في رسالة لم تخل من التوعد والتهديد في باطنها، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني: إن قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل بمصر، في فبراير، "جرح مفتوح بالنسبة لإيطاليا". كما حملت كلمة الوزير رسالة إنذار إلى نظام الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، أنها لم ترد بعد على ما فعله زبانية الانقلاب في الطالب الإيطالي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جنتيلوني قوله، خلال لقاء مع طلاب جامعيين في روما: "تلقينا إشارات مشجعة محدودة في سبتمبر من السلطات القضائية المصرية، وفسرها مدعي روما بأنها استعداد للتعاون". استدعاء وأكد الوزير أن استدعاء روما لسفيرها من القاهرة في أبريل لم يكن "صدفة". وعن الاجتماعات التي تتم بين مسئولين إيطاليين ومصريين حاليا، أعرب الوزير الإيطالي عن اعتقاده بأن بلاده "غير راضية" عن نتيجة الاجتماعات. والتقى فريق التحقيق المصري برئاسة النائب العام، في الشهر الماضي، رئيس نيابة روما ونائبه والمدعي العام الإيطالي؛ لإطلاعهم على المستجدات التي توصلت لها النيابة العامة المصرية. وقالت النيابة، في بيان عقب اللقاء، إنها سلمت روما تقريرا مفصلا عن نتائح تحليل المكالمات التليفونية في منطقتي اختفاء ريجيني والعثور على جثمانه، وأنها أخبرت الجانب الإيطالي أن الشرطة أجرت تحريات عن أنشطة ريجيني قبيل اختفائه بناء على بلاغ قدم ضده من رئيس نقابة الباعة الجائلين. اتهام نجل السيسي وقبل 3 شهور، لمحت "ريجيني ليكس" المنصة الإلكترونية، إلى تورط الابن الأكبر للسيسي بمقتل الطالب الإيطالي ريجيني، من خلال موقعه في جهاز المخابرات العامة. وقالت المنصة- التي أنشأتها صحيفة "إيسبريسو" الإيطالية- إنه ليس من الصعب الاعتقاد بأن نجل السيسي كان على علم بتحركات جوليو ريجيني حتى قبل اختفائه، وأوضحت أن ذلك لم يذكر في أي تقرير، لكن إدارة تحرير المنصة ما زالت تدرس المسألة، حسب قولها. انتهاكات السيسي وفي 10 مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اقتراحا لقرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من السيسي في مصر، وصدر القرار بأغلبية ساحقة. وكان ريجيني، طالب دكتوراة إيطالي في جامعة كامبردج، وقتل في مصر بعد اختطافه في 25 يناير 2016. وعُثر على جثته على مشارف القاهرة في مصرف بجانب طريق القاهرة-الإسكندرية السريع (المعروف بالطريق الصحراوي)، وكانت جثته مشوهة، وقد ظهرت على جسده آثار تعذيب شديد مروع: كدمات وسحجات في جميع أنحاء الجسم، نتجت عن ضرب مبرح ووحشي، ورضات ممتدة نتجت من ركلات ولكمات واعتداءات باستخدام عصا، وقد اقتلعت أظافر يديه وأقدامه، كما وجد في جسده أكثر من عشرين كسرا في العظام بينهم سبعة كسور في أضلاع الصدر، وكانت كل أصابعه مكسورة وكذلك لوحي كتفيه. وبعدما أجرى مسئولون إيطاليون تحقيقات تشريحية منفصلة في أسباب وفاة ريجيني مع طبيب شرعي رسمي مصري، تقرر في يوم 1 مارس 2016، أنه تم استجواب وتعذيب ريجيني لمدة تصل إلى سبعة أيام، وعلى فترات من 10-14 ساعة، قبل أن يقتل في نهاية المطاف.