في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عربية عن مساع تقودها الإماراتوالكويت لنزع فتيل هذه أزمة بين مصر والسعودية، قال موقع "ميدل إيست مونيتور" أن عبد الفتاح السيسي يريد اعتذارًا من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز كشرط للمصالحة بين القاهرةوالرياض، وأن "السيسي" أوصل مطلبه خلال لقاء عقد مؤخرًا مع ضابط إماراتي رفيع المستوى لبحث عملية المصالحة!. وفسر مراقبون في وقت سابق أن اللقاء والمطلب الانقلاب تم أثناء زيارة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الداعم الأول للانقلابيين في مصر، الخميس 10 نوفمبر، لبحث الخلافات بين مصر والسعودية التي احتدمت منذ أسبوعين، ومناقشة سبل العودة. ونقل "ميدل إيست مونيتور" عن مصادر مطلعة قولها إنه في أعقاب الاجتماع، بعثت الإمارات وفدًا إلى الرياض لإجراء مشاورات مع مسؤولين سعوديين حول عملية المصالحة. وكشفت تلك المصادر أن السيسي طالب "باعتذار سعودي واضح عن الانتهاكات السعودية ضد مصر". كما تغيب السيسي عن عزاء شقيق "سلمان" مكتفيًا ببرقية عزاء، ولم توفد القاهرة، أي مسئول لتقديم واجب العزاء في شقيق سلمان الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود، ويعد الملك سلمان أحد أبرز حلفاء النظام في مصر. وأعتبر مراقبون أنه في ضوء تلك المواقف فإنه يرجح أن الأزمة بين البلدين ما زالت قائمة، وأن ذلك مؤشر على استمرار توتر العلاقات بين مصر والسعودية، غابت القاهرة عن عزاء الأمير تركي بن عبدالعزيز، شقيق العاهل السعودي الملك سلمان، الذي وافته المنية فجر السبت، بشكل رسمي. صحف رسمية وبحسب صحيفة "الرأي" الكويتية، فإن مصادر مصرية رفيعة المستوى أكدت لها أن محاولات حثيثة تقوم بها الكويتوالإمارات والبحرين لوضع حد للخلافات بين الدولتين. وكشفت الصحيفة أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه عبد الفتاح السيسي بأمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، يأتي في إطار هذه المحاولات واستكمالاً لجهود خليجية سابقة. وأوضحت المصادر: "على الرغم من التزام الصوت الرسمي في البلدين لغة التهدئة، بل والتعليق أحيانًا بأن لا خلافات، ورغم الخطوة الإيجابية التي أقدمت عليها المملكة بالتضحية بأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني عقب تعليقاته على القيادة المصرية، إلا أن هذا كله لا يعني أن العلاقات بين أكبر دولتين عربيتين، كما كانت على حالها قبل أشهر قليلة". وتشير الصحيفة إلى أن محاولات التوسط لرأب الصدع، بدأت باتصالات أجراها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قبل أسابيع، أعقبتها زيارة قام بها إلى المملكة العربية السعودية، حيث استقبله الملك سلمان بن عبد العزيز، ليزور بعدها محمد بن زايد مصر، ويلتقي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة قبل أن يعقدا جلسة محادثات ثنائية. وألمح بيان رسمي مصري، صدر عن الرئاسة المصرية إلى وجود وساطة إماراتية، حيث أشار إلى أن ولي عهد أبو ظبي أكد للرئيس السيسي "أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعيًا لزعزعة الاستقرار في المنطقة". وأضافت الرأي أن وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري تلقى خلال الأيام الماضية اتصالات من نظرائه في الكويتوالإمارات والبحرين من أجل العمل على تهيئة المناخ لإزالة أي رواسب تشوب العلاقات المصرية - السعودية. تطورات الموقف وتأتي هذه التطورات بعد توقف توريدات النفط السعودي إلى مصر للشهر الثاني على التوالي، رغم اتفاق سبق للطرفين أن توصلا إليه بهذا الشأن من أجل إنعاش الاقتصاد المصري. وكان التوتر في العلاقات بين القاهرةوالرياض قد تصاعد منذ أسبوعين، بعد أن صوت المندوب المصري لدى الأممالمتحدة لصالح مشروع قرار روسي حول سوريا في مجلس الأمن. ونشبت أزمة بين مصر والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن مطلع أكتوبر المنصرم إلى جانب مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب السورية، كانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة. وقطعت شركة «أرامكو» السعودية إمداداتها النفطية عن مصر للشهر الثاني على التوالي، عقب التصويت المصري. وفي محاولة لتعويض توقف إمدادات النفط السعودي لجأت القاهرة إلى بغداد من أجل التزود باحتياجاتها البترولية.