مع اقتراب عيد الأضحي المبارك بعد أيام قليلة، ثم بدء العام الدارسي في 24 سبتمبر الجاري، تحاصر المصريين عدة أزمات خانقة، جعلت حياة المواطنين في أعلى درجات الكآبة والنكد، مع عجز الرواتب عن الوفاء باحتياجات المواطنين الأساسية والضرورية. فأسعار اللحوم والخضروات والسلع ترتفع يوميا، والسكر اختفى من حصص التموين ووصل إلى 9 جنيهات في الأسواق، بينما بلغ سعر أنبوبة البوتاجاز 60 جنيها في عدد كبير من المحافظات مع نقص الحصص وتفاقم الأزمة، وبوادر في أزمة الوقود بعدد من المحافظات، والأخطر هو استمرار أزمة ألبان الأطفال حتى يومنا هذا دون حل، ولا تزال الكميات الموجودة بمنافذ الحكومة لا تكفي احتياجات المواطنين، يتزامن هذا مع ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس من ملابس وأدوات مكتبية وحقائب وأحذية، بصورة تفاقم من معاناة المصريين الذين ثبتت سلطات الانقلاب رواتبهم وتركت الأسواق ترتفع بلا ضوابط، ما حول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق. غلاء أسعار اللحوم والسلع وأكد التقرير الشهري لغرفة القاهرة التجارية عن شهر أغسطس، ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية بالأسواق مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضي 2015، حيث ارتفعت أسعار الزيوت و”السمنة” بنسبة 7.8%، واللحوم الحمراء بنسبة 14.1%، والدواجن 3.4%، كما ارتفعت أسعار الخضروات الطازجة بنسبة 37.2%، والفاكهة بنسبة 15.7%. وفي تقرير لها، اليوم الإثنين 5 سبتمبر 2016، أكدت صحيفة «الشروق» أن سعر كيلو اللحم البلدي لدى الجزارين يتراوح ما بين 90 إلى 100 جنيه، وكيلو اللحم الضاني من 90 إلى 95 جنيها، فيما وصلت أسعار اللحم البتلو إلى ما بين 135 إلى 145 جنيها للكيلو. السكر ب9 جنيهات لا تزال أزمة نقص السكر داخل منافذ وزارة التموين ومحال بقالي التموين مستمرة، منذ اندلاعها مطلع يونيو الماضي، ما أدى إلى زيادة سعر السكر داخل سوق التجزئة ليصل إلى 9 جنيهات بالسوق. يقول يحيى كاسب، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة: إن أزمة السكر ما زالت متواجدة والبطاقات خالية من سكر التموين، مشيرا إلى أنَّ الأزمة الحالية يقف وراءها قيام بعض التجار بتخزين السكر منذ يونيو الماضي، من أجل التحكم في الأسعار. وأضاف- في تصريحات صحفية- أن سعر المنتج في سوق التجزئة يصل إلى 9 جنيهات مقارنة بالفترات السابقة، مشيرا إلي أن أكثر من 80% من حاملي البطاقات التموين لم يحصلوا على مقرر السكر منذ شهرين أو أكثر. مستلزمات المدارس نار مع الارتفاع الجنوني لسعر الدولار حتى وصل إلى 13 جنيها في السوق السوداء، انتابت أسعار مستلزمات المدارس حالة من الهيجان والفوران، وتضاعفت أسعارها بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي يثير استياء واسعا بين المواطنين وأصحاب المكتبات على حد سواء. وباستنكار وأسى شديدين، يؤكد مايكل منير، صاحب مكتبة لبيع الأدوات المدرسية بالفجالة، أن «الأسعار ولعت نار في خمسة شهور والزباين غضبانة». ويضيف منير أن جميع أسعار المنتجات المصنوعة من الورق ارتفع سعرها بواقع 3 إلى 6 جنيهات للدستة. (20 كراسة– 10 كشاكيل). ويوضح منير أنهم لا يرغبون في بيع الأدوات المدرسية بأسعار مرتفعة، لكنهم مضطرون لذلك بسبب ارتفاع أسعارها في المصانع المنتجة لها. ويؤكد عشرة من أصحاب مكاتب بمنطقة الفجالة- بحسب «تقرير لأصوات مصرية التابع لوكالة رويترز»- ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية الورقية والمستوردة من الخارج مثل الأقلام (الحبر- الرصاص). الأنابيب اختفت تفاقمت أزمة نقص أنابيب البوتاجاز فى عدد من المحافظات خلال الساعات الماضية بصورة كبيرة، وشوهدت طوابير طويلة ممتدة أمام المستودعات، ورصدت تقارير إعلامية عدة مشادات بين المواطنين وأصحاب المستودعات، أو بين المواطنين بعضهم بعضا من أجل الحصول على الأنبوبة التي اختفت في ظروف غامضة، ووصل سعرها في معظم المحافظات إلى 60 جنبها، على الرغم من الدعم الكبير واللا محدود من جانب دول الخليج، وخصوصا المملكة العربية السعودية لضمان استمرار ضخ الوقود بكل أنواعه دون توقف منذ انقلاب 30 يونيو المشؤوم. وأرجع مسؤولون فى الحكومة سبب أزمات نقص الوقود إلى ما أسموه «شائعات ضريبة القيمة المضافة». الوقود وبوادر أزمة عادت من جديد أزمة نقص المواد البترولية لتضرب محافظات الجمهورية، ليعود مشهد الطوابير، وترفع محطات الوقود لافتات "عفوا .. لا يوجد بنزين". فإغلاق المحطات أبوابها في وجه السائقين أصابهم بحالة من الاستياء؛ نتيجة توقفهم عن العمل، ما أدى إلي اتهام أصحاب محطات الوقود بتخزين الوقود تمهيدا لبيعه في السوق السوداء. محمد عبد العزيز، عامل بمحطة وقود بالمعادى، أكد نقص الكيمات الواردة من الشركات للمحطة التى يعمل بها، مشيرا إلى أن هناك عجزا وصل إلى 30% مقارنة بالفترة الماضية. وأوضح بحسب تقرير لموقع "مصر العربية" أن هناك تعليمات من الجهات الرقابية على المحطة بعدم الإعلان عن وجود نقص في المحطات، مشيرا إلى أن الوضع الحالي موجود منذ أكثر من أسبوع. ومن جهته، قال محمد عبد المنعم، عضو شعبة المواد البترولية: إن نسبة العجز في الكميات في الوقود وصلت إلى 40% مقارنة بالفترة الماضية، وهو ما ضغط على الكميات المتاحة بالمحطات، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تزداد الطلب، وبالتالي ندرة المعروض أحدث عجزا. وأضاف أن الكميات المتاحة في المحطات لا تلبي الاحتياجات، مشيرا إلى أن العجز الحالي سببه توقف بعض الشركات عن الضخ ، وهو ما يتضح في توافر بعض الكميات في محطات بعينها دون الأخرى. لبن الأطفال لا تزال أزمة ألبان الأطفال مستمرة، ولم تتمكن سلطات الانقلاب من حل المشكلة التي تفاقمت بشدة، يوم الخميس الماضي، على خلفية تظاهرات مئات الأمهات حاملات أطفالهن؛ احتجاجا على اختفاء عبوات اللبن من الصيدليات ومنافذ الحكومة. وجاءت تصريحات الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، يوم الخميس الماضي، بأن الجيش سيضخ 30 مليون عبوة، لتثير عاصفة من الغضب بين المواطنين، الذين اتهموا القوات المسلحة باحتكار السلعة والتحكم في سعرها؛ أملا في إلغاء الدعم عنها، حيث يبلغ سعر العبوة المدعمة 5 جنيهات، فيما أعلن الجيش عن توفيرها ب30 جنيها. وجاء بيان المتحدث العسكري ليفاقم الأزمة، معلنا عن تعاقد القوات المسلحة لشراء 18 مليون عبوة، وهو ما أثار استنكارا واسعا بين المواطنين، مستنكرين تدخل الجيش في كل شيء حتى لبن الأطفال.