنيت الخطة بمختلف المحاور الفكرية فضمت القيم الأخلاقية ، والقيم الوطنية ، ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب ، وتناول قضايا العمل والإنتاج ، والشباب والأسرة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة ، والإيمانيات ، والمناسبات الدينية والوطنية ، والقضايا العامة .
وأكدت أوقاف الانقلاب أن خطة "النفخ" رغم ارتباطها بالموضوعات المقترحة لخطبة الجمعة فإنها أعم وأوسع من موضوع الخطبة، إنما تهدف إلى تشكيل وعي عام إيجابيٍّ ومتكامل بالقضايا العامة والعصرية الهامة.