وصف الكاتب الصحفي وائل قنديل، مدنية الدولة المصرية بالدجاجة المستورة المجمدة في ثلاجة العسكر، وعروبتها باتت سلعة للتصدير لروسيا والاحتلال الإسرائيلي وإيران، مؤكدا أنه لم يحدث أن أهين منصب "رئيس مصر" في تاريخها كله، كما هو الحال مع عبدالفتاح السيسي، الذي هبط بمستوى حاكم أكبر دولة عربية إلى ما دون التسول والسمسرة، وبيع كل شي لمن يملك الثمن. وكشف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- عن أن ما جرى في زيارته الإمارات مثير للحزن والأسى، على وطن كبير، يقوده مجموعة من الصغار الذين لا يحسب حسابهم أحد، موضحا أن السيسي أهان الوطن عندما جعل عقيدته الأساسية التربّح والتكسّب بأي وسيلة، ابتزازاً أو تسولاً أو إجراماً، بالأجر، لدى كل مشاريع الشر في العالم، فوضع نفسه تحت إمرة روسيا، ورهن إشارة إسرائيل، ليبتعد بمصر عن كينونتها وهويتها وتاريخها. وتساءل قنديل: "ماذا جرى للهوية المصرية على يد الجنرال المدلل؟!، قائلا: "طمئمنونا على مصر المدنية في لحظةٍ باتت الشكوى من نار الغلاء"العسكري" أقرب طريق إلى الاتهام بالإرهاب و"الأخونة".. أخبرونا عن مصر "العربية" وشيوخها وسلاطينها يعلنون على الملأ أن عدوّها ليس المستعمر الصهيوني، وإنما هو الشقيق الفلسطيني المقاوم والأخ القطري والجار التركي.. ماذا عن مدنية دولة أصبح معارضوها مهددين، طوال الوقت، بتجريدهم من هويتهم الوطنية، وإسقاط الجنسية عنهم، ومصادرة حقهم في الكلام وفي السفر، والتحفظ على ما يملكون؟". واختتم مقاله قائلا: "تلك هي ملامح "الدولة المدنية" التي أقامها عبد الفتاح السيسي فوق أنقاض حلم ثورة يناير المحطمة، وسط تصفيق حاد من رموز المدنية الزائفة الذين برّروا قتل الإنسان، وإحراق المعنى، واغتصاب الحقوق، من أجل إنقاذ هوية مصر من براثن حكم محمد مرسي و"الإخوان"، فكانت النتيجة أن شاهت الهوية، وحلت الهاوية".