أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي ناصر أبو شريف، اليوم الأربعاء، أنه للأسف الشّديد فإن القضيّة الفلسطينيّة هي آخر همّ الدّول العربية وخرجت عن جدول أعمالها تمامًا بالإضافة إلى العديد من الدّول الإسلاميّة، لذلك فإن الانتفاضة لم تجد أي احتضان من قبل الدول العربيّة والإسلاميّة وتحولّت إلى مجرّد ردود أفعال على جرائم الكيان الصّهيونيّ الذي يستمر في مشروعه التهويدي للقدس المحتلّة والاستيطاني في الضفّة الغربيّة خصوصًا فيما يتم الحديث عنه حول منع الأذان في القدس وداخل الخط الأخضر والأماكن القريبة من المستوطنات داخل الضفة الغربيّة. وعن آخر تطورات المبادرة التي أعلنها رمضان عبدالله شلّح للخروج من المأزق الدّاخلي الفلسطيني إن هذه المبادرة صدرت في الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس الحركة وتعبّر عن برنامج حركة الجهاد السياسيّ معتقدًا أنّها قابلة للتطبيق، كما رأى أنّها المسير الوحيد للشعب الفلسطيني للخروج من تحت وطأة أزماته الّتي أخضعته بها برامج السّلطة الفلسطينيّة السياسيّة واتّفاق أوسلو.
ويعتزم رئيس كيان العدو الصهيوني "رؤوفين ريفلين" التوجه مرة أخرى إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطلب التدخل لدى حركة حماس في قطاع غزة من أجل إعادة جنودهم الأسرى.
ونقلت الإذاعة الصهيونية العامة عن ريفلين قوله إنه سبق له أن تحدث حول هذا الموضوع مع أردوغان خلال المفاوضات لاستئناف العلاقات الثنائية وأنه ينوي طرحه لدى تقديم السفير التركي الجديد لديهم أوراق اعتماده خلال الأسابيع القريبة.
وعرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قبل أشهر صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" وهما من أصول أجنبية، و"أباراهام منغستو" من أصول إفريقية، و"هاشم بدوي السيد" من أصول عربية، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
ما بعد محمود عبّاس وأضاف أبو شريف- في تصريحات صحفية- أنّه الآن يتم الحديث في الأروقة السياسيّة عن مرحلة ما بعد محمود عبّاس وأكّد بأن ما يسمّى ب"الرباعيّة العربية" تضغط أيضا لإزاحة عبّاس وتنصيب شخص يعبّر عن سياساتها لكي يبقى لها خطوط عريضة في القضيّة الفلسطينيّة. لذا فإننا نعتبر بأن المخرج الوحيد هو أن يتم العمل بالمبادرة الّتي أطلقناها بعد نقاش وحوار وطنيّ بالتأكيد، من أجل التّوحد في مواجهة الكيان الصّهيوني.
وعن آخر مستجدات الإنتفاضة الفلسطينيّة وهل بالفعل نجحت إسرائيل بوضع حدّ لها إلى مستوى معيّن أجاب ممثل حركة الجهاد قائلاً إنّ الشعب الفلسطيني يريد تطورًا في مستوى الانتفاضة لترتقي إلى مستوى الانتفاضة المسلّحة، لكن الشّعب الفسلطيني هو شعب أعزل ومحاصر داخل غزّة والضفّة الغربية وأراضي "1948"،وحتّى في الخارج هو ممنوع القيام بأي شيء.
وتابع ممثّل حركة الجهاد الإسلاميّ في طهران أنّه للأسف الشديد لا تلقى هذه الاعتداءات الصهيونية آذان صاغية في الوطن العربي والأمّة الإسلاميّة، ورأى أنّه على رغم الإمكانيات البسيطة للشعب الفلسطيني فإنّه بالإمكان القيام بإنتفاضة أكثر فعالية مع وجود لُحمة وطنيّة.
وأضاف نحن في الدّاخل الفلسطيني نواجه عقبة واسمها السّلطة الفلسطينيّة بعد أبو عمّار والّتي تربّت على عقيدة دايسون والتنسيق الأمني مع الكيان الصهيونيّ.
وأكّد أنّ هذه السلطة تشكل عائقًا أمام أي إنتفاضة فلسطينيّة حقيقيّة، لذا نحن في الجهاد الإسلامي شددنا على رفض أوسلو ورفض الإعتراف بإسرائيل، بالإضافة إلى رفض التنسيق الأمني مع الكيان الصهيونيّ كشرط أساسيّ إذا أردنا أن يكون للقضيّة الفلسطينيّة أي ذكر في المستقبل.
التنسيق "المدنّس"
وحول مستقبل التنسيق الأمني في ظل الاعتقالات المتزايدة من قبل الكيان الصهيوني التي طالت بعض الأسرى السّابقين في الحركة، قال للأسف إنّ السلطة الفلسطينيّة تحولّت من مشروع وطنيّ إلى شرطي للكيان الصهيوني خدمة لأهداف اتفاق أوسلو خصوصًا بعد الانتفاضة الثّانية ووصل إلى أن محمود عباس وصفه بالتنسيق المقدّس في حين نعتبره نحن بالتنسيق "المدنّس" يصل إلى مرحلة الخيانة حيث لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل بالتنسيق الأمني بحجّة حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وشدد على أن المشروع الوطني الفلسطيني "لا يمكن" أن يلتقي بأيّ نقطة من النّقاط مع المشروع الصهيوني.
وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي: إنّ حركة الجهاد الإسلامي في أعلى جهوزيّتها لردع أي عدوان من قبل الكيان الصّهيونيّ مؤكدًّ أن كلام الكيان الصهيوني حول المعركة الأخيرة مع قطاع غزة هو كلام فارغ، مستشهدًا بنفس لغة الكلام الّتي سمعناها قبل الحرب ال 51 يومًا على قطاع غزّة، وانتهت بهزيمة مدويّة للكيان وبمشروعه المتغطرس.