بدأ الناخبون المغاربة، صباح الجمعة، التصويت في الانتخابات البرلمانية التي يتنافس فيها 21 حزبًا سياسيًّا على 395 مقعدًا، يتم اختيار 305 منهم وفقا لنظام القائمة النسبية، إضافة إلى 90 مقعدًا يشكلون القائمة الوطنية لعموم المغرب موزعة بنسبة 60 مقعدًا للنساء، و30 مقعدًا للشباب ما دون ال35 عامًا. وتعد انتخابات، الجمعة، هي الثانية التي تشهدها البلاد منذ التعديلات الدستورية التي جرت عام 2011، ويتصدر المنافسة في تلك الانتخابات حزبا العدالة والتنمية، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، المعروف باسم "البيجيدي"، وحزب الأصالة والمعاصرة المعروف باسم "البام". وتجرى الانتخابات في 92 دائرة انتخابية، وحسب وزارة الداخلية، بلغ عدد لوائح الترشيح المقدمة محليًّا ووطنيًّا 1410 لائحة، تضم 6992 مرشحا، فيما يتوزع الناخبون بين 55% من الرجال و45% من النساء، وبينهم 55% يقيمون في المدن و45% في الأرياف. وفيما يخص أعمار الناخبين، فإن 30% منهم تقل أعمارهم عن 35 سنة، و43% تتراوح أعمارهم بين 35 و54 سنة و27% تفوق أعمارهم 54 سنة. وستشارك 37 هيئة وطنية ودولية في المراقبة المستقلة للانتخابات، أي ما يزيد عن 4000 مراقب بينهم 92 مراقبًا دوليًّا، فيما عينت بعض الأحزاب مراقبين لها في مختلف الدوائر الانتخابية. وفي 2011، بلغت نسبة التصويت من أصل 13.6 مليون ناخب مسجلين في اللوائح 45٪، فيما قاطع 55٪ العملية الانتخابية التي تشهد اليوم عودة السلفيين المغاربة للترشح والمشاركة تحت لواء أحزاب متفرقة. وشهدت الانتخابات منذ استقلال البلاد سنة 1956 وحتى اعتلاء محمد السادس عرش المغرب سنة 1999 تلاعبًا مستمرا بالنتائج.. وشكلت أول انتخابات جرت في عهد الملك الجديد عام 2002 تحولًا في المسار السياسي للبلاد. ويأمل البيجيدي الذي يرأس الحكومة المغربية الحالية، في تحقيق أغلبية تتيح له الاستمرار في قيادة الحكومة. وكان حزب العدالة والتنمية فاز في نوفمبر 2011 في أول انتخابات برلمانية شهدتها البلاد بعد تبني دستورًا جديدًا صيف السنة نفسها، عقب حراك شعبي قادته حركة "20 فبراير" الاحتجاجية، التي مثلت النسخة المغربية ل"الربيع العربي". ويبقى الملك محمد السادس، باعتراف رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الحاكم الفعلي للبلاد والمهيمن على المجالات الإستراتيجية والحيوية، وفي مقدمتها الجيش والأمن والقضاء والدبلوماسية، والتوجهات الاقتصادية الكبرى، وكذلك التعيين في المناصب والوظائف العليا. وركز الأصالة والمعاصرة على ترشيح الكثير من النساء ضمن لوائحه الوطنية والمحلية لتوسيع تمثيل المرأة الضعيف في البرلمان، كما يدافع عن تقنين الاستخدام الطبي والصناعي للقنب الهندي الذي يعتبر المغرب من أكبر منتجيه ومصدريه. وتبنى المغرب منذ الاستقلال خيار التعددية الحزبية، ويشارك اليوم قرابة 30 حزبا في الانتخابات، لكن 8 منها فقط تملك القدرة على تكوين كتلة برلمانية وفق الشروط التي يحددها القانون. وقدمت فدرالية اليسار الديمقراطي -التي تأسست سنة 2007- من 3 أحزاب يسارية، على أنها "طريق ثالث" وسط الاستقطاب، وقد حققت تسجيلا نوعيا من طرف المواطنين وتعاطفا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي. بدوره يشكل حزب الاستقلال -المحافظ- قوة انتخابية متجذرة في المشهد السياسي المغربي.